هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، تشكيل اللجنة الدستورية الخاصة بسوريا، على أن تبدأ عملها خلال الأسابيع المقبلة، ضمن الجهود لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام 2011.
وأفاد غوتيريش، لصحفيين في مقر المنظمة الدولية، بموافقة نظام بشار الأسد ولجنة المفاوضات السورية(التابعة للمعارضة) على "إنشاء لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة بتسيير أممي".
وأضاف أنه يرحب بالتقدم الذي أحرزته الحكومة والمعارضة، وأن مبعوثه الخاص إلى سوريا، جير بيدرسن، قام بتسيير الاتفاق وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لعام 2015.
وتابع أن لجنة إعداد الدستور ستعقد أولى اجتماعاتها خلال الأسابيع المقبلة.
وأردف قائلًا: "أعتقد اعتقادًا راسخًا أن إطلاق اللجنة الدستورية بتنظيم وقيادة سورية يمكن ويجب أن يكون بداية المسار السياسي للخروج من المأساة، وهو الحل الذي يتماشى مع القرار 2254 (2015)، الذي يلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين، ويستند إلى التزام قوي بسيادة البلد واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه".
ونص ذلك القرار على إعادة صياغة الدستور السوري، ضمن عملية انتقال سياسي، وطالب جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، وحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي على دعم جهود وقف إطلاق النار.
وطلب القرار أيضا من الأمم المتحدة أن تجمع الطرفين للدخول في مفاوضات، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف أممي، بهدف إجراء تحول سياسي.
وأثنى غوتيريش على "المشاركة الدبلوماسية لحكومات روسيا وتركيا وإيران (الدول الضامنة لوقف إطلاق النار) في دعم إبرام الاتفاق".
اقرأ أيضا: مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون في دمشق
وخلال "مؤتمر الحوار الوطني" السوري، بمدينة سوتشي الروسية في يناير/ كانون ثانٍ 2018، قرر الفرقاء السوريون والأمم المتحدة وتركيا وإيران وروسيا تشكيل لجنة لمراجعة دستور سوريا.
ويفترض أن تتألف اللجنة من 150 عضوًا، يعين النظام والمعارضة الثلثين، بحيث تسمي كل جهة 50 عضوًا، بينما يختار المبعوث الأممي الثالث الأخير من المثقفين ومندوبي منظمات من المجتمع المدني السوري.
والتقى المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، الاثنين، بوزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، وبحث معه ملف تشكيل اللجنة الدستورية.
وقال بيدرسون إنه أنهى "جولة ناجحة" من المحادثات في دمشق.
وأضاف أنه اتصل برئيس اللجنة العليا للمفاوضات، ناصر الحريري، مشيرا إلى أن النقاش كان إيجابيا جدا معه.
وأوضح المبعوث الأممي أنه سيحيط الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بفحوى النقاشات وبعدها سيذهب إلى نيويورك، حيث تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمالها في دورتها الحالية.
اقرأ أيضا: طعمة لـ"عربي21": الاتفاق على أعضاء اللجنة الدستورية بسوريا
بدوره، أكد وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، لبيدرسون، "التزام سوريا بالعملية السياسية، بالتوازي مع ممارسة حقها في مكافحة الإرهاب"، وفق قوله.
جاء ذلك وفق ما نقلته وكالة أنباء النظام السوري "سانا"، عن المعلم، الذي قال إنه "بحث القضايا المتبقية المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية وآليات وإجراءات عملها بما يضمن قيامها بدورها وفق اجراءات واضحة ومتفق عليها مسبقا وبعيدا عن أي تدخل خارجي".
وقالت الوكالة الرسمية إن "الاجتماع كان إيجابيا وبناء ووجهات النظر متفقة على التأكيد أن الشعب السوري هو الوحيد الذي له الحق بقيادة العملية الدستورية، وعلى ضرورة أن يقوم السوريون بتقرير مستقبلهم بأنفسهم دون أي تدخل أو ضغوطات خارجية بما يضمن تحقيق التقدم المنشود في العملية السياسية".