هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون غضب مسؤولي القصر الملكي، بعدما بدأ بكشف ما تصنف عادة كأسرار تخص علاقته بالملكة إليزابيث الثانية حينما كان رئيسا للحكومة.
وكان كاميرون قد تحدث حول فترة رئاسته للحكومة (2010-2016)، ضمن وثائقي من حلقتين لمحطة بي بي سي، عن طلبه من الملكة التدخل خلال حملة الاستفتاء بشأن استقلال أسكتنلدا عام 2014. وحينها دعت الملكة الأسكتلنديين لـ"التفكير جيدا بمستقبلهم"، وهو ما أثار حينها غضب الحزب القومي الأسكتلندي المؤيد للانفصال، حيث اعتبرت تصريحات الملكة بمثابة دعوة لرفض الانفصال، وأنها تخرق القواعد الخاصة بحياد الملكة.
وجاءت نتيجة التصويت بنحو 55 في المئة لصالح البقاء في المملكة المتحدة.
ويناقش كاميرون قضية استفتاء أسكتلندا أيضا في كتابه الذي ينشر هذا الأسبوع.
ونقلت بي بي سي الجمعة؛ عن مصادر في القصر استياء مساعدي الملكة بسبب هذا الكشف، لكن لم يصدر أي تصريح رسمي من القصر الملكي بشأن تصريحات كاميرون حتى الآن.
وقال كاميرون إنه سأل الملكة إن كان بإمكانها أن "ترفع حاجب عينها" (تعبيرا عن الاستغراب أو عدم الموافقة) خلال الاستفتاء. وأوضح أن ما ناقشه مع مساعدي الملكة حينذاك لم يكن أي شي يمكن أن يكون غير ملائم بأي شكل.. فقط رفع حاجب العين.. بربع بوصة"..
ويبدو أن طلب كاميرون جاء كرد على تأكيد رئيس الوزراء الأسكتلندي حينها، أليكس سالموند، بأن إليزابيث ستبقى "ملكة محترمة" لأسكتلندا في حالة استقلالها.
وأوضح مصدر للمحطة أنه ليس من مصلحة أحد نشر الحوارات بين الملكة ورئيس الوزراء على العلن، محذرا بأن هذا يجعل تطور العلاقة بينهما أمرا صعبا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها كاميرون أسرارا تخص الملكة. فبعد ظهور نتائج الاستفتاء، صرح بأن الملكة "خرخرت" بعد سماعها بنتيجة التصويت (كنوع من السعادة)، ما اضطره للاعتذار عن كشف هذه المعلومات، قائلا إن كان "خطأ فظيعا". وعاد كاميرون للاعتراف بأنه ربما كشف كثيرا أو "أكثر من اللازم" عن محادثاته مع الملكة.
وتعتبر مسألة حياد الملكة أو عدم تدخلها في الشؤون السياسية؛ أمرا أساسيا في في بريطانيا، كما أن الكشف عن أسرار تخص القصر الملكي وعلاقتها برئيس الوزراء مسألة حساسة وغير مسبوقة. وهو ما دفع سياسيين بريطانيين، مثل زعيم حزب العمال جيرمي كوربين وسالموند لمهاجمه كاميرون، متهمين إياه بأنه أضر بقواعد حياد الملكة وحاول "تعبئتها" لصالحه.