بلومبيرغ: لهذا تم تعيين الرميان لإدارة شركة "أرامكو"

نشر موقع "بلومبيرغ نيوز" مقالا للكاتبة إلين وولد، تتساءل فيه عما سيحدث لشركة "أرامكو" للنفط، التي تملكها السعودية، خاصة أن خطط الطرح العام تسير بخطى حثيثة، وهي بهذه الحال بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مهنيين لديهم خبرة في مجال هذه الصناعة. 

وتعلق وولد في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، على التغييرات الكبرى التي أجرتها العائلة المالكة هذا الأسبوع في إدارة شركة "أرامكو"، حيث تم إعفاء مديرها خالد الفالح وزير الطاقة من منصبه، وتعيين مدير صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، بدلا منه. 

وتقول الكاتبة: "مع استعداد المملكة لوضع أسهم من (أرامكو) في البورصة، ما الذي يجب استخلاصه من هذا التحول، الذي جعل الرميان الشخصية التي لا تملك أي خبرة في مجال النفط أو الطاقة، والمقرب من محمد بن سلمان، الاختيار المفضل؟".  

وتشير وولد إلى أن "إعفاء الفالح من منصبه في مجلس إدارة الشركة يؤدي إلى فصلها عن فريق الحكومة الذي يقوم بتشكيل السياسات النفطية في (أرامكو)، وهو ما سيحميها من اتهامات النزاهة، وفي حالة تحركت الشركة نحو الاكتتاب فإنها ستكون محمية من التحقيقات التي تجريها الحكومات الأخرى في علاقة الشركة مع كارتل النفط، وكما كتب الفالح في تغريدته التي هنأ فيها مدير صندوق الاستثمارات العامة ياسر عثمان، فهي (خطوة مهمة لإعداد الشركة للطرح العام)". 

وتستدرك الكاتبة بأن "الرميان ليس الاختيار الذي يدعو للثقة في اتجاه الشركة، وواحد من الأسباب هو لأنه جاء من المجال المالي، فبعد عدة وظائف في النظام المصرفي السعودي، عين مديرا لصندوق الاستثمارات العامة عام 2015، ويقال إنه يستشير ولي العهد بشكل دائم". 

وتلفت وولد إلى أنه استخدم جزءا من أموال صندوق الاستثمارات العامة بصفته صندوق تمويل للمشاريع، بطريقة جعلت السعودية أكبر مستثمر في الشركات الأمريكية الجديدة، مشيرة إلى أن الرميان أشرف على تحويل صندوق الاستثمارات العامة إلى هيئة مالية ذات نفوذ في المملكة، بالإضافة إلى أنه يدعم أفكارا جديدة وقضايا اجتماعية، مثل الاستثمارات التي جلبت شركة دور السينما "إي أم سي" إلى السعودية، و"هذا كله لا يشير إلى خبرة في مجال النفط". 

وتجد الكاتبة أنه "بالمقارنة، فإن الفالح يعد من موظفي الشركة المخضرمين، ولديه سجل ناجح في مجال الصناعة، ولهذا كان من المنطقي قيادته للشركة، فمن المعروف أن شركات الطاقة العالمية يقودها أشخاص ذوو خبرة في مجال الطاقة، فشركتا (إكسون مويبل كورب) و(شيفرون كورب)، مثلا، رئيس الشركة هو مديرها التنفيذي، وشركة (رويال داتش شيل بي أل سي) مديرها تشارلز هوليدي كان مديرا لشركة الكيماويات (دوبونت)، أما مدير شركة (بي بي بي أل سي) فكان مديرا لشركتي (جي بي) و(سات أويل) وكلاهما للطاقة". 

وتفيد وولد بأنه "كان أمام العائلة المالكة خيار تعيين مدير الشركة التنفيذي الحالي أمين الناصر بدلا من الفالح، وهو واحد من كبار مديري (أرامكو) التنفيذيين الناشط في مجتمع الشركة، وعامل من خارج الصناعة لديه خبرة، الأخ غير الشقيق لولي العهد، عبد العزيز، الذي عمل محاضرا في الجامعة وهو بيروقراطي سابق في وزارة النفط، لكنها اختارت الرميان لأنه لا يخالف ما تقول".  

وترى الكاتبة أن "تعيين الرميان يشير إلى التحول الوشيك الحدوث في شركة النفط، الذي يتحدث عنه محمد بن سلمان منذ وقت، ففي عام 2016 وقبل وصول ابن سلمان إلى منصبه وليا للعهد، فإنه ناقش بأن الشركة يجب أن تتحول إلى محفظة استثمارية لها قيمة واستثمار، ويجب ألا تكون مملوكة بصفتها بضاعة رئيسية أو مصدرا رئيسيا للدخل". 

وتعلق وولد قائلة إن "هذا الكلام ليس جذابا للسعودية، التي لا تزال تعتمد على (أرامكو) بصفتها مصدرا للموارد الرئيسية، بالإضافة إلى أنه ليس جذابا للمستثمرين المحتملين الباحثين عن شركة استثمار تواصل مسارها الإيجابي".

وتقول الكاتبة: "كما هو معلوم، فإن مجلس إدارة أي شركة وطنية لا يملك أي سلطة في ظل حكم ملكية مطلقة، وهناك لجنة تدير الشركة، وتعرف باسم المجلس الأعلى لـ(أرامكو)، ويديره ولي العهد، الذي لا خبرة لديه في مجال الطاقة، إلا أن مجلس إدارة الشركة يشرف على الإدارة العليا فيها، وكذلك الحصة الكبيرة التي تقدم للميزانية، بالإضافة إلى توليه الإشراف على خطط الطرح العام".  

وتختم وولد مقالها بالقول إن "خطوة تعيين الرميان تشير إلى أن المديرين التنفيذيين في الظهران لم يعودوا يسيطرون على العمل الذي قاموا وأسلافهم بتحويله إلى نجاح، لكن يجب أن ينظر إلى هذه الخطوة، خاصة من المستثمرين المحتملين فيها، بأن الشركة الأكثر ثراء وقوة في العالم بات يديرها اليوم (هواة)".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)