هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت دراسة إسرائيلية إن "قراءة التطورات الإقليمية المتلاحقة تسلط الضوء الإسرائيلي على محاولة الأردن وعدد من الدول العربية التصدي للمشكلات الداخلية والتهديدات الخارجية، حيث تسعى المملكة الأردنية لتوثيق صلاتها الإقليمية في ظل توتراتها المتزايدة مؤخرا مع حليفاتها التقليدية، خاصة المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بصفقة القرن الأمريكية".
وأضافت الدراسة التي أعدها الباحث يهوشاع كارسينا، ونشرها مركز القدس للدراسات الأمنية والاستراتيجية، وترجمتها "عربي21"، أن "الرأي العام الأردني يعارض بشدة التوجهات الأمريكية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ويوجه انتقادات حادة إلى السياسة الإسرائيلية الحالية".
وأوضحت أنه "في ظل حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي المتواصل في المملكة، فإن الملك الأردني لا يريد الظهور مرتبكا في قضايا مفصلية كالقدس والدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين، كما تخشى عمان من بعض الخطوات الأمريكية التي تضغط على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ما قد يترك تبعات أمنية سيئة على الأردن، ذي الحدود المرتبطة معها".
وأكدت الدراسة أن "الأردن يسعى لتقوية علاقاته الإقليمية مثل قطر وتركيا والعراق ومصر، من أجل توفير دعم سياسي وغطاء اقتصادي، يشمل استمرار توفير مصادر الطاقة، خاصة في ضوء توتر علاقاتها مع السعودية والإدارة الأمريكية، وهذه الاستراتيجية الأردنية من شأنها إعادة تصميم علاقاتها مع عدد من اللاعبين في المنطقة، خاصة في ضوء التوتر الأمني الحاصل في منطقة الخليج".
وأشارت إلى أن "الأردن أعاد علاقاته مع قطر بعد قطيعة استمرت عامين، رغم أنها لم تلتزم بالحصار السياسي الذي فرضته السعودية والإمارات على قطر، وقد تزامن تبادل السفراء بين عمان والدوحة مع اندلاع مظاهرات شعبية داخلية احتجاجا على الظروف الاقتصادية السيئة، حيث قدمت قطر مساعدات للمملكة بقيمة نصف مليار دولار".
وكشف النقاب أن "عمان وأنقرة تواصل توثيق علاقاتهما الثنائية، والخروج بمواقف متفق عليها في قضايا إقليمية، فالأتراك يقدرون الموقف الأردني فيما يتعلق بحماية المقدسات الإسلامية في القدس، بعكس تقارير تحدثت عن تنافس بينهما في الحرم القدسي".
وأكد أن "القراءة الإسرائيلية تشير إلى أن قطر وتركيا، اللتين تتقارب معهما الأردن، تعتبران بنظر السعودية والإمارات خصمان مريران، وربما عدوان لدودان، ما يزيد من توتر العلاقة بين عمان والرياض؛ بسبب رفض الملك الأردني المشاركة في التحالف العربي للحرب في اليمن، وعدم التعاون مع الجهود السعودية الداعمة لصفقة القرن".
وختم بالقول إن "إسرائيل لا تجد الكثير مما قد تقدمه للأردن باعتبارها جارتها وحليفتها، في ظل فوارق واضحة في سياسات البلدين، ومصالحهما التي لم تعد متراصة بجانب بعضها البعض، كما كان في السابق، رغم أن بعض أوساط حزب الليكود يطالبون باتخاذ مواقف أكثر حدة تجاه الأردن".
وأشار إلى أن "السياسة الإسرائيلية الحالية لن تكون مساندة للأجندة الأردنية الرافضة لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يتطلب من إسرائيل العمل على تنسيق خطواتها مع السعودية والإمارات؛ للخروج بموقف موحد تجاه الأردن".