سياسة عربية

النظام يواصل تقدمه شمالا.. ومعرة النعمان بدائرة الخطر

قوات النظام السوري شمال سوريا - جيتي
قوات النظام السوري شمال سوريا - جيتي

في مسعى منه للاستفادة من الزخم العسكري الذي حققه على حساب فصائل المعارضة، يواصل النظام السوري تقدمه في ريف إدلب الجنوبي والشرقي.

وبعد ساعات قليلة من سيطرة قواته على بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، وفق ما أكدته مصادر محلية، بدأت وسائل إعلام النظام تروج للمحطة التالية، أي مدينة معرة النعمان، بهدف السيطرة على طريق دمشق حلب الدولي.

 

وجاء هذا رغم إعلان وزارة الدفاع الروسية عن وقف إطلاق النار بمناطق خفض التصعيد، اعتبارا من يوم غد السبت.

وبالتوازي مع الترويج الإعلامي، تواصل الطائرات الروسية والسورية قصفها الكثيف على معرة النعمان وبلدات التح ومعرشمشة ومعصران بمحطيها، فيما يبدو تمهيدا ناريا، للتقدم البري شمالا نحو المدينة، مخلفة مجازر في صفوف المدنيين.

بموازاة ذلك، أكدت مصادر معارضة استقدام روسيا لتعزيزات عسكرية كبيرة من جيش النظام ومليشيات إيران، تحضيرا لمعركة قادمة، يبدو أن معرة النعمان وجهتها.

وتبدي مصادر معارضة تخوفها تحقيق النظام السوري تقدما سريعا باتجاه معرة النعمان، ذات الطبيعة السهلية التي لا تخدم كثيرا الدفاع عنها.

وهو الأمر الذي أكده القيادي في "الجيش الحر"، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، موضحا لـ"عربي21" أن المحيط السهلي للمعرة يصعب على الفصائل مهمة الدفاع عنها، لاسيما مع سياسة الأرض المحروقة من جانب النظام وروسيا.

 

اقرأ أيضا: روسيا تعلن عن وقف إطلاق نار بإدلب.. وأردوغان يحذر

غير أنه لفت بالمقابل إلى الامتداد العمراني الكبير لمدينة المعرة، وقال: "المعرة من أكبر التجمعات السكانية في محافظة إدلب، وامتدادها العمراني يصعب السيطرة عليها، ويقلل من فاعلية السلاح الثقيل".

ورأى عبد الرزاق أن "دخول النظام إلى المدينة يتطلب حرب شوارع، وهذا ما يرجح الكفة لصالح من سيدافع عنها ضد أي قوة مجرمة تريد الدخول لها".

المرحلة الثانية

من جانبه، أوضح الخبير العسكري، العقيد عبدالله الأسعد، أن المرحلة الروسية الثانية من معارك إدلب، بدأت بعد سيطرة النظام على خان شيخون جنوب وإدلب، وريف حماة الشمالي.

وقال لـ"عربي21"، إن "النظام يمضى بمخططه بالتوسع شمالا، وصولا إلى معرة النعمان، لتوسيع الخرق الذي بدأ من السيطرة على قلعة المضيق، قبل أشهر".

وما يخشاه العقيد هو تكرار سيناريو خان شيخون؛ أي انسحاب المعارضة منها، في مناطق أخرى، وقال "المتابع للشأن العسكري يرى من سير خطة الأعمال العسكرية، أن النظام يسعى لمواصلة التقدم".

واستدرك بالقول: "ما لم تسجل تطورات سياسية، فإن المعارك مستمرة، والتعويل على قوة دفاع الفصائل فقط".

الائتلاف يحذر من كارثة

في هذا الوقت، طالب الائتلاف الوطني (مقره اسطنبول) العالم بالتحرك لوقف الكارثة التي جرها النظام وحلفاؤه على السوريين".

ودعا في بيان، وصل إلى "عربي21"، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وعلى رأسه مجموعة الدول الفاعلة، إلى وقف الهجمات والجرائم بشكل فوري، وقال إن "المواقف اللامسؤولة لتلك الدول ساهمت في تعقيد الأوضاع، ما يحملها مسؤولية مضاعفة، ويفرض عليها التدخل لوقف المجازر المستمرة، والقيام بتحرك دولي يضمن حرية السوريين وحماية المدنيين في إدلب".

التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الجمعة، 30-08-2019 12:54 م
للاسف تركيا مازلت تتفرج ...........