هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي، إن الوعود الأمريكية والروسية بشأن إبعاد إيران وأذرعها عن الحدود "عبثية"، لافتا إلى أن "إسرائيل" تحاول "دق إسفين" بين قاسم سليماني وحسن نصرالله.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت، في مقال له نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أنه "ليس صدفة أن يذكر رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي سليماني باسمه الصريح على الملأ"، مفترضا أنه "لو كان هناك خط ساخن بين السيدين، لسمع سليماني رسالة إسرائيلية مفادها، أننا سنطارده ونطارد قوة القدس في كل مكان وزمان، وفي البر والبحر والجو".
وذكر بن كسبيت، أنه "حتى الآن، لم يجد أي شيء آخر مع سليماني، فقد تلقى ضربات غير بسيطة منذ أكثر من سنتين، ولكنه لا يفهم التلميح، فدوافعه بحسب التقديرات الاستخبارية، ليست عقلانية، فهو يرى في مهمته رسالة دينية، لجعل حياة إسرائيل جحيما.
ورأى أنه رغم أن "المعارضة غير بسيطة لسليماني في طهران، لكنه يتصدى في هذه المرحلة بل وينتصر، والنجاح الدراماتيكي في الحرب السورية، إضافة للنجاح المفاجئ في اليمن والضعف السني البارز، جميعها تبث ريحا في أشرعتهم، أما الجهة الوحيدة التي تنفخ في الاتجاه المعاكس فهي إسرائيل؛ وهذه النفخة تضربهم المرة تلو الأخرى، ولكن الانطباع السائد، أنه ليس لديهم نية في التراجع، بل العكس".
اقرأ أيضا: جيش الاحتلال يكشف هوية المستهدفين بغاراته في سوريا
وأكد الكاتب، أن "العقوبات المتصاعدة من قبل الولايات المتحدة لم تنجح بعد في الجانب المنتظر، وإيران ترفع مستوى الفعل، وتحاول خلق احتكاك متزايد مع إسرائيل لغرض ممارسة الضغط على واشنطن".
ونوه إلى أن "الجيش الاسرائيلي وأجهزة الاستخبارات تتجاهل ضجيج الخلفية، الاعتبارات الجانبية والإزعاجات الأخرى وحتى الانتخابات المقتربة لا تشوش على الأعمال"، لافتا إلى أن "إسرائيل أخذت المسؤولية عن إحباط عملية الحوامات لسليماني من سوريا، ولكنها لم تتطرق لما حصل في سماء بيروت، وضاحية حسن نصرالله حتى وقت قصير مضى منطقة نقية".
ولفت إلى أن "القواعد غير المكتوبة بين إسرائيل ولبنان منعت الجيش الإسرائيلي من الهجوم في مجالات لبنان، وسمحت لنصرالله بوقف النار"، موضحا أنه "في هذه اللحظة ليس واضحا من هاجم في الضاحية ولماذا، ولكن نظريات المؤامرة المتطورة تتحدث عن صرف وجهة الطائرات الإيرانية المسيرة، والسيطرة عليها من بعيد، وهبوطها على رأس نصرالله، بدلا من إسرائيل".
ولكن "ليس لهذه النظرية تأكيد من أي مصدر، فمهما يكن من أمر، من ناحية نصرالله تحطمت قواعد اللعب ووعد بأن يرد، ودرج على الإيفاء بوعوده"، معتبرا أنه "من الصعب جدا الإيفاء بوعده الذي تحدث عنه أمس، بتقييد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في سماء لبنان".
وزعم بن كسبيت، أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يدير هذه المعركة بحكمة على الأقل حتى الآن، ففي المستوى العسكري، يسمح للجيش بالاندفاع، وبعد أخذ توصيات رئيس وهيئة الأركان، يقر العمليات والحملات".
اقرأ أيضا: قاسم سليماني يعلق على هجمات إسرائيل الأخيرة
وتابع: "أما الخلل من قبل نتنياهو فيكمن في المستوى السياسي، فهو لا يشرك "الكابينت" إلا حال تشوشت الأمور، كما أنه يثرثر ويتبجح، وهذا الأمر لا يقدم أي نتائج، بل يثير الهواجس وتكثر الحسابات"، موضحا أن "أحزاب المعارضة في إسرائيل، مقتنعة أن نتنياهو هو الذي تسبب برد الفعل المتسلسل الذي نشأ في واشنطن ودفع الأمريكيين لإدانتنا بسبب الهجمات الخفية في العراق، وهذا من شأنه أن يعقد الوضع ويرفع فرص الاشتعال".
ونبه إلى أن "إسرائيل تحاول دق إسفين بين سليماني ونصرالله، فالجيش الاسرائيلي غير مقتنع بأن نصرالله عرف بعمل عناصره في كفر عقربة مساء السبت، كما أنه غير مقتنع؛ هل نصرالله حامي لبنان، أم مبعوث إيران؟، وهل هو ملتزم أكثر للشيعة في جنوب لبنان أم لسليماني؟".
ولفت إلى أن "إسرائيل تحاول الرقص على هذه البلاطة، والإيضاح لنصرالله؛ أنه لن يصل بعيدا بمعونة سليماني، والإيضاح لبشار الأسد أنه سيدفع الثمن حال واصل تجاهل ما يجري في ساحته الخلفية".