هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلقت مبادرة مصرية معارضة للنظام السبت، فعالية لإحياء الذكرى السادسة لفض اعتصام رابعة العدوية والنهضة شرق القاهرة صيف 2013، والذي خلف مئات الضحايا والمصابين.
وشارك في الفعالية التي نظمتها
مبادرة "حراك" المصرية في مدينة إسطنبول التركية، عدد من ممثلي الجاليات
العربية والمصرية ومسؤولون أتراك، بحضور عدد من القنوات المعارضة لنظام الانقلاب
المصري.
وتضمنت الفعالية، التي شهدت حضورا جماهيريا بلغ نحو ألفي شخص، معرضا حيّا يستعرض لحظات ومشاهد من فض اعتصام رابعة، ومعرضا خاصا لضحايا المجزرة الأبشع في تاريخ مصر الحديث.
إضافة إلى ذلك، تضمنت الفعالية مجموعة من الفقرات الفنية من ا?وبريت موسيقى بعنوان "جوانا روح" لـ 15 فنانا مصريا وعربيا، وا?وبريت للأطفال، وكذلك أغاني أخرى تم غنائها لأول مرة بفعالية "لن ننسى" التي تخللها فقرة تكريمية لبعض أسر ضحايا الفض.
وتعرف مبادرة "حراك" التي
انطلقت قبل أيام من الذكرى السادسة للفض، نفسها عبر صفحتها على "فيسبوك"
بأنها "مبادرة لمجموعة من الشباب والمؤسسات المصرية في الخارج، معنية
بتنظيم فعاليات وتبني مبادرات خاصة بالشأن المصري".
بدوره، أكد مستشار رئيس حزب العدالة
والتنمية التركي ياسين أكتاي خلال كلمة له بالفعالية، أن بلاده أول دولة فتحت
ذراعها لاستقبال المصريين بعد "رابعة" من دافع وطني وإنساني.
اقرأ أيضا: مبادرة حراك: "رابعة" هي بداية جديدة للعمل المشترك ضد الانقلاب
فيما أكد منسق مبادرة
"حراك"، عمار فايد، في كلمته، أن "الشعب المصري لن ينسى تلك الذكرى
(..) وتستحق التذكير".
من جهته، قال مدير قناة
"مكملين" المصرية المعارضة للنظام، أحمد الشناف، في كلمة له، إن ذكرى
رابعة "لن تكون لجلد الذات، بل هي محطة للتقييم والتصحيح والعمل بكل ما
يستلزم الأمر من جهد".
وتحدث رئيس تحرير شبكة رصد
الإخبارية، خالد فهيم، كصحفي عايش يوم فض رابعة وكان شاهد عيان على أحداثه، مؤكدا
أن رابعة أنضجتهم جميعا كصحفيين، وخلقت منهم صحفيين ومحترفين في مجال نقل الحقيقة،
وجعلتهم مُصرّين على حمل "هذه الرسالة، ودفع فاتورتها الغالية مهما كلفنا
الثمن، فهي أخت النبوة وإحدى مظاهر الصدق الذي جاءت به الرسالات".
وتطرق فهيم إلى ما حدث مع زميله
المصور بشبكة رصد، مصعب الشامي، والذي تم قتله أثناء أحداث فض اعتصام رابعة،
قائلا:" مصعب بالنسبة لي هو تجسيد واقعي لما يجب أن يكون عليه الصحفي وكل من
تولى مهمة توصيل الحقيقة إلى الناس".
وأضاف:" كان يُمكن لمصعب ببساطة
ألا يتواجد في الميدان في هذا اليوم، لكنه فضّل الخيار الأصعب. كنت حينها شخصيا
أمارس عملي بالكثير من الحذر والحيطة، وأثرت السلامة في كثير من اللحظات، لكن في
نفس الوقت والمكان كان مصعب يقف بكاميرته في وجه الرصاص حتى لا تغيب الحقيقة، وحتى
يعرف الناس وتعرف الأجيال القادمة ماذا حدث من أهوال في هذا اليوم العصيب".
وأردف:" شاب في مُقتبل عمره
ينتظره مستقبل يليق بمصور محترف، وتنتظره أحلام وأسفار وإنجازات خاصة وعامة مهنية
واجتماعية، كما ينتظره دور في العمل العام وفي الرسالة التي اختارها واختارته، لكن
كل هذه الأحلام أصبحت في لحظة غير ممكنة".
وتابع:" لولا صور مصعب الشامي
ولقطاته التي التقطها قبل أن يرتقي شهيدا هو ومجموعة أخرى ممن وظفوا سلاحهم لهذه
الرسالة، ما علم الناس الكثير عن رابعة ولوجد القتلة فرصة أيسر للتملص من جرائمهم،
فقد أوسعهم تقتيلا بكاميرته قبل أن يلتقطوه برصاصهم".
واستطرد فهيم قائلا:" نحن جميعا
مدينون لمصعب ولباقي الصحفيين الذين استشهدوا في الميدان بالكثير، فهم حملة
الحقيقة وضمان استمرارها ناصعة تطارد كل من يريد إخفاءها".
وفي 14 آب/ أغسطس 2013، فضت قوات من
الجيش والشرطة المصرية اعتصامي أنصار محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، في ميداني
"رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى.
وأسفرت عملية الفض عن سقوط 632
قتيلا، منهم 8 شرطيين، حسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" (حكومي)، في
الوقت الذي قالت فيه منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد القتلى تجاوزت
الألف.
وأكد الشاعر عبدالرحمن يوسف أن أخطر
ما يهددهم اليوم هو اليأس الذي قال إنه عدو الثورة الأول وليس أي شيء آخر، لافتا
إلى أن محفلهم بالأمس إنما هو استرجاع لأساس الثورة، وإنهم على عهد الخامس
والعشرين من يناير ماضون.
وأضاف: "ما زالنا نلتقي ونجتمع
على أمل في الغد عاملين متمنين الخير. نُجمّع بعضنا لا نفرق بين أيدولوجية
وأيدولوجية أو بين فكر وفكر، فتأكدوا أننا سننتصر قريبا بإذن الله".
وفي كلمة تلاها الطفل أنس الشناف،
قال:" من سن البراءة، من جنة الطفولة أحدثكم نيابةً عن أصدقائي، في ذكرى
رابعة. فقدنا الكثير من أحبابنا وسال الكثير من دماء آبائنا وأمهاتنا
وأصدقائنا".
ووجه الطفل أنس رسالته الأولى لمن هم
في مثل عمره، قائلا:" سنفرش طريقنا بالأمل، ونعوض غياب أحبابنا بالصبر".
وكانت رسالته الثانية إلى من وصفهم
بالشهداء الأبرار، قائلا:" أنتم قدوة وفخر لنا، رفعة لأوطاننا وشعلة تحرير
بلادنا. سنظل نحفظ أسماؤكم وتضحياتكم. أنتم رسمتم الطريقَ ونحن لن نضيعه".
وأضاف:" أما من قتلونا وسرقوا
وطننا، أعمارهم قصيرة، نحن المقبلون على الحياة وهم إلى زوال، بيننا وبينهم ثأر لن
ننساه، وتبقي ذكرى أحبابنا أمام أعيننا. لنذكرهم مرة أخرى يوم نصرنا وعودتنا إلى
الوطن".
وروى رئيس تحرير قناة الشرق
الفضائية، مسعد البربري، تجربته كمعتقل سابق، قائلا:" لن أتحدث عن صمود وصبر
المعتقلين -وإن كان ذلك موجودا والحمد لله- لكني أرى ضرورة الحديث عن المعاناة
التي ماتزال تحتاج الكثير والكثير من العرض، بل العرض المفصّل جدا سواء بالنسبة
للمعتقلين أو ذويهم".
وأشار إلى "العديد من الأمراض
المختلفة التي يعاني منها المعتقلون، في ظل طابور الموت اليومي الذي ينتظر
الكثيرين منهم داخل السجون، فضلا لحظات الاكتئاب والقنوط واليأس التي تنتاب
المعتقلين، بالإضافة إلى تغيير الأفكار ومراجعة المواقف لدى بعض المعتقلين"،
مشدّد على أن سلطة الانقلاب احترفت صناعة المعاناة لدى المعتقلين داخل السجون.
واستشهد البربري ببعض المواقف التي
عاشها خلال رحلة اعتقاله داخل ثلاثة سجون من أشهر سجون مصر (استقبال طره / ليمان
440 / والعقرب) مثلما حدث في واقعة قتل الشيخ عزت السلاموني داخل محبسه، وغيرها من
الوقائع.
وأكدت الدكتورة عبير طلعت، والدة
عبدالله عادل الذي قتل أثناء فض رابعة، أنهم قاموا بتربية أبنائهم على "حب
الشهادة، وقد اصطفاهم الله في رابعة شهداء أبرار"، مضيفة:" نحن لن
نتنازل عن حق الشهداء، وسوف نكمل الطريق بعدهم، ولو اُستشهد الشباب فلن تسقط
الراية".
وقالت :"إذا كانوا قد فضوا
رابعة فنحن من صنعنا رابعة، فلنصنع ألف رابعة. طريقنا واحد، وعدونا واحد، لن
يجرونا إلى معارك جانبية، لنكن صفنا واحد لن نتنازع، بل نتعاون لعودة حق الشهيد
ولتحرير المعتقلين والأسرى".