هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن مخاطر الاستخدام المفرط للهاتف المحمول الذي يمكن أن يسبب ضررا جسديا وعقليا وعاطفيا، وعرضت مجموعة من النصائح والأفكار للتخلص من السموم الرقمية وقضاء أكثر وقت ممكن بعيدا عن التكنولوجيا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التكنولوجيا لها العديد من المزايا والتأثيرات الإيجابية على حياتنا، حيث أنها تسهل التواصل والحصول على المعلومة، إلا أنها تمثل سلاحا ذو حدين، ولها جانب آخر لا ينتبه له الكثيرون، حيث أن الإفراط في الاعتماد عليها قد يدمر جودة حياتنا، من النواحي الجسدية والعقلية والعاطفية.
وحذرت الصحيفة من أن موجات الإشعاع التي تطلقها الأجهزة الإلكترونية المتطورة قد تسبب العديد من الأمراض، كما أن الضوء المنبعث من الشاشة يسبب مشاكل في العينين والدماغ، خاصة عند استخدامها في الليل وفي الظلام، حيث أن هذا النوع من الضوء يسبب اضطراب النوم والشعور بالإرهاق.
كما أن هذه الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف تسبب مشاكل في الرقبة وآلام العمود الفقري، بسبب الانحناء الدائم لمشاهدة الشاشة. وعضلات اليدين والذراعين أيضا تتأثر سلبا، ويمكن أن يصاب المدمن على استخدام الهاتف الجوال بمتلازمة النفق الرسغي، التي تحدث بسبب الضغط الزائد على العصب الوسيط عند قاعدة الرسغ. كما أن الإفراط في استخدام هذه الأجهزة يقلل من النشاط البدني ويسبب السمنة.
وأضافت الصحيفة أنه على المستوى النفسي والعاطفي، قد يتسبب إدمان المحمول في التعرض لظاهرة النوموفوبيا، وهي الفوبيا من عدم وجود هاتف محمول أو عدم القدرة على الوصول إليه. إلى جانب الإصابة بالاكتئاب والقلق الدائم من عدم القدرة على مواكبة كل جديد في شبكات التواصل الاجتماعي.
ويحذر دافيد بيخارانو، خبير التدريب في مجال الحياة والعمل، من أن إدمان الهاتف المحمول قد يسبب أزمات شخصية والاكتئاب وزيادة مستويات التوتر والقلق. وهذا النوع من الناس قد تظهر لديهم أنماط سلوكية تشبه من يعانون من إدمان المخدرات.
ويضيف دافيد أن إدخال هذه الأجهزة إلى روتيننا اليومي أدى لتحول كبير في عاداتنا، حيث أن الهاتف المحمول الذي يفترض أن يقربنا من الآخرين، أصبح يفعل العكس. إذ أن كثيرين يفضلون قضاء ساعات في العالم الافتراضي، داخل فقاعات معزولة، يعتقدون فيها أنهم يتواصلون مع الآخرين، إلا أنهم في الواقع يعيشون في وحدة تامة.
اقرأ أيضا: تعرف على مشاكل الجلد التي تظهر بسبب استخدام الهاتف الذكي
وأوضح هذا الخبير أن تكنولوجيا الهواتف الذكية والانترنت ساهمت في ربط الصلة بين الناس في مختلف أنحاء العالم، لكن تأثيراتها السلبية مرتبطة بالاستخدام المفرط وغير المناسب لهذه التكنولوجيا. والسبب وراء ذلك هو عدم وجود توعية كافية بقواعد استخدامها، ومختلف جوانبها الإيجابية والسلبية.
وينصح هذا الخبير بأخذ عطلة رقمية من أجل التخلص من السموم التكنولوجية، وذلك عبر قضاء بضعة أيام بعيدا عن الروتين اليومي وبعيدا عن التكنولوجيا والأجهزة الذكية، لكي يعيد الإنسان ربط الصلة مع نفسه، ويخفض مستويات التوتر والإرهاق التي يسببها الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة.
وقدمت الصحيفة مجموعة من النصائح والحلول البديلة من أجل تجنب الآثار السلبية للإدمان على الهاتف الجوال، وهي بالأساس عدم وضع الهاتف بجانب السرير عند النوم، إذ أن هذا الأمر رغم أنه شائع كثيرا في وقتنا الحالي، يبقى من الأفضل تجنبه، وغلقه تماما والتفكير في شيء آخر عند حلول وقت الذهاب إلى السرير، وذلك من أجل الحصول على نوم جيد، ثم في الصباح التركيز خلال الدقائق الأولى والتخطيط لذلك اليوم بعيد عن الهاتف.
كما نصحت الصحيفة بتحديد وقت معين لقراءة الرسائل والرد عليها. إذ أن تفقد صندوق البريد الإلكتروني مرة أو مرتين فقط يوميا ولمدة لا تتجاوز 45 دقيقة، هو أمر كاف في أغلب الحالات.
وأضافت الصحيفة أن من يسعون للتخلص من الإدمان على الهاتف الذكي، يمكنهم ترك هذا الجهاز على بعد أمتار من المكان الذي يجلسون فيه، ويفضل أن يكون ذلك في مكان خارج إطار رؤيتهم. هذه الطريقة قد تكون مفيدة للتوقف لبعض الوقت عن تفقد شبكات التواصل الاجتماعي، بما أنك ستضطر في كل مرة للوقوف والمشي لبضعة أمتار من أجل أخذ الهاتف، وهو ما سيجعلك تفكر في كل مرة هل أن هذا الأمر يستحق فعلا العناء؟
وأشارت الصحيفة أيضا إلى فكرة تعمد ترك الهاتف بدون ألوان وبدون شكل جذاب، إذ أن الحرص على تزيينه وتزويده بأفضل التطبيقات وأكثرها جاذبية، يجعلنا غير قادرين على الابتعاد عنه لساعات طويلة. وللتخلص من هذه التبعية، تتضمن بعض الهواتف خيار تحويل الألوان إلى الرمادي، وهو ما يخفض من التحفيز البصري للشاشة، وبالتالي يحد من إدماننا عليها.
وذكرت الصحيفة أن هناك أدوات في الهواتف الذكية لإيقاف عمل بعض التطبيقات والبرامج، وهي أدوات غالبا ما تكون مجانية، وتمكننا من غلق المواقع والبرمجيات لفترات محددة، أو وضع حد معين لعدد المرات التي نبحر فيها في الإنترنت. وهنالك فكرة أخرى تتمثل في وضع تطبيقاتنا المفضلة داخل ملف يصعب الوصول إليه إلا بعد عناء، وكلما كانت الطريق للوصول إلى هذا الملف أطول، كلما دفعنا ذلك للتفكير في سلوكنا.
وقدمت الصحيفة أيضا فكرة تخزين الهواتف في حقيبة، وسواء كنت ذاهبا للقاء عمل أو ستتناول عشاء مع الأصدقاء أو العائلة، فإنه من المفيد دائما أن يبادر شخص ويطلب من جميع الحاضرين وضع هواتفهم المحمولة داخل كيس أو حقيبة، بعد جعلها في الوضع الصامت، ثم وضع الحقيبة في مكان بعيد عن متناول الأيدي، حتى تفسح المجال للحاضرين للتركيز في الحديث وتجنب كل الملهيات.
اقرأ أيضا: هل يمدد التخلي عن الهاتف المحمول سنوات حياتنا؟