هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها عما يدعو الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخوف منه، ويدفعهما للوقوف أمام زيارة نائبتين ديمقراطيتين إلى فلسطين.
وترى الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، أن "من الصعب هضم فكرة قيام رئيس أمريكي بالضغط على إسرائيل لمنع دخول نائبتين في الكونغرس الأمريكي".
وتقول الصحيفة: "لم تعد هناك تقاليد ذوق ولباقة لم يدس عليها الرئيس ترامب منذ دخوله البيت الأبيض، لكن تهديد العلاقة الخاصة مع إسرائيل لخدمة مصالحه ودغدغة مشاعر المتعصبين في قاعدته الانتخابية، والاعتماد بوقاحة على زعيم أجنبي ليعاقب منافسيه السياسيين، يظهر حمقا وقلة احترام للمبادئ الديمقراطية، يعد توجها جديدا حتى بالنسبة له".
وتشير الافتتاحية إلى أن "نتنياهو، الذي يواجه انتخابات في الشهر المقبل، وبحاحة للحصول على دعم قاعدته المتطرفة، كان مع السماح لكل من النائبة الديمقراطية عن مينسوتا إلهان عمر، وزميلتها النائبة عن ميتشغان، رشيدة طليب، بالمرور عبر إسرائيل (احتراما للكونغرس الأمريكي والتحالف العظيم بين إسرائيل وأمريكا)، بحسب ما قال سفيره في واشنطن رون ديرمر في الشهر الماضي، إلا أن نتنياهو خنع يوم الخميس للضغط الذي مارسه عليه ترامب، وقرر منع مرورهما".
وتلفت الصحيفة إلى أن ترامب كتب تغريدة صباح الخميس، قال فيها: "سيكون ضعفا كبيرا لإسرائيل لو سمحت للنائبة عمر والنائبة طليب بزيارتها"، وواصل قائلا، "إنهما تكرهان إسرائيل واليهود كلهم، ولا يوجد شيء يدفعهما على تغيير مواقفهما".
وتعلق الافتتاحية قائلة: "أمر محزن، إن استعرنا واحدة من كلمات ترامب المفضلة، كم هو محزن قيام زعيمين يريد كل منهما الظهور بمظهر القوي أمام قاعدته الانتخابية، وهما يخاطران بالعلاقات الحزبية التي بنيت على مر أجيال، فقط القادة الضعفاء هم الذين يخاطرون بالكثير مقابل مكسب لا قيمة له، ولأي غاية؟ للحصول على نقاط سياسية ضد نائبتين جديدتين في الكونغرس؟ أم للحصول على انتباه إعلامي؟ فالقادة الواثقون من أنفسهم لا يضحون بالكثير من أجل القليل".
وتقول الصحيفة إن "قادة أمريكا على مدى العقود حاولوا التأثير على القرارات الإسرائيلية طوال النزاع العربي الإسرائيلي، إلا أنهم فعلوا هذا بطريقة دبلوماسية وخدمة للمصالح الأمريكية، أما ترامب، بالمقارنة، فهو يعتمد على نتنياهو كأنه واحد من الأشخاص الذين عينهم، في خرق واضح لما يجب على رئيس الولايات المتحدة عمله، عندما تتعرض نائبتان منتخبتان للمنع من زعيم حليف".
وتنوه الافتتاحية إلى أن "الكثير من النقاش دار حول أول نائبتين مسلمتين في الكونغرس، وتعدان ناقدتين حادتين لإسرائيل، ودعمتا حركة المقاطعة لإسرائيل الهادفة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، الحركة التي اعتبرها بعض اليهود معادية للسامية".
وتستدرك الصحيفة بأن "ترامب هاجم منذ البداية الدين والخلفية الاجتماعية للنائبتين من أجل إثارة الانقسام العنصري. وكانت عمر وطليب من بين أربع نائبات ديمقراطيات ملونات، إضافة إلى ألكسندرا أوكاسيو- كورتيز عن نيويورك، وأيانا بيرسلي من ماساشوستس، التي دعاهن ترامب إلى (العودة إلى بلادهن) في أثناء تظاهرة انتخابية له".
وتفيد الافتتاحية بأن "الزيارة التي ستقوم بها عمر وطليب لم تكن لإسرائيل، لكن للضفة الغربية، حيث كانتا ستزوران الخليل ورام الله وبيت لحم وكذلك القدس الشرقية المحتلة، ونظمتها منظمة فلسطينية (مفتاح)، التي تهدف للتوعية الدولية والمعرفة بالواقع الفلسطيني، وشمل البرنامج زيارة للمسجد الأقصى، ومن المؤكد أن زيارة كهذه كانت ستركز انتباه العالم على مظالم الفلسطينيين النابعة من الاحتلال الإسرائيلي".
وتقول الصحيفة إن "هذا كله مثير لقلق نتنياهو، خاصة الدعم الذي تقدمه النائبتان لحركة المقاطعة، وأصدرت الحكومة الإسرائيلية قانونا قبل فترة يحرم داعمي الحركة من دخول إسرائيل، وهو الذي استخدم لمنع النائبتين من الزيارة".
وتذكر الافتتاحية أن "الولايات المتحدة منعت في نيسان/ أبريل عمر البرغوثي، الذي شارك في تأسيس الحركة من دخول أراضيها، حيث كان من المتوقع تقديمه عددا من المناسبات، وحضور زفاف ابنته، وتعرض عدد من الرموز الأمريكية للاحتجاز عند وصولهم إلى المطار في إسرائيل، بسبب مواقفهم السياسية، بينهم مؤسس حركة "إن لم يكن الآن" سايمون زيمرمان، الذي أوقف على الحدود، والداعم لحركة المقاطعة أرييل غولد، الذي منع من دخول البلاد، والصحفي بيتر بينارت الذي أوقف في المطار، واعتبر نتنياهو لاحقا اعتقاله خطأ".
وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "منع النائبتين الديمقراطيتين يظهر الضعف الإسرائيلي، خلافا لتغريدة ترامب، خاصة أن إسرائيل استقبلت هذا الشهر زيارات من وفود جمهورية (31 نائبا) و41 نائبا ديمقراطيا، وكان بإمكان إسرائيل التعامل مع نقد عضوين في الكونغرس، ولهذا لم يخدم ترامب إسرائيل".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)