نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، استعرضت من
خلاله قصص مجموعة من المواطنين
اليمنيين الذين غادروا اليمن في ظل الحرب القائمة
هناك دون أمل في الرجوع إلى الوطن مجددا.
وقالت
الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحرب اليمنية دخلت سنتها
الرابعة على التوالي. لذلك، نحن بصدد استعراض قصص اليمنيين الذين فروا من الصراع
ولجؤوا إلى منطقة شرقيّ أفريقيا، يتذكر بعضهم بالكاد اليمن، في حين يحلم الكثير
منهم بالعودة إلى حضن الوطن.
وأوردت
الصحيفة أن محمد لا يتذكر أي تفاصيل عن الحرب، حيث رحل رفقة أخيه مصطفى وأمه إلى الصومال
قادمين من عدن اليمنية. وكان محمد يبلغ من العمر عدة أشهر فقط حين رحيلهم، في حين
أصيب مصطفى بصدمة نفسية حادة؛ بسبب الأحداث التي شهدها خلال سنوات طفولته الثلاث
في ظل الصراع اليمني.
وفي هذا الصدد، تعيش عائلة محمد في كنف أمان نسبي منذ استقرارها في
الصومال، وسيتمكن محمد قريبا من تلقي التعليم الابتدائي؛ بفضل مساعدة مقدمة من
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأضافت
الصحيفة أن مصطفى وأمثاله من الأطفال الذين يعيشون تبعات الحرب اليمنية على
المستوى النفسي يتلقون مساعدات ضئيلة للغاية، كما لا توجد أي مراكز مخصصة للطلاب
ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة شرق أفريقيا. علاوة على ذلك، أمضت الطفلة نيوشا
طفولتها في أديس بابا، العاصمة الإثيوبية، وتتلقى تعليمها في أحد المعاهد التي
توفر التعليم باللغة العربية والأمهرية والإنجليزية والمفتوحة للأطفال من جميع الجنسيات،
علما أن اللاجئين اليمنيين الذي فروا مؤخرا إلى إثيوبيا معفون من دفع الرسوم
الدراسية.
وأردفت
الصحيفة أن أميرة بدأت دراستها في مجال الطب منذ فترة قصيرة في منطقة صوماليلاند.
فمنذ نعومة أظافرها، حلمت أميرة بأن تصبح طبيبة، لكنها لم تستطع الالتحاق بكلية الطب
في صنعاء مسقط رأسها في اليمن، ما دفعها إلى اختيار الهندسة عوضا عن الطب. وقبل
بضعة أشهر من انطلاق الامتحانات النهائية، غزا المتمردون الحوثيون صنعاء، الأمر
الذي جعل الجامعة تغلق أبوابها، لتغادر بعدها أميرة البلاد. والجدير بالذكر أن
أميرة تزوجت قبل فترة قصيرة من مغادرتها اليمن، وأنجبت ابنها حسام في أرض الصومال.
وأشارت
الصحيفة إلى أن إسماعيل غادر اليمن بسبب انتشار الأفكار المحافظة في المجتمع
اليمني، واندلاع الحرب، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الكارثي الذي تشهده البلاد.
وفي هذا السياق، أفاد إسماعيل بأن "الجماعات الإسلامية سيطرت بشكل مطلق على
الحياة الاجتماعية". وعموما، اندمج إسماعيل في المجتمع الإثيوبي الذي يعد
أكثر انفتاحا منذ مغادرته اليمن قبل عامين، وأصبح يعيش بالطريقة التي يريدها.
ونوّهت
الصحيفة بأن فايا كانت تعمل كمعينة منزلية في المملكة العربية السعودية، وتزوجت
بعامل يمني يعمل في البناء في المدينة نفسها التي كانت تقطن فيها. في المقابل،
تغيرت الأمور عندما تدخلت السعودية في الحرب الأهلية اليمنية، حيث بدأت الحكومة
تعتقد أن العدد الكبير من المهاجرين اليمنيين في المملكة يشكل تهديدا أمنيا. وبناء
عليه، طردت الحكومة السعودية زوج فايا، ورحّلته إلى اليمن. وقد اضطرت فايا إلى مغادرة
السعودية بما أن التأشيرة الخاصة بها وتصريح العمل يعتمدان على وثائق الزوج.
وذكرت
الصحيفة أن سميرة ابنة فايا تعيش رفقة والدتها في منزل أجدادها شماليّ إثيوبيا، في
حين ما زال والدها يقطن في اليمن. وفي الحقيقة، يسافر مصطفى في جميع أنحاء غرب
أفريقيا بسبب عمله، كما يعتبر أيضا ممثل حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يعد
النسخة اليمنية من جماعة الإخوان المسلمين. والجدير بالذكر أن اليمنيين يتواجدون
بكثرة في مدن شرقيّ أفريقيا.
في
الختام، نقلت الصحيفة أن الزراعة في قرية عبد الرحمن تعتمد على الري. في الأثناء،
جفّت الكثير من الآبار خلال السنوات الأخيرة، كما أن الآلات التي تستطيع حفر
الآبار بأكثر عمق غير متوفرة في فترة الحرب. وفي الوقت الراهن، يوفر عبد الرحمن
قوت عائلته، التي تسكن في إحدى القرى اليمنية النائية، بفضل مطعم صغير فتحه في
أديس بابا. في المقابل، يرغب عبد الرحمن في استثمار هذه النقود في إعادة العمل على
إحياء نشاط الزراعة في قريته، حيث أفاد بأن أرض قريته تنتج أجود أنواع البرتقال.