هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "بيكيا بادريس" الإسبانية تقريرا استعرضت
فيه مجموعة من الأعراض التي تشير إلى إصابة المراهق باضطراب الشخصية المعادية
للمجتمع، أو ما يسمى الاعتلال
الاجتماعي.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن الاعتلال الاجتماعي يُعتبر حالة عقلية مزمنة ومدمرة
للإنسان على الصعيد الجسدي النفسي على حد السواء. وفي هذا الصدد، يعامل الأشخاص
الذين يعانون من هذا المرض النفسي الآخرين بقسوة وحدّة كما أنهم لا يميزون بين التصرفات
الصائبة والأخرى الخاطئة، وغالبا ما يقعون في فخ تعاطي المخدرات واستهلاك الكحول.
وكثيرا ما تظهر أعراض الاعتلال النفسي في مرحلة الطفولة ويمكن تبيّنها أيضا في
فترة المراهقة.
وأضافت أن اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع يمكن
أن تنجم عن التفاعلات بين علم الوراثة والمحيط البيئي. والجدير بالذكر أن تشخيص
هذه الحالة لا يمكن أن يُجرى قبل سن الـ18، علما بأن أعراض هذا المرض تظهر غالبا قبل
سن الـ15. علاوة على ذلك، تعتبر إصابة المراهق بهذا المرض النفسي قبل 15 سنة على
الأقل واحدة من معايير التشخيص. وعلى الرغم من أن بعض المراهقين تعرضوا إلى
الإهمال وقلة الرعاية، إلا أنهم لا يعدون حقا معتلين اجتماعيين رغم ظهور بعض عوارض
هذا المرض عليهم.
وأردفت المجلة بأن أحد عوامل خطر الإصابة بهذا
المرض النفسي تشمل تشخيص الاضطراب السلوكي خلال فترة الطفولة. وعادة ما يقدم هؤلاء
الأطفال بشكل متكرر على الكذب والسرقة وترهيب الآخرين، علاوة على
ممارسة العنف مع الأشخاص والحيوانات أيضا. فضلا على ذلك، تؤدي مجموعة من العوامل
الأخرى إلى إصابة المراهق بالاعتلال النفسي، على غرار الأمراض النفسية واضطرابات
الشخصية الموجودة في سلاسة العائلة.
إقرأ أيضا: تعرف على فوائد الرحلات بالنسبة للأطفال
وبيّنت أن المراهقين الذين يصابون بالاعتلال
النفسي عادة ما يتعرضون للاعتداء اللفظي والجسدي والجنسي خلال فترة الطفولة.
بالإضافة إلى ذلك، تؤدي عدة عوامل أخرى إلى إصابة المراهق باضطرابات الشخصية
المعادية للمجتمع انطلاقا من طلاق الوالدين خلال فترة طفولته وعدم استقرار الحياة
الأسرية التي عاشها، فضلا عن تعاطي الوالدين أو أفراد آخرين من الأسرة
للمخدرات.
وأشارت المجلة إلى أن قلة شعور المراهق بالتعاطف
تعتبر واحدة من أولى علامات الاعتلال الاجتماعي، حيث تبرز هذه المسألة خاصة من
خلال القسوة التي يتعامل بها المراهق مع الحيوانات، والتي تعد علامة مبكرة خاصة
خلال مرحلة الطفولة.
من ناحية أخرى، تكمن الأعراض الأخرى للاعتلال
الاجتماعي في عدم إعطاء أهمية للتفريق بين التصرفات الخاطئة والأخرى الصائبة
واللجوء إلى الكذب باستمرار لاستغلال الآخرين وتحقيق المنفعة أو المتعة الشخصية.
علاوة على ذلك، عادة ما يكون المصاب بالاعتلال الاجتماعي مندفعا وعدوانيا ولا يشعر
بأي نوع من الندم عند إيذاء الآخرين أو خرق القانون أو التسبب في ضرر لهم.
وأوردت المجلة أن المراهقين المصابين باضطراب
الشخصية المعادية للمجتمع يمكن أن يعانوا من سلسلة من العواقب السلبية. في هذا
السياق، من الوارد أن تؤدي عدوانية هؤلاء المراهقين إلى العنف اللفظي والجسدي
والسلوك المتهور، بما في ذلك السلوك الجنسي المحفوف بالمخاطر وإدمان الكحول
أو تعاطي الممنوعات والاكتئاب والقلق والمشاكل المدرسية وفي العمل أيضا.
وذكرت أن المراهقين الذين يعانون من الاعتلال
الاجتماعي يجدون صعوبات في التعامل مع أفراد الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل. ومن
المحتمل أن ينتهي بهم المطاف في السجن عندما يخرقون القانون دون شعور بالذنب أو
الخوف. من ناحية أخرى، يعتبر علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع من الأمراض
النفسية أمرا صعبا، خاصة أن التشخيص لا يمكن إجراؤه حتى يبلغ الشخص سن الـ18 على
الأقل.
ونقلت المجلة أن هؤلاء المراهقين قد يحتاجون أيضا
إلى علاج بخصوص اضطرابات تعاطي المخدرات والاكتئاب والقلق. وقد يستخدم العلاج
النفسي والأدوية أحيانًا في العلاج، لكن من غير المرجح أن يكون العلاج فعالًا
عندما تكون الأعراض حادة. وعلى الرغم من أن الأطباء يمكن أن يصفوا أنواعا من
الأدوية لبعض أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع على غرار الاكتئاب أو القلق فإن استهلاك الأدوية قد يؤدي إلى بعض العواقب.
ونوّهت الصحيفة بأن هؤلاء المراهقين لا يقدمون
عادة على طلب المساعدة من الآخرين لأنهم لا يشعرون بأنهم في حاجة إلى تلك المساعدة.
وغالبا ما يتلقى هؤلاء المراهقون العلاج لأن آباءهم أو شخصا بالغا قد أجبرهم على
القيام بذلك بسبب سلوكهم غير السوي.