هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حالة من الغضب انتابت المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب حفل المغنية العالمية جينيفر لوبيز ليلة الجمعة، في مدينة العلمين الجديدة غرب مصر.
ويأتي الحفل بعد أيام من انفجار وقع أمام "معهد الأورام" بالقاهرة أدى لمقتل 22 شخصا وإصابة 47 آخرين، وتصفية قوات الأمن لـ 18 مصريا على خلفية الحادث.
كما يأتي أيضا بعد إحياء لوبيز حفلا في إسرائيل الخميس قبل الماضي، وظهورها أمام (حائط البراق) بالمسجد الأقصى في القدس المحتلة تؤدي الصلوات التلمودية، دون مراعاة لمشاعر المسلمين.
وفي الوقت الذي يتزامن فيه الحفل الذي وصلت قيمة تذاكره إلى (4500 جنيه) -نحو 260 دولارا- مع العشر الأوائل من شهر ذي الحجة ويوم التروية ويوم عرفة؛ ظهرت لوبيز وفرقتها، في حالة عري شديد.
اقرأ أيضا: مقتل 19 شخصا بانفجار نجم عن تصادم 4 سيارات في القاهرة
كما أقيم الحفل بعد اجتماع وزاري للحكومة المصرية بمقرها الجديد بالعلمين الجديدة ناقش ترتيبات الحفل الذي حضرته 3 وزيرات هن وزيرة التضامن غادة والي، والاستثمار سحر نصر، والتخطيط هالة السعيد.
ووسط حضور شبابي كبير وصلت بعض تقديراته بمواقع التواصل الاجتماعي لنحو 8 آلاف، شارك رجال أعمال مثل نجيب ساويرس وعدد كبير من الفنانين بينهم أحمد حلمي ومنى زكي، وحسين ومصطفى فهمي، ودينا.
4 أسباب
وعن أسباب غضب المصريين من حفل لوبيز، تحدث مساعد رئيس تحرير الأهرام الأسبق، أسامة الألفي، لـ"عربي21"، عن 4 أسباب، موضحا أنها "لا تحتاج شرحا؛ فالمطربة معروفة بالعري والفجور وميولها الصهيونية، وكانت بفلسطين المحتلة قبل حضورها مصر، ووصفت دويلة الكيان العنصري بأنها وطنها الأم".
وتابع أن "الحفل واكب مناسبتين دينيتين: الحج للمسلمين، وصوم العذراء للأقباط، كما جاء بعد يومين من حادثة معهد الأورام ودماء ضحاياها لم تجف بعد".
وختم بالقول: "وأخيرا فإن بلدا فقيرا قويا مثل مصر يستضيف مطربة في حفل سعر تذكرته 4500 جنيه، ويحضره نصف مجلس الوزراء وكبيرهم لهو استفزاز لمشاعر الشعب الفقير".
الألفي، كان أحد أشد منتقدي حفل لوبيز عبر صفحته بـ"فيسبوك"، قائلا: "كمواطن أحتفظ بحقي في رفض هذه التصرفات من لصوص مصر، وأطالب بمساءلة من سمح بهذا الاستفزاز لمشاعر المصريين لصالح فئة من اللصوص العواطلية".
لهذا غضبوا
وقال الكاتب الصحفي عماد أبوزيد: "المصريون غاضبون من حفل العلمين ومن وزيرات بالحكومة بالملابس البيضاء"، مشيرا إلى حالة الغضب والاستياء لأن الحفل يأتي بعد أيام من تفجير أودى بحياة 22 شخصا بحسب الروايات الرسمية، أمام معهد الأورام بالقاهرة ".
أبوزيد، أضاف لـ"عربي21": "غضب؛ لأن القائمين على الحفل وفي تحد سافر لمشاعر المواطنين على الرغم من الدعوات لإلغائه أقاموه أولا: إثر زيارة المغنية الأمريكية لإسرائيل، وثانيا: بعد كارثة معهد الأورام".
اقرأ أيضا: تصفية 17 شخصا بعد تفجير معهد الأورام يثير الغضب بمصر
وأكد أن ثالث أسباب غضب المصريين يؤكده التساؤل: هل يعقل أن يقام حفل كهذا ببلد على وشك الإفلاس؟ ونسبة ما هم تحت خط الفقر فيه تتجاوز الـ32 بالمئة بحسب تقارير حكومية، وليست التقارير الدولية التي تقول إن النسبة تتجاوز الثلثين".
وانتقد "رفع الدعم عن هؤلاء الفقراء المطالبين بأن يقطعوا من لحمهم ليتبرعوا للمستشفيات، وإصلاح المرافق العامة، ودعم مشروعات الفنكوش".
وأشار إلى أن "هروب الوزراء من جحيم العاصمة القديمة لمصايف العلمين لاجتماع الحكومة، وحضور الحفل الغنائي بالملابس البيضاء، ونشر إحدى وزيرات الحكومة الفاشلة صورة مع زميلاتها من الحفل استفز مشاعر المكلومين والمصابين من الشعب".
وتساءل: "أين أبسط قواعد الإنسانية والحس السياسي لهذه الحكومة التي دمرت الاقتصاد وخربت البلاد وجوعت الشعب؟".
وأضاف: "كيف لا يغضب شعب لا يجد ثمن كيلو لحم لقضاء العيد، في الوقت الذي حضر الحفل أكثر من 2000 شخص من أعضاء الحكومة والفنانين ورجال الأعمال بسعر تذكرة نحو 5 آلاف جنيه مصري".
أين "dress code"؟
ومن وجهة نظر فنية، قالت الناقدة الفنية إيمان نبيل، حول ما تقدمه جينفر لوبيز ومدى مناسبته لمصر: "لا أدري إن كان يمكن القول إن هناك فنا يناسب منطقة ولا يناسب أخرى"، مضيفة: "ولكني أرى مصر بلدا منفتحا غير منغلق، ولذا فالإقبال على حضور حفل لنجمة عالمية لابد أن يكون كبيرا بمصر".
نبيل، بحديثها لـ"عربي21"، لفتت الانتباه إلى "لبس لوبيز، المعروف بالجرأة، رغم وجود قاعدة dress code، المهمة جدا"، مضيفة: "كان يجب لفت الانتباه لملابسها، ولكن يبدو أننا أصبحنا نتقبل أي شيء أو يفرض علينا ونسكت".
وأشارت لضعف الأصوات التي طالبت بمقاطعة حفل لوبيز، بعد حفلها بإسرائيل موضحة أن "الجو العربي العام حاليا يمهد لاستقبال إسرائيل بالأحضان، وكل القضية تم تمييعها وتهميشها، فلا يمكن للمقاطعة أن تلقى استجابة".
اقرأ أيضا: حملة في مصر لمطالبة "أوراسكوم" بإلغاء حفل لوبيز.. والسبب
وبشأن حضور آلاف المصريين للحفل ومدى اعتبار ذلك خطوة للتطبيع غير المباشر لآلاف الشباب، قالت إن "اللافت بهذا الأمر كان إعلان المنظمين للحفل عن تقسيط تذكرة الحفل على مدار 3 سنوات".
وأضافت أن "ذاكرتنا العربية ضعيفة والشباب يتذكر آخر جملة سياسية سمعها"، موضحة أنه "لو كانت جينفر وصلت إلى مصر بعد قصف جوي على غزة لكان الموضوع اختلف، ولكن الهدوء سائد الآن، فلماذا يزعج الشباب نفسه؟ خاصة وأن حكوماتنا ليست حكومات كفاح مسلح، ولكن الكل يتسابق نحو التطبيع".
يا وزيرات مصر
وعبر رئيس تحرير الأهرام الأسبق، الكاتب عبدالعظيم حماد، عن غضبه بالقول: "يا وزيرات مصر: إذا كنتن مبتليات بمصيبة فقدان الحس السياسي وغلبتكن نزعة الاستعلاء الطبقي فذهبتن لحفل الشمطاء لوبيز، فلم يكن هناك داع للصورة الجماعية بالبدلة البيضاء. دم ضحايا الإرهاب لم يجف، وكذلك حبر تقرير مؤشرات الفقر".
وقال الناشط محمد سعد خيرالله: “عندما تنعدم المسؤولية ويتيقن المسؤول أن معيار البقاء بمنصبه هو تملق الحاكم؛ فطبيعي أن ترى صورة للوزيرات من حفل لوبيز".