هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، في مؤتمر صحفي عقده في إسلام أباد، أن بلاده لن تلجأ للخيار العسكري ضد جارتها الهند، كرد على إلغاء الأخيرة الحكم الذاتي لإقليم كشمير المتنازع عليه، وإنما ستعمد إلى خطوات سياسية ودبلوماسية وقانونية لمواجهتها.
ونقلت وكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية عن القريشي قوله: "نرفض ادعاءات نيودلهي التي أفادت إن قراراتها الأخيرة بخصوص إقليم كشمير، المتنازع عليه، شأن داخلي هندي".
وبخصوص دعوة نيودلهي، إسلام أباد للتراجع عن خطوات أعلنتها ضدها ومنها طرد السفير الهندي لديها وقطع العلاقات التجارية، إضافة إلى إيقاف رحلات القطارات بين البلدين، قال قريشي إن "باكستان ستراجع قراراتها في حال قامت الهند بالشيء ذاته بالنسبة للتغييرات التي أجرتها بخصوص إقليم كشمير”.
اقرأ أيضا: أزمة كشمير.. باكستان تطرد سفير الهند وتعلق التجارة معها
باكستان طلبت تدخل الأمم المتحددة
وكشف مكتب الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك،الخميس، عن فحوى رسالة كانت وصلتهم من وزير الخارجية الباكستاني في الأول من آب/أغسطس، قبل القرار الهندي بإلغاء الحكم الذاتي عن إقليم جامو وكشمير، طالب فيها بتعيين ممثل خاص للأمين العام أنطونيو غوتيريش معني بالإقليم، وإنشاء بعثة لتقصي الحقائق لتقييم الحالة داخله، وإنشاء لجنة أخرى للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان هناك.
وجاء في الرسالة أن "ثلاثة تطورات مترابطة تتعلق بإقليم جامو وكشمير الذي تحتله الهند تشكل خطرا جسيما يهدد السلام والأمن الإقليميين في جنوب آسيا".
وذكرت أن التطور الأول يتمثل في "الانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان، عمليات قتل المدنيين، بمن فيهم الأشخاص رهن الاحتجاز، وإصابة شباب كشمير بالعمى، بمن فيهم الأطفال، واستخدام الاغتصاب والتعذيب والاختفاء القسري كأدوات للقمع الذي تمارسه الدولة".
وأوضحت أن التطور الثاني يتمثل في تزايد "وتيرة عمليات إطلاق النار والقصف التي تشنها الهند عبر خط المراقبة".
وفيما يتعلق بالتطور الثالث، أعربت الرسالة عن "شواغل واسعة النطاق بأن الهند بصدد تمهيد الطريق لإلغاء المادة 35-ألف من دستورها كخطوة أولى تتبعها بإبطال المادة 370 منه".
وأشارت إلى أن "المادة 35-ألف تضع تعريفا لسكان إقليم جامو وكشمير الذي تحتله الهند وتجعل مواضيع مثل حيازة الممتلكات وجنسية الدولة قصرا على المقيمين الحاليين في المنطقة".
"القضاء على الإرهاب" مبرر الهند
وفي أول تعليق له على قرار بلاده إلغاء الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير"، أوضح رئيس وزراء الهندناريندا مودي، الخميس، أن بلاده ألغت الحكم الذاتي للشطر الذي تسيطر عليه من كشمير لتحرير الإقليم الذي تتنازع السيادة عليه مع باكستان من "الإرهاب".
وقال مودي في خطاب بثه التلفزيون الهندي الرسمي "لدي قناعة تامة بأننا سنتمكن من خلال هذا النظام من تحرير جامو وكشمير من الإرهاب والنزعة الانفصالية".
وألغت الهند الاثنين، الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير"، الشطر الهندي من الإقليم، والمادة 370 من الدستور الملزمة بذلك، وأدخلت قرار الإلغاء حيز التنفيذ "فورا".
والمادة تمنح سكان "جامو وكشمير"، منذ 1974، الحق في دستور خاص يكفل لهم عملية صنع القرار بشكل مستقل عن الحكومة المركزية.
ويأتي قرار نيودلهي في ظل مناوشات على الحدود الفاصلة بين شطري الإقليم، عقب حشد عسكري لنيودلهي في الجزء الخاضع لها، وتعليمات بإخلاء السياح و"الحجيج الهندوس" من المنطقة بدعوى "التهديد الأمني".
وأعقبها مطالبة باكستان الأمم المتحدة بتدخل فوري إزاء إلغاء الهند الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير"، الشطر الهندي من الإقليم، المتنازع عليه بين البلدين.
اقرأ أيضا: باكستان تطالب بتحرك أممي إزاء إلغاء الحكم الذاتي لكشمير
واعتبرت باكستان أن الخطوة الهندية "تنطوي على مخاطر جسيمة للسلام والأمن الإقليمي في جنوب آسيا".
وحذرت من أن التحركات الهندية تمثل أيضا "خرقا واضحا لقرارات مجلس الأمن بشأن نزاع جامو وكشمير، لا سيما فيما يتعلق بحق الكشميريين في تقرير المصير.