هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصل كل من الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية الأحد، مفاوضاتهما في العاصمة القطرية الدوحة لليوم الثاني على التوالي، ضمن جهود إنهاء الحرب الطويلة في أفغانستان.
وتعتزم واشنطن التي غزت أفغانستان
وأطاحت بطالبان من السلطة عام 2001، أن تسحب الآلاف من قواتها المنتشرة في البلاد
وأن تطوي صفحة الحرب الأطول في تاريخها، إلا أنها تسعى أولا للحصول على ضمانات من
المتمردين لجهة قطعهم أي صلة بتنظيم القاعدة، ومنع مقاتلين آخرين مثل أولئك
المنتمين إلى تنظيم الدولة من استخدام البلاد كملاذ.
وبدأت الجولة الثامنة من المحادثات
السبت، ويُفترض أن تُستأنف الأحد بعد استراحة ليلية، وفق ما قالت مصادر أمريكية
ومن طالبان لوكالة فرانس برس.
وأكد مصدر في طالبان أن جهودا تُبذل
لتنظيم لقاء مباشر بين المبعوث الأمريكي والملا برادر القائد السياسي في الحركة.
وأطاح تحالف بقيادة واشنطن بحركة
طالبان من السلطة في أواخر عام 2001 بعد اتهامها بإيواء جهاديين ينتمون إلى تنظيم
القاعدة الذي تبنى اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة، التي أسفرت عن
حوالي ثلاثة آلاف قتيل.
اقرأ أيضا: انطلاق جولة مفاوضات "حاسمة" بين واشنطن وطالبان بالدوحة
وتأمل الولايات المتحدة في التوصل
إلى اتفاق سلام مع طالبان في الأول من أيلول/ سبتمبر، قبيل الانتخابات الأفغانية
المرتقبة في الشهر نفسه والانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
للصحافيين في البيت الأبيض الجمعة "حقّقنا الكثير من التقدّم. نحن نجري
محادثات".
وكتب المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان
زلماي خليل زاد لدى وصوله إلى الدوحة الجمعة في تغريدة: "نحن نهدف (للتوصل)
إلى اتفاق سلام، ليس لاتفاق انسحاب (القوات): اتفاق سلام يسمح بالانسحاب".
وأكد خليل زاد بعد لقائه رئيس
الوزراء الباكستاني عمران خان في إسلام أباد أن "وجودنا في أفغانستان يخضع
لشروط وأي انسحاب سيخضع لشروط".
وفي مؤشر إضافي إلى التقدّم المُحرز،
شكلت الحكومة الأفغانية فريق تفاوض لإجراء محادثات سلام منفصلة مع طالبان ويأمل
دبلوماسيون في أن تُعقد هذا الشهر.
"المفاوضات ستكون صعبة"
وأفادت صحيفة "واشنطن
بوست" الخميس، بأن اقتراح الاتفاق ينص على خفض عدد الجنود الأمريكيين في
أفغانستان إلى ثمانية آلاف مقابل 14 ألفا حاليا.
في المقابل، تطلب واشنطن من طالبان
أن تلتزم بوقف لإطلاق النار وأن تنبذ بتنظيم القاعدة وأن تُجري محادثات مع حكومة
كابول.
وألمح مسؤول أفغاني الأسبوع الماضي
إلى أن حكومة الرئيس أشرف غني تحضّر لمحادثات مباشرة مع طالبان، لكن لم يتمّ
الإعلان عن تفاصيلها بعد.
وكتب غني الجمعة على "فيسبوك" قبل
المفاوضات: "ليس لدينا شروط مسبقة لبدء المحادثات، لكن اتفاق السلام ليس من
دون شروط"، مضيفا أننا "نريد جمهورية لا إمارة"، فيما ترغب طالبان بإعادة
تشكيل إمارة إسلامية مماثلة للتي أقامتها عام 1996.
وتابع: "المفاوضات ستكون صعبة، وعلى (متمردي) طالبان أن يعلموا أنه لا يوجد أفغاني أقلّ منهم من حيث الدين أو
الشجاعة"، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضا: واشنطن تطلب من باكستان إقناع "طالبان" بحوار مباشر مع كابول
ولا تزال مسائل عدة من دون حلّ، من
بينها مسألة التقاسم المحتمل للسلطة ومستقبل حكومة غني ودور القوى الإقليمية في
النزاع الأفغاني بما فيها الهند وباكستان.
وتأتي الجولة الثامنة من المفاوضات
بين طالبان والولايات المتحدة بعد محادثات أجريت الشهر الماضي بين ممثلين حكوميين
"بصفتهم الشخصية" وطالبان، اتفقوا خلالها على "خارطة طريق
للسلام" لكنها لم تصل إلى حدّ الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
وقالت أفغانية من سكان كابول، هي سمية مصطفى
(20 عاما)، إن بلدها بحاجة ماسة إلى اتفاق سلام تقبل فيه حركة طالبان "النساء
وإنجازاتهنّ"، مضيفة أن "هناك فوضى عارمة في بلدنا حاليا، وإذا استمر
الوضع على ما هو عليه، فستعاني النساء أكثر من الآخرين".
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن حصيلة
الضحايا المدنيين في أفغانستان سجّلت رقما قياسيا في تموز/ يوليو الماضي، بعد أن
كانت تراجعت في وقت مبكر من هذا العام.