هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للنائبة العمالية عن منطقة توتينغ في لندن، روزينا علي خان، تحت عنوان "كيف قام المعادون للسامية باختطاف عملي مع الأطفال الفلسطينيين المحتاجين؟".
وتقول خان في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إنها سافرت في بداية العام الحالي إلى فلسطين للعمل طبيبة، والتحقيق في توفر العناية الصحية للفلسطينيين، مشيرة إلى أنه "أثناء وجودي هناك صعقت من عدد الأطفال الذين يواجهون المشكلات والصعوبات دون وجود آبائهم إلى جانبهم".
وتضيف الكاتبة: "التقيت مع طفلة كانت بحاجة للعلاج الكيماوي، حيث تركت والديها خلفها في غزة، والطريقة الوحيدة للتواصل معهما هي عبر التابليت، الذي وضع في القسم لغرض تواصلها معهم، وهناك أطفال خدج في قسم الولادة لم تلمسهم أمهاتهم اللاتي اضطررن للعودة إلى غزة بسبب نهاية التصريح، وعندما يحصل المقدور يتم إخبار العائلة بأن ابنها شهق النفس الأخير دون أن يكون والداه إلى جانبه".
وتشير خان إلى أن "نظام التصاريح معقد، وكل شخص تحدثت إليه قال إنه بحاجة لإعادة تعديل، رغم أن إلغاءه صعب من الناحية السياسية، لكن تعديله يترك أثره على حياة الأطفال الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى عناية".
وتلفت النائبة إلى أنها أثارت هذا الموضوع مع نائبة السفير الإسرائيلي في لندن، التي قابلتها في المحطة الرابعة لـ"بي بي سي" من أجل مناقشة الموضوع، ودعتها إلى السفارة الإسرائيلية لمناقشة الأمر بشكل مفصل، مشيرة إلى أنه من أجل الحصول على نتيجة ومشاركة الأطراف كلها فإنها ذهبت إلى السفارة في الأسبوع الماضي، وناقشت موضوع التصاريح بالتفصيل، وتحدثت معها حول ما يمكن عمله من أجل تحسين حياة الفلسطينيين الذين هم بحاجة إلى عناية طبية منهم.
وتؤكد خان أن لقاءها مع نائبة السفير أدى إلى هجوم عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وقام من يدعمون الفلسطينيين بهجوم شرس ومعاد للسامية عليها، مشيرة إلى أن هذه الهجمات لا علاقة لها بوضع الفلسطينيين المحتاجين، ولا تقوم على حقائق، ولا تساعد الفلسطينيين.
وتقول الكاتبة إن كل ما حاولت عمله هو التركيز على موضوع يمنع الفلسطينيين من تلقي العلاج، لكن ردة الفعل السلبية كانت عكس ما تريد، بل إنها قادت إلى هجمات من أشخاص لم يكونوا يعرفون أن معاداة السامية كانت موجهة للنائبة نفسها، وهو ما يشير إلى الحاجة إلى معالجة الموضوع.
وتبين خان أنها متحمسة جدا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، كأي ناشط، لكن الدوائر المتداخلة للذين يتحدثون ضد مقابلتها نائبة السفير الإسرائيلي لمناقشة موضوع يتعلق بالتصاريح الطبية، ويرون أهمية التعامل مع جماعات مثل حركة فتح، فوق كل شيء.
وتنوه النائبة إلى أن "الطفلة التي تتلقى العلاج من السرطان في مستشفى أوغستا فيكتوريا بحاجة إلى أمها بجانبها، لا أن تبقى عالقة في غزة، وعائلتها لا تحتاج الهجمات المعادية للسامية التي يطلقها أشخاص لمتابعيهم ولا علاقة بينها وبينهم ولن تكون هناك أبدا".
وترى خان أن "التغير الحقيقي يبدأ من خلال الحوار القوي وليس الخطاب الطنان، وأي تلميح فيه معاداة للسامية أثناء القتال من أجل الحصول على حقوق الفلسطينيين يعرقلها".
وتقول الكاتبة إنها عندما غادرت فلسطين أخبرت الأطباء والأطفال أنها ستعود إلى بلدها لتعمل ما بوسعها لتحسين الوضع الرهيب، وأخبرها الطاقم الطبي بأنهم لا يهتمون بالسياسة ولا الساسة، وبأنهم يقضون أيامهم في تقديم العلاج والعناية لمن يحتاجهما.
وتفيد خان بأنه "بسبب سياسات إسرائيل يموت الأطفال وحيدين، ولا يحصلون على العلاج الضروري، ولو كان علي الذهاب إلى السفارة الإسرائيلية لإدارة نقاش صعب فسأذهب، وفي السنوات الماضية أوقفني الجنود تحت تهديد السلاح عند حاجز عندما كنت أحاول معالجة الأطفال، والحديث مع المسؤولين الإسرائيليين في السفارة هو مثل النزهة في الحديقة مقارنة مع ذلك الوضع".
وتختم النائبة مقالها بالقول إن "فكرة أن التعامل والحديث مع حكومة لديها القوة لتحسين الوضع على الأرض أمر خطأ هي فكرة ضالة وغريبة، ويجب ألا نتخلى عن الدبلوماسية عندما يحتل دونالد ترامب البيت الأبيض وبوريس جونسون 10 داونينغ ستريت، وأن يطلب منك عدم التعامل مع الناس الذين يسيطرون على نظام معيب، أمر ساذج وخطير للفلسطينيين الذي يحتاجون المساعدة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)