هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم تصاعد حالة التوتر في منطقة السياج الأمني شرقي قطاع غزة، تواصل مسيرات العودة الشعبية فعاليتها في الجمعة التاسعة والستين، رفضا لمجزرة الهدم التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا
لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار على اليوم، جمعة "مجزرة وادي الحمص"،
دعما لأبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة؛ الذين هدم الاحتلال بيوتهم
في قرية "صور باهر".
وأكدت في بيان لها وصل إلى
"عربي21" نسخة عنه، استمرار مسيرات العودة الجماهيرية في قطاع غزة،
وأنها "ستحافظ على سلميتها وستواصل خطواتها النضالية المتوالية حتى تحقق
أهدافها"، متطلعة إلى "انتقالها لساحات الوجود الفلسطيني كافة".
وطالبت الشعب الفلسطيني في الضفة
الغربية المحتلة، بـ"التصدي لعربدة المستوطنين، وعدم السماح لجرافات الاحتلال
بهدم منازل المواطنين وتجريف المزروعات"، داعية جماهير الشعب الفلسطيني إلى
المشاركة في فعاليات جمعة اليوم من مسيرات العودة، في ساحات الاعتصام الخمس شرق
القطاع.
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: المواجهة البرية في غزة مسألة وقت لا أكثر
بدوره، أكد عضو الهيئة الوطنية
العليا لمسيرات العودة، القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هاني الثوابتة، أن
"مسيرات العودة هي خيار استراتيجي بطابعها الشعبي والجماهيري، وهي تحمل شعار
وحدة كل مكونات العمل الوطني الفلسطيني، الذي يرفض ما يجري من مؤامرات بحق مشروعنا
الوطني وقضيتنا الفلسطينية، وبحق حقوقنا الثابتة المتمثلة بالعودة والتحرير وإقامة
دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس".
وأوضح الثوابتة في تصريح خاص
لـ"عربي21" أن "جمعة اليوم التي تأتي رفضا لجريمة الاحتلال في وادي
الحمص، وتؤكد أن جرائم الاحتلال هي بمنزلة وصمة عار على جبين كل من يصمت في مواجهة
إجراءات العدو الصهيوني في الأرض الفلسطينية المحتلة، وهي تجسيد لوحدة شعبنا في المناطق والساحات التي يوجد بها كافة".
أدوات المقاومة
ونوه الثوابتة إلى "استمرار
المسلسل الإجرامي للاحتلال بحق أهلنا في القدس المحتلة، ومحاولاته المتواصلة
لممارسة التطهير العرقي بحق أبناء شعبنا، وشطب كل معالم المدينة المقدسة، والتغول
على الإنسان والأرض".
وذكر أن "المواجهة مع الاحتلال،
هي خيارنا بأشكال المقاومة كافة؛ ومسيرات العودة هي أحد أدوات المقاومة، التي
يلتقي حولها أبناء شعبنا كوسيلة نضالية لرفض وجود وإجراءات هذا الاحتلال، ولمواجهة
تمكين وإرهاب الاحتلال".
وبشأن تواصل استهداف قوات الاحتلال
للمشاركين في مسيرات العودة، بين عضو الهيئة الوطنية، أن "هذا يؤكد عنصرية الاحتلال وإجرامه"، مؤكدا أن "المسلسل الإرهابي الصهيوني لم
يتوقف، والعدو لا يبحث عن مبررات، وعمليا قوات الاحتلال تمارس الجريمة بحق شعبنا
تحت غطاء دولي، كما أن الإدارة الأمريكية توفر الغطاء لعدوان الاحتلال المتواصل
على شعبنا".
اقرأ أيضا: الاحتلال ينهي مناورة تجهيزية "لمعركة محتملة" في غزة
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني
يمارس حقه الطبيعي في مقاومة الاحتلال"، لافتا إلى أن "عملية خان يونس
التي وقعت فجر الخميس، تأتي في سياق السيرورة الحتمية، ردا على جرائم الاحتلال بحق
شعبنا".
وذكر الثوابتة أنه "ليس من
المعقول أن يبطش هذا الاحتلال، ويقتل ويغتال ويستبيح الأرض والمقدسات والدماء وكل
شيء في الأرض الفلسطينية، ويقف شعبنا صامتا دون أن يدافع عن نفسه"، مضيفا أن "الوضع
الطبيعي لشعب يرزح تحت الاحتلال، أن يقاوم ويتصدى لجرائم هذا
الاحتلال ومشاريعه".
تسلل جماعي
وطالب المجتمع الدولي بأن
"يرتقي بموقفه لإجراءات عملية تكبح جماح هذا العدو، الذي يجب أن يخضع لمحاكمة
دولية على ما يرتكبه من جرائم بحق المشاركين في مسيرات العودة، الذين يعبرون بشكل
سلمي شعبي عن رفضهم لهذا الاحتلال، وحقهم في العودة لديارهم، وفي حياة حرة كريمة
دون حصار".
وتابع: "لقد أكد شعبنا أن كل
الإجراءات التي تهدف إلى تركيعه وقهره، لن توقفه عن ممارسة حقه في النضال والكفاح
ضد وجود وإجراءات الاحتلال".
وحول مدى تأثير اشتباك خان يونس الذي
وقع الخميس وأدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة 3 جنود إسرائيليين، على تعامل جيش
الاحتلال مع المجتازين للسياج الأمني خلال فعاليات مسيرات العودة، أوضح المختص في
الشؤون الإسرائيلية، سعيد بشارات أنه "سيؤثر على طريقة اعتقال قوات الاحتلال
للشخص المتسلل؛ بعد التأكد من عدم حيازته للسلاح".
واستبعد بشارات في حديثه
لـ"عربي21"، أن "يجري جيش الاحتلال تغييرات على السياسة العامة في
سلوك قواته وخاصة فيما يتعلق بإطلاق النار، تكون أكثر استفزازا للمشاركين في
فعاليات مسيرات العودة، وخاصة تجاه المتسللين بشكل جماعي"، منوها إلى أن
"الاحتلال غير معني بالتصعيد".
وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في
مسيرات العودة شرق قطاع غزة التي انطلقت في 30 آذار/ مارس 2018، تزامنا مع ذكرى
"يوم الأرض"، بحسب تأكيد المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة
لـ"عربي21"، إلى استشهاد 307 وإصابة أكثر من 31 ألفا بجراح مختلفة؛ نقل
منهم 18150 للعلاج في مستشفيات القطاع.