هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على مدار سنوات عديدة، حُرم الفلسطينيون من الانتفاع أو البناء في المناطق المصنفة "ج" في الضفة الغربية المحتلة، بفعل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن مقترحا مفاجئا قدمه رئيس وزراء الاحتلال ووافق عليه مجلس وزراء الاحتلال، يسمح للفلسطينيين بالبناء المحدود في تلك المناطق، مقابل إطلاق العنان للمشاريع الاستيطانية في المناطق ذاتها، ما يطرح سؤالا حول توقيت هذا المقترح، وامكانية تعاطي الفلسطينيين معه.
والثلاثاء صدق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) على مخطط لبناء 6 آلاف وحدة استيطانية إسرائيلية في الضفة المحتلة.
وصدق المجلس ذاته، على بناء 715 وحدة سكنية فقط للفلسطينيين القاطنين في تلك المناطق المعروفة بمناطق "ج".
والمناطق "ج"، حسب اتفاقية أوسلو الموقعة عام 1995 بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال؛ هي تلك التي تقع تحت السيطرة الكاملة للحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وتشكل 61% من المساحة الكلية للضفة.
منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية، قالت إن الخطة الجديدة تهدف إلى تعزيز ضم المنطقة "ج" وإلحاق الضرر بفرصة إقامة دولة فلسطينية.
واعتبرت المنظمة في بيان لها، أن الخطة الإسرائيلية تمثل "استهزاء بالسلطة الفلسطينية"، وتهدف إلى "تعزيز السيادة الفعلية (الإسرائيلية) من خلال تنفيذ تدابير التخطيط لمصلحة المستوطنين".
اقرأ أيضا: الاحتلال يصادق على بناء 6 آلاف وحدة استيطانية بمناطق "ج"
ولم تعلق السلطة الفلسطينية على هذا المقترح بعد، إلا أن خبراء قالوا إن هذه الخطة تعتبر التفافا على توسع البناء الاستيطاني.
مسؤول ملف الاستيطان غسان دغلس قال، إن هذا القرار دعائي إسرائيلي يحاول فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لفت أنظار العالم عن الجرائم الحقيقية التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وقال دغلس في حديث لـ"عربي21"، :"هناك عمليات إجرامية تمارس بحق الأرض والمقدسات، فالاستيطان على أشده، وفق خطة تهدف لضم أجزاء واسعة من الضفة إلى الاحتلال، فيما التهويد في القدس المحتلة مستمر دون توقف".
ولفت دغلس إلى أنه "منذ العام 2017 إلى الآن أقام الاحتلال 17 بؤرة استيطانية جديدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة"، معتبرا أن وجود الرئيس الأمريكي ترامب في الحكم، ومن خلفة اللوبي الصهيوني، أعطى ضوءا أخضر كبيرا لاسرائيل في الاستمرار في التوسع الاستيطاني وممارسة كل أشكال التعسف والتنكيل بالفلسطينيين.
الخبير في الشؤون القانونية حنا عيسى قال، إن اتفاق أوسلو يسمح للفلسطينيين بالبناء في المناطق المصنفة "ج" وهي مناطق تصنفها الأمم المتحدة على أنها فلسطينية محتلة.
ورأى أن قرار الاحتلال بالسماح بالبناء المحدود للفلسطينيين في هذه المنطقة يأتي في سياق استرضاء الجانب الأمريكي الذي يطلق خطة صفقة القرن، ويرغب في تحريك هذا الملف في محاولة لاسترضاء الفلسطينيين.
اقرأ أيضا: البيت الأبيض ينفي وجود نية لعقد "قمة سلام" في أيلول المقبل
وتوقع حنا أن يكون البناء المتوقع في منطقة جبل المكبر في القدس المحتلة، لكنه قال إنه لا يوجد أي جديد على أرض الواقع سوى مزيد من عمليات الهدم والتهجير للفلسطينيين مقابل رفع وتيرة عمليات البناء والتوسع الاستيطاني.
وبالأرقام، لفت عيسى إلى أن إسرائيل تسيطر على ما يقدر بـ 282 ألف دونم تقريبا من المناطق المصنفة "ج"، مقابل 18 للفلسطينيين، مشيرا إلى نحو 400 ألف مستوطن يعيشون في تلك المناطق، مقابل 350 ألف فلسطيني.
وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية إلى وجود نحو 670 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية وشرق القدس يسكنون في 196 مستوطنة، و200 بؤرة استيطانية.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان مخالف للقانون الدولي، وكان مجلس الأمن أصدر في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016 القرار رقم 2334، الذي يطالب بـ"وقف فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".