هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الحرب المعلوماتية الجارية بين إسرائيل والمنظمات المسلحة وعلى رأسها حماس تجري على قدم وساق، وقد وضع قائد هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي جملة أهداف حيوية لهذه المنظمات تحضيرا للمعركة القادمة، من حيث تركيزه على استهداف وتصفية أعداد كبيرة من المقاتلين، لاسيما أعضاء الوحدات الحاصة والبنى التحتية لهم".
وأضاف
أمير بوخبوط في تحقيقه الميداني الذي نشره موقع ويللا الإخباري، وترجمته "عربي21" أن "التحدي الأساسي أمام الاستخبارات
العسكرية الإسرائيلية "أمان" هو العثور على المعلومات الأكثر حيوية داخل
محيط من التفاصيل المتزاحمة، مما يزيد الحاجة الى إلقاء نظرة فاحصة على بنك
الأهداف الخاصة بهذه المنظمات، التي يتم تحديدها من خلال تصاوير تلفزيونية
ومعلومات استخبارية، خاصة في قطاع غزة".
وأشار
أن "العادة جرت حين تطلق المنظمات الفلسطينية في غزة قذائفها الصاروخية بين
حين وآخر، أن تجري مشاورات ماراثونية داخل هيئة الأركان حول طبيعة الأهداف التي
سيتم مهاجمتها على صيغة "بينغ يونغ"، ومن يقف خلف اختيار هذه الأهداف هي
وحدات استخبارات الجيش الإسرائيلي".
وأكد
أن "الاستخبارات الإسرائيلية توصل الليل بالنهار للعثور على شبكات معلوماتية
أمنية تبذل المنظمات الفلسطينية جهودا حثيثة في إخفائها عن الجيش، بحيث لا يبقى
أمام الطائرة سوى إسقاط الصاروخ، بعد انتظار المصادقة من مقر هيئة الأركان بإلقائه،
والضغط على الزر الأحمر بمهاجمة الأهداف المطلوبة".
وقال
إنه "منذ اغتيال أحمد الجعبري قائد الجناح العسكري في حماس خلال 2012، بعد
عام واحد من دخول بيني غانتس إلى رئاسة الأركان، وخلال أيام الحرب الثمانية في
عمود السحاب، هاجم الجيش آلاف الأهداف التابعة لحماس، وصولا إلى حرب الجرف الصامد
في 2014، وقد تركزت الهجمات في المواقع النارية الخاصة بالحركة، وفتحات الأنفاق،
ومصانع إنتاج القذائف".
وأوضح
أن "الكثافة النارية في حرب غزة 2014 زادت عما شهدته حرب لبنان الثانية في
2006، والرصاص المصبوب في 2008، وعمود السحاب في 2012، واللافت أنه بعد انتهاء تلك
الحرب وصل الجيش إلى قناعة بأن بنك الأهداف لدى حماس تضاعف ثلاث مرات، لكن
الكابينت المصغر أكد أن حسم المواجهة مع حماس لن يكون بكميات الهجمات، وإنما
نوعيتها التي يستطيع "أمان" تحديدها".
وأشار
أن "جهاز "أمان" يقوم بعمليات تحديثية لمواكبة هذه الزيادة في
المواقع المستهدفة لدى حماس، وهو ما تجلى واضحا في اليوم الأول لكوخافي حين تولى
قيادة الجيش في كانون الأول/ يناير، وتأكد في سلسلة الهجمات التصعيدية التي شهدها القطاع خلال
الشهور الأولى من العام الجاري".
وأضاف
أن "حماس لم تتوقف في تطوير ترسانتها فحسب، بل في
التخفي عن عيون سلاح الطيران، لكن الجيش سعى لكشفها في
مسافات لا تتجاوز الـ3 كيلومترات قرب الجدار الفاصل".
وختم
بالقول إننا "أمام قاعدة معلوماتية كبيرة نجحت حماس ببنائها بصورة سرية، من
خلال إنتاج معدات قتالية ووسائل عسكرية، ورغم نجاح الجيش في تدمير المشروع التحت-أرضي
الخاص بحماس المتمثل بالأنفاق، لكننا أمام بيانات كثيرة، لأن أي حرب قادمة
ستشنها إسرائيل على حماس ستعتمد بالدرجة الأولى على إعداد قائمة ببنك الأهداف التي
سيتم تدميرها، استنادا للمعلومات الأمنية والاستخبارية بالدرجة الأولى".