شكك سياسيون وأكاديميون
مصريون في حقيقة نوايا
مصر وإسرائيل وبعض دول البحر المتوسط في إنشاء ما يسمى بمنتدى
غاز المتوسط لتفعيل
وتنسيق سياسات الدول الأعضاء به لتطوير سوق الغاز الإقليمي في شرق المتوسط .
وأكدوا في تصريحات لـ"
عربي21" أن
المنتدى المزمع إنشاؤه في ظل غياب دولة مثل تركيا، وتعدي دولة الاحتلال
الإسرائيلي
على حقوق فلسطين ولبنان في غاز المتوسط، له أبعاد سياسية، وتمنح إسرائيل الحق في
استغلال حقوق الغاز للآخرين.
واختتم منتدى غاز شرق المتوسط اجتماعه الوزاري
الثاني، الخميس، بالقاهرة، والذي عقد للنظر في تأسيس منتدى الغاز، وحضره وزراء الطاقة الإسرائيلي، والقبرصي، واليوناني،
والإيطالي، والفلسطيني، وممثل وزيرة الطاقة الأردنية، ومراقبون من أمريكا وأوروبا.
غاز إسرائيل بالقاهرة
وتمخض الاجتماع عن الإعلان عن موعد اللقاء
المقبل في كانون الثاني/ يناير 2020 بالقاهرة، والكشف عن الانتهاء من تجريب خط
الأنابيب بين مصر وإسرائيل خلال أسابيع، والإعلان عن موعد بدء استقبال الغاز
الإسرائيلي بالموانئ المصرية في تشرين الأول/ نوفمبر المقبل.
واستقبل قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح
السيسي، في قصر المنتزه بالإسكندرية، الوزراء ورؤساء الوفود المشاركين في الاجتماع
الوزاري.
وقال بيان صادر عن الرئاسة، إن السيسي أكد على
خصوصية المنطقة الجغرافية للمنتدى، وذلك عقب اكتشافات الغاز بها في السنوات
الأخيرة، مشدداً على آفاق التعاون بين دول المنطقة في مجال الطاقة والغاز.
وحرص السيسي على استقبال وزير الطاقة
الأمريكي، ريك بيري، الذي حضر الاجتماع بصفة مراقب، وأثار معه خلال اللقاء الثنائي
"محاولة تركيا التنقيب في المياه الإقليمية لقبرص".
واقعة مثيرة
وكشف السياسي المصري، أمين العلاقات الخارجية
بحزب الحرية والعدالة السابق، محمد سودان، عن واقعة حملت العديد من الدلالات،
قائلا: "قدراً.. تم لقاء بيني و بين سفير قبرص اليونانية في عام 2012 بناء
على طلبه، وكان على عجلة لعقد هذا الاجتماع، وحضر بنفسه إلى الإسكندرية ".
وأضاف لـ"
عربي21": "قال السفير
بالنص يوجد لديكم بئر للغاز الطبيعي في المياه الإقليمية المصرية وعلى الحدود
القبرصية، وإن إسرائيل تحوم منذ مدة للاستيلاء على هذا البئر، ثم قال لي إننا
جيران فلا تنسونا عندما تبدأون باستخراج هذا الغاز، وقمت على الفور بإبلاغ
الرئاسة بهذا الأمر".
وتابع: "فجاءني الرد أن المخابرات طمأنتهم
أن إسرائيل لا يمكن أن تقترب من هذا المكان، وبالطبع تم تأجيل استكشاف هذا
البئر لأسباب كثيرة، إلا أنني فوجئت بعد الانقلاب أن السيسي أعاد ترسيم الحدود
البحرية بيننا وبين قبرص والكيان الصهيوني حتي تصبح المنطقة التي بها البئر داخل
حدود الكيان الصهيوني".
أما في ما يتعلق بغياب تركيا عن المنتدى، فرجح
سودان أن "يكون البئر ممتدا حتى حدود قبرص التركية؛ وبالتالي بدأت تركيا
بالفعل بالتنقيب في هذا المكان، إلا أن الكيان الصهيوني ومؤيديه يرفضون أن يشاركهم
أحد في الكعكة التي سرقوها من الشعب المصري بدعم من قائد الانقلاب".
توريط مصر
اتهم رئيس المكتب الإعلامي للمجلس الثوري
المصري، المهندس محمد صلاح حسين، نظام السيسي باستئناف سياسة مبارك في التخلي عن
ثروات المصريين لصالح إسرائيل، قائلا: "بعد نفاد الغاز المصري جراء تصديره
لإسرائيل بثمن بخس على مدى عقدين في عهد مبارك يواصل نظام السيسي التخلي عن مساحات
شاسعة من حقول الغاز لصالح إسرائيل أيضا".
وأكد حسين لـ"
عربي21" أن "مصر باتت
تشتري غازها من إسرائيل بالأسعار العالمية لخدمة مصالح الكيان الصهيوني على حساب
الشعب المصري، كما أن نظام السيسي يسعى إلى خلق حالة من المصالح المشتركة مع ذات الكيان ضد العدو
المشترك والمتمثل في تركيا"، مشيرا إلى أن "إعادة رسم الحدود البحرية مع
كل من اليونان وقبرص والكيان الصهيوني تمت في غياب كل من الفلسطينيين أصحاب الحق
الأصيل بالإضافة إلى كل من لبنان وتركيا".
واعتبر أن فكرة المنتدى "كما اتفاقية
الكويز حيث ترتبط مصر والكيان الصهيوني بمصالح اقتصادية مشتركة طويلة الأمد بشروط
والتزامات مجحفة، وهذا يوضح سبب تواجد الجانب الأمريكي والأوروبي في هذا الاجتماع
(منتدى المتوسط) كضامن لتلك الشروط. أما دعوة الجانب الفلسطيني فهي لمجرد ذر
الرمال في العيون للتنقيب عن الغاز أمام شواطئ غزة وأيضا دعماً لبعض أهداف صفقة
القرن".
وحمّل صلاح "السيسي مسؤولية التخلي عن ثروات
المصريين من الغاز إرضاء للكيان الصهيوني، وبحثاً عن ورقة تدعم شرعنة انقلابه عن
طريق إرضاء تلك الدول، وخلق تحالف إقليمي معاد لتركيا مستغلا حالة العداء
التاريخية بين اليونان وتركيا، وكذلك القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك،
واستغلال الفتور بين تركيا والكيان الصهيوني".