هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت فتيحة بن عبو، عضو هيئة الحوار المستقلة التي كشفت عنها الرئاسة الجزائرية اليوم، عن تفاصيل اللقاء مع رئيس الدولة عبد القادر بن صالح وموقفه من بقاء الحكومة الحالية وآليات سير الهيئة والمخرجات التي ستعمل عليها.
وقالت بن عبو وهي أستاذه القانون الدستوري بجامعة الجزائر، في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن تشكيل الهيئة كان باقتراح من منظمات المجتمع المدني، حيث وُضعت مجموعة من الأسماء واختير منها ستة شخصيات يقودها رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا كريم يونس.
وبحسب الرئاسة الجزائرية، يتكون فريق هيئة الحوار من كريم يونس وفتيحة بن عبو واسماعيل لالماس الخبير الاقتصادي و بوزيد لزهاري أستاذ القانون وعضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان وعبد الوهاب بن جلول القيادي النقابي وعز الدين بن عيسى وهو أستاذ جامعي.
بداية العمل
وأوضحت بن عبو، أن أول اجتماع لهيئة الحوار سيكون يوم الأحد المقبل وذلك لوضع القانون الداخلي لسير الهيئة وورقة الطريق التي ستعمل على أساسها.
وأضافت أن الهيئة ستقوم بالاتصال بكل الفاعلين السياسيين وفي المجتمع المدني من أجل التباحث معهم حول رؤيتهم لتنظيم الانتخابات الرئاسية وشروط نزاهتها.
اقرأ أيضا: الإعلان عن لجنة مشرفة على جلسات الحوار بالجزائر
وتابعت الخبيرة الدستورية التي سبق لها النشاط في تكتل المعارضة، بأن الهيئة وضعت شروطا صارمة في ما يخص استقلالية عملها ورفضت تماما أن يُحدد مسار الحوار بمدى زمني معين.
واشترطت هيئة الحوار، وفق بن عبو، تهيئة ظروف ملائمة في البلاد لبدء عملها، عبر إطلاق سراح معتقلي الرأي وفتح وسائل الإعلام العمومية أمام المعارضة وفك التضييق على مسيرات الحراك الشعبي.
وفي تفاعله مع هذه الطلبات، قالت عضو لجنة الحوار، إن ابن صالح كان إيجابيا للغاية ومنفتحا على إمكانية إطلاق سجناء الرأي وفتح المجال الإعلامي وقال إن كل الضغوطات سترفع تدريجيا.
وحدّدت بن عبو أن أعضاء الهيئة طرحوا قضية المجاهد لخضر بورقعة المسجون بسبب تصريحاته حول المؤسسة العسكرية وكذلك المعتقلين بسبب حملهم الراية الأمازيغية وبعض المدونين والنشطاء.
رحيل الحكومة
وعن مطلب رحيل حكومة نور الدين بدوي الذي ينادي به الحراك، ذكرت بن عبو أن رئيس الدولة أشار إلى عدم اختصاصه الدستوري في إقالة الحكومة.
وتابعت بن عبو: "ابن صالح أكد لنا أن رحيل الحكومة مرتبط بمبادرتها هي بالاستقالة ولا يمكن وفق صلاحياته كرئيس للدولة وفق ما ينص عليه الدستور، أن يجبرها على ذلك".
وسيكون اختصاص هيئة الحوار، حسب الأستاذة الجامعية، هو التباحث في كيفية إنشاء هيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات من بدايتها إلى نهايتها والتعديلات الواجب إدخالها على قانون الانتخابات والنقاش حول تاريخ إجراء الانتخابات.
وبخصوص نتائج الحوار، أكدت بن عبو أن الهيئة اشترطت أن تكون كل القرارات التي ستخرج بها مُلزمة حتى يحظى عملها بالمصداقية وتستطيع الانفتاح على أكبر قدر ممكن من الآراء المطروحة سياسيا ومجتمعيا.
"لسنا ممثلين عن الحراك"
وفي كلمته عقب استقباله من رئيس الدولة، قال كريم يونس منسق هيئة الحوار، أنه وزملاءه لا يعتبرون أنفسهم ممثلين عن الحراك الشعبي ولا ناطقين باسمه وإنما هم مجرد وسطاء لإخراج البلاد من أزمتها السياسية.
اقرأ أيضا: الحوار لا يجد من يُديره في الجزائر.. أزمة شخصيات؟
وأبرز كريم يونس أن هيئة الحوار واعية بالمأزق السياسي الذي تعيشه البلاد ومدركة حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، مشيرا إلى أن الحوار الوطني هو السبيل الوحيد الذي يضمن مخرجا سلميا يتماشى مع ما ينتظره الجزائريون.
واشتهر كريم يونس الذي شغل رئاسة المجلس الشعبي الوطني سنة 2003، بمعارضته لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية ثانية سنة 2004، حيث اختار هو صف رئيس الحكومة في ذلك الوقت علي بن فليس، ما اضطره في الأخير للاستقالة من منصبه بعد خطاب ناري ضد بوتفليقة وصفه فيه بالديكتاتور.
وتوارى كريم يونس الذي ينحدر من منطقة القبائل، بعد ذلك التاريخ عن الساحة السياسية، منشغلا بالكتابة والتأليف في التاريخ.