نشرت صحيفة "
غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن
تطبيقات
التجسس والمراقبة، التي على الرغم من أنها محظورة بصفة رسمية، إلا أن أنه يمكن
تنزيلها واستخدامها لأغراض خاصة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن هذه
التطبيقات منتشرة على نطاق واسع بين أولئك الذين يوظفون بشكل سلبي مجموعة من
الوسائل، التي تخول لهم مراقبة الضحية المستهدفة التي تجهل خطر هذه البرامج.
وحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، فإن تطبيقات
التجسس تُثبت سرا على آلاف الأجهزة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم، ما يشكل
خطرا كبيرا يهدد المجتمع اليوم، علما بأن هذه التطبيقات محظورة رسميا من قبل متاجر
التطبيقات. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التطبيقات تسمح بتتبع نشاط الضحية، بما في
ذلك مكالماتها ومحتوى الرسائل، وغيرها من البيانات والصور التي يتم التقاطها.
وعادة ما يتم تنزيل هذه التطبيقات من طرف الآباء لمراقبة أبنائهم، أو من طرف أرباب
المؤسسات لمراقبة الموظفين، أو لتتبع تحركات الشريك والتأكد من مدى وفائه.
وأضافت الصحيفة أن تتبع مالك الجهاز يعد من بين الأهداف الرئيسية
لتنزيل مثل هذه التطبيقات. وحسب ما أوضحته دراسة أجريت من طرف الشبكة الوطنية
لإنهاء العنف الأسري، فإن 54 في المئة من الأشخاص الذين سجلوا حالات من العنف
المنزلي ضد أقاربهم، كانوا يستخدمون تطبيقات للتجسس. وعادة ما يتطلب تثبيت مثل هذه
التطبيقات الوصول الفعلي إلى الجهاز وتثبيته بشكل سري، للتمكن من مراقبة كل
البيانات الواردة إليه والمرسلة منه عن بعد.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من حرص مستعملي هذه التطبيقات على توخي
الحذر والتصرف بشكل سري، وعدم الكشف عن إحصائيات التنزيل، إلا أن الشركة المتخصصة
في أمن الحواسيب "كاسبرسكي لاب" تشير إلى أن عدد ضحايا برامج التجسس
يتزايد.
ووفقا لهذه الشركة، تم في السنة الماضية اكتشاف وإزالة حوالي 58 ألف
تطبيق تجسس. وبحلول تموز/ يوليو من السنة الجارية، كشف برنامج خاص يعمل على اكتشاف
مثل هذه التطبيقات، أنه تم تثبيت تطبيقات التجسس على الأجهزة المحمولة لأكثر من 7
آلاف عميل من العلامات التجارية. وبدورها، أعلنت شركة أخرى مختصة في أمن المعلومات، أن الطلب على مثل هذه التطبيقات زاد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الأمني لدى "كاسبرسكي لاب"،
أليكسي فيرش، أن "تطبيقات التجسس أكثر خطورة من الأنواع الأخرى من التطبيقات
الضارة، لا سيما أنها أنشئت كأداة لانتهاك خصوصية شخص ما، وغالبا ما يحبذها
المهاجمون". وقد صرحت إحدى ضحايا تطبيقات التجسس أنها كانت ضحية رجل قرر
متابعتها مهما كلفه الأمر، حيث منعها من ضبط كلمة مرور على الهاتف، ليتسنى له
تثبيت تطبيق تجسس عليه، يرصد جميع تحركاتها.
والجدير بالذكر أن برامج التجسس محظورة في متاجر التطبيقات، بما في
ذلك "آب ستور"، التي تحاول إزالة هذه التطبيقات بسرعة. ومع ذلك، يمكن
تنزيل العديد من تطبيقات التتبع مباشرة من صفحات الإنترنت ذات الصلة. كما يقدم
بعض المطورين حلولا خاصة لمستخدمي أجهزة الآيفون، التي عادة ما تحظر التنزيل من
مصادر غير موثوقة.
وأفادت الصحيفة بأنه في السنة الماضية، طلب السناتور الأمريكي
ريتشارد بلومنتال من تسعة مطوري تطبيقات تجسس، بما في ذلك "إم سباي"
و"فليكسي سباي"، بعض المعلومات حول كيفية ضمان عدم استخدام منتجاتهم
"لأغراض غير قانونية"، مثل المطاردة.
في هذا السياق، صرح المتحدث باسم "إم سباي" أن التطبيق
الخاص بهم ليس برنامج تجسس، غير أنه يتيح للآباء تتبع أطفالهم، حيث يتم إخفاء
التطبيق عن الشاشة الرئيسية للهاتف الذكي لضمان عدم حذفه من طرف الأطفال عن طريق
الخطأ. وعلى الرغم من إمكانية إساءة استخدام التطبيق، إلا أن "إم سباي"
لا تملك بيانات حول مثل هذه الحالات.
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أنه في حزيران/ يونيو توصل باحثون في
جامعة تورنتو إلى أن هذه التطبيقات تنتهك النظام الأوروبي العام لحماية البيانات،
الذي دخل حيز التنفيذ في الاتحاد الأوروبي في أيار/ مايو 2018، لا سيما أنها تعمل
على جمع معلومات شخصية بطريقة غير قانونية دون إذن من المستخدم.