هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم يكن ليصدق أحد أن "الإنجيل"، وهو الكتاب المقدس لدى المسيحيين، سيكون بدوره أحد ضحايا أزمة التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
فبحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد تعهد ترامب – في حال تعثرت المفاوضات بين واشنطن وبكين – بفرض رسوم جمركية على جميع الواردات الصينية إلى أمريكا، الشيء الذي يحذر منه ناشرو الكتب، كون هذه الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع أسعار طباعة الكتاب المقدس، ما قد يؤدي بالتالي إلى نقص منها.
ويعتمد معظم الناشرون الأمريكيون طباعة الكتاب المقدس في الصين بسبب التكلفة العالية والعملية المعقدة التي تتطلبها طباعة نص يحتوي على حوالي 800 ألف كلمة.
وتقدر دار "هاربر كولينز كريسشتيان" للنشر، وهي دار نشر رئيسية للكتاب المقدس في الولايات المتحدة الأمريكية، أن حوالي ثلاثة أرباع نفقات تصنيع الكتاب المقدس تُصب في صالح الصين.
في رسالة بُعثت الشهر الماضي لأكبر مسؤول تجاري لدى ترامب، كتب مارك شوينوالد، الرئيس التنفيذي لدار "هاربر كولينز كريسشتيان" للنشر، أن الرسوم الجمركية المقترحة قد تتسبب في "فرض ضريبة الكتاب المقدس" على المستهلكين والمنظمات الدينية والتعليمية.
كما تقول الشركة التي تمتلك أكبر داري نشر للكتاب المقدس في الولايات المتحدة الأمريكية، إن الرسوم الجمركية الصينية التي تبلغ نسبتها 25% "ستضر بشكل خطير بأعمالنا وعملائنا".
اقرأ أيضا : واشنطن تعتزم بيع منتجات أمريكية لـ"هواوي" الصينية
وقد طلبت دار "هاربر كولينز كريسشتيان" للنشر بإزالة الكتاب المقدس، والأناجيل، والعهود، وكتب الصلاة والأدعية، وغيرها من المجموعات الدينية من قائمة المنتجات التي تواجه الرسوم الجمركية، إلّا أنها لم تتلق حتى الآن رداً رسمياً من الجهات المختصة على طلبها.
وتعتبر قضية الكتب المقدس بمثابة تذكير آخر للعواقب غير المتعمدة المترتبة على الحرب التجارية مع الصين، والتي ألحقت أضراراً بمجالات عدة أخرى، منها المزارعون الأمريكيون، بالإضافة إلى تأثيرها على ارتفاع تكاليف الشركات الأمريكية وبالتالي تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وكان قد أعلن ترامب بعد اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة الـ20 في أواخر الشهر الماضي، عن تعليق الحظر والرسوم الجمركية على المنتجات الصينية لاستئناف المفاوضات، ما ساهم في رفع الضغط عن الأسواق والشركات التي وجدت نفسها في وسط معركة الرسوم الجمركية.
ولكن، يعتقد البعض أن الحرب التجارية بين الدولتين قد تتصاعد مجدداً، ويعود ذلك جزئياً إلى الخلافات العميقة بين البلدين.