هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذا كونفرزيشن" مقالا للباحثة أرميدا أل فان ريج من معهد السياسات في كينغز كوليج، تتحدث فيه عن نظرة الرأي العام البريطاني لكل من السعودية وإيران وروسيا.
وتقول فان ريج في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إن الرأي العام البريطاني لا يفرق بين هذه الدول الثلاث، ويعتقد أنها سواء.
وتبدأ الكاتبة بالقول إن شهر حزيران/ يونيو كان مضطربا في سياق الشؤون الدولية، فقد تم فيه إسقاط طائرة مسيرة في المجال الدولي، واحتجاجات وشجب واعتقال لسجن صحافي استقصائي في روسيا، فيما توصل تقرير أممي إلى تورط دولة في عملية قتل خارج القانون لصحافي معروف.
وتعلق فان ريج قائلة إن "هذه الدول المعنية كلها، أي إيران وروسيا والسعودية، تشترك في خصائص بغيضة، فقد فشلت الدول الثلاث في الالتزام بالقانون الدولي والمعاهدات، وكلها تقوم بنشر المعلومات المضللة من أجل الحصول على شرعية محلية، ويتبنى حكامها سياسات الرجل القوي".
وتستدرك الباحثة بأنه "برغم استخدامها النهج ذاته، إلا أن النظرة الدولية تختلف، حيث تعد السعودية حليفا للغرب، أما إيران وروسيا فهما من محور الشر".
وتشير فان ريج إلى أن البحث، الذي أجرته بالتعاون مع مؤسسة "إبسوس موري"، وجد أن نصف الرأي العام البريطاني يدعو حكومة بلاده للتعامل التجاري مع الدول التي تحترم حقوق الإنسان فقط، حتى لو أدى ذلك إلى ضرر على الاقتصاد الوطني.
وتقول الكاتبة إن "هذه النتائج، بالإضافة إلى أنها جديرة بالتفكير، إلا أنها تكشف عن موقف الرأي العام البريطاني من أن السعودية وإيران وروسيا تستخدم تأثيرها بشكل سيئ، وليس من أجل الخير".
وتلفت فان ريج إلى أن "البريطانيين خلافا لغيرهم، لا يرون أن هذه الدول تقوم باستخدام تأثيرها للأفضل، ففي حالة إيران هناك نسبة 3% تقول إنها تستخدم التأثير للخير، و4% في حالة روسيا والسعودية".
وتبين الباحثة أنه "بالمقارنة مع عشرة أعوام سابقة، فإن النتائج تكشف عن توجه للأسفل من ناحية رؤية المواطن البريطاني لما يمكن أن تقوم به هذه الدول واستخدام دورها للخير، فهناك 32% من البريطانيين لا يعتقدون أن إيران ستستخدم نفوذها للأفضل، و42% بالنسبة لروسيا و34% السعودية، وهذا يعني أن الرأي العام البريطاني ينظر إلى إيران والسعودية وروسيا بطريقة متساوية، مع أن بريطانيا هي صديقة لواحدة من الثلاث دول وعدوة لاثنتين".
وتقول فان ريج إن "السعودية لديها سجل مروع في مجال حقوق الإنسان، فرغم بعض التقدم في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، إلا أنها تواصل سجن وإعدام الناشطين، وتقمع حرية التعبير، وتسكت الإعلام الحر من خلال التحرش، وتمارس التمييز ضد المرأة وتحظر التظاهرات، ومن الواضح أن السعودية لا تشترك مع بريطانيا في القيم الليبرالية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان".
وتجد الكاتبة أنه "مع ذلك، فإن السعودية تظل هي عماد السياسة الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط، رغم ما يظهره البحث من أن بريطانيا لا تحصل إلا على القليل من علاقتها مع السعودية، بل على العكس فإن سمعتها تتعرض للتشويه نتيجة هذه العلاقة الوثيقة".
وتنوه فان ريج إلى أنه "بالمقارنة، فإن العلاقات الدبلوماسية مع روسيا وصلت إلى أدنى مستوياتها بعد محاولة اغتيال العميل المزدوج في مدينة سالزبري في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، فيما لا تزال علاقة بريطانيا مع إيران محدودة".
وترى الباحثة أن "قطع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية سيكون قرارا أحمق، مثل قرار الثقة في حكومة طهران وبأنها لن تقوم بمحاولات تطوير أسلحة نووية لمجرد قولها إنها لن تفعل ذلك، وهذا يثير سؤالا على بريطانيا وبقية الدول حول كيفية متابعة سياسة خارجية موزونة، وهذا يعني تقييم جيد للمنافع وثمن التعاون مع دول بعينها".
وتقول فان ريج إن "السعودية تعد حالة جيدة لدراسة المقايضة والتحديات التي ينطوي عليها هذا الأمر، والتداعيات عندما تتفوق الكلفة على المنافع، كما يراها الرأي العام، ففي حزيران/ يونيو أصدرت محكمة قرارا بأن الحكومة تصرفت بطريقة غير قانونية عندما صادقت على صفقات سلاح للسعودية تستخدم في حرب اليمن، ويعد هذا ضربة للحكومة البريطانية ولصناعة الدفاع، ومثال أخير عن الكيفية التي يتفوق فيها الثمن على المنفعة".
وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن "السياق مهم فيما يجري في وقت تزيد فيه وتيرة التوتر في الشرق الأوسط، وتحاول فيه روسيا توسيع تأثيرها في المنطقة، وفي النهاية قد تحاول بريطانيا الاستجابة، لكنها ستقوم بالحفاظ على حلفائها التقليديين رغم سلوكياتهم التي تدعو للسخط، لكن إن احتاجت بريطانيا لإعادة معايرة علاقاتها الثنائية، فإن هذا هو الوقت المناسب".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)