هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسببت المجزرة التي وقعت في مركز إيواء مهاجرين غير شرعيين في وسط "طرابلس" في ردود فعل غاضبة دوليا ومحليا، وسط اتهامات لسلاح الجو التابع لقوات اللواء المنشق خليفة حفتر بارتكاب المجزرة ومطالبة محاكمته دوليا على جريمة حرب مكتملة الأركان.
وبحسب رواية حكومة الوفاق، فإن طيران حفتر هو من قصف المركز وتسبب في مقتل وإصابة المئات، واصفة الأمر بأنه جريمة قتل جماعي وجريمة حرب تضاف إلى الانتهاكات التي يرتكبها "حفتر" في البلاد، وفق بيان وصل "عربي21" نسخة منه.
وكشف وزير الداخلية الليبي بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، أن "الطائرة التي قامت بقصف المركز غير اعتيادية وليست من الطائرات الحربية التي تملكها ليبيا، مطالبا بتحقيق دولي في الحادث"، وفق تصريحات صحفية.
في المقابل، نفى المركز الإعلامي لغرفة عمليات "الكرامة" التابع لقوات "حفتر" "قيام الطيران التابع لهم بالقصف، مؤكدا أن "فصائل متحالفة مع حكومة الوفاق هي من قصفت المركز بعد أن نفذ الجيش ضربة جوية دقيقة أصابت معسكرا للميليشيات"، وفق زعمه.
وطرح الحادث تساؤلات من قبيل: هل يتسبب الأمر في حراك دولي ضد حفتر وتصرفاته بعد ضغط من قبل منظمات اللاجئين؟ أم سيمر الأمر مثل سابقه؟
"إدانات وكفى"
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي الليبي، علي فيدان أن "إدانة هذه الجريمة من قِبل المؤسسات الدولية لاسيما المعنية بحقوق الإنسان وكذلك مفوضية اللاجئين هو أمر يأتي في السياق الطبيعي للموضوع فسكوتهم في حد ذاته سيكون "فضيحة" في ظل العدد المرتفع من الضحايا".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "إدانة الاتحاد الأفريقي كانت أكثر حدة من مفوضية اللاجئين نفسها، لكنه (الأفريقي) لا يملك ثقلا أو نفوذا في الملف الليبي، والأزمة هي ما قامت به البعثة الأممية من "تجهيل" الفاعل ما يجعله يستمر في إجرامه"، وفق تعبيره.
وتابع: "البعثة أصبحت رهينة الدول الكبرى والتي بتناقضاتها خلقت هذه الرمادية التي بدورها منعت تسمية الأشياء بمسمياتها لذا أتوقع أن تكون هذه القضية غيرها ولن يتم التوقف عنده طويلا".
من الجاني؟
من جهته يقول الناشط والمدون الليبي، مصطفى شقلوف إنه "لم يثبت حتى الآن قيام الطيران التابع لـ"المشير حفتر" بقصف هذا المقر، واعتدنا في مثل هذه الأحداث أن يمر الأمر بثلاث مراحل، مرحلة التشكيك، ومرحلة التكذيب، ومرحلة التعذر".
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "المنظمات الدولية لم نعتد منها غير الإدانة، فكثير من الجرائم والمجازر لم تلق أي آذن صاغية، فكيف ونحن أمام مقتل 40 مهاجرا، أما مواقف الاتحاد الإفريقي فلا يعول عليها فما هو إلا "بيدق" لتنفيذ مخططات فرنسا"، حسب كلامه.
"مكسب سياسي"
إلا أن الناشطة الليبية في المجتمع المدني، غالية بن ساسي أشارت إلى أنه "منذ 3 أشهر والقصف مستمر على مخازن تموين وسيارات إسعاف ومستشفيات ميدانية ومنازل مدنيين أسفر عن قتل نساء وأطفال وعجائز ولم يحرك المجتمع الدولي ساكنا، لذا إدانته لا قيمة لها".
وأضافت في حديثها لـ"عربي21": "لم تتخذ أي إجراءات ضد مرتكب هذه الجرائم، بل ربما يتحصل منها الجاني على مكسب سياسي وخروج من مأزق وضع نفسه فيه بعد هجومه على مركز الإيواء، وقد يصل إلى وقف إطلاق نار غير مشروط وهذا ما يبحث عنه"، تقصد "حفتر".
"غطاء فرنسي"
وقال الناشط السياسي الليبي، أسامة كعبار إنه "من الصعب التكهن بالتداعيات الدولية لهذا الحادث، كون المجتمع الدولي رفض إدانة "حفتر" بشكل مباشر في كل جرائمه، لأن "فرنسا" توفر الغطاء السياسي للأخير وتمنع أي قرارات اتهام أو إدانة تصدر في حقه".
وأوضح لـ"عربي21" أن "المنظمات الدولية الحقوقية لا تملك أي ثقل، وتصريحاتها للاستهلاك العام والإعلامي فقط، كما أن القوة الناعمة "السعودية-الإماراتية" داخل هذه المنظمات الدولية تعمل بقوة من أجل تلميع صورة "حفتر" وتجرم الطرف المناوئ له".