هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علق رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري، على صفقة القرن وورشة البحرين التي اعتبر أنها "فشلت"، ولكنه حذر من أن هناك محاولات لا تزال جارية لتشكيل المنطقة.
جاء ذلك وفق تصريحاته التي نشرتها مواقع محلية أردنية، نقلا عنه في محاضرة ألقاها في النادي الأرثوذكسي الاثنين الماضي.
وقال المصري، إن فشل مؤتمر البحرين لا يعني أن محاولات إعادة تشكيل المنطقة قد انتهت، مشيرا إلى "تواصل محاولات إعادة تشكيل المنطقة وخلق شرق أوسط جديد".
اقرأ أيضا: تعرف على إخفاقات "ورشة البحرين" مقابل نجاحها الوحيد
وأشاد المصري بعدم مشاركة الفلسطينيين في ورشة البحرين، وقال إن "الفلسطينيين رفضوا مبدأ مبادلة الوطن والمستقبل والهوية بالخبز".
وقال إن المنطقة العربية والإقليم الشرق أوسطي يمران بتغييرات سريعة وخطرة، وإن هناك قوى عظمى وأخرى إقليمية، تحرك الأحداث في الإقليمين بحسب مصالحها ولتحقيق أهدافها، مشددا على مواجهة تلك التغييرات بـ"الإصلاح" الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
وأضاف: "كلنا متفقون على أن المنطقة العربية والإقليم الشرق أوسطي يمران بتغييرات سريعة وخطرة، وأن هناك قوى عظمى وقوى أخرى إقليمية، تحرك الأحداث في الإقليمين حسب مصالحها ولتحقيق أهدافها" .
عزل الأردن
وقال: "نحن في الأردن نقع في قلب هذه الأحداث ونتأثر بها بشكل مباشر وغير مباشر، نتأثر بها في المدى القريب والبعيد. والمجتمع الأردني يتساءل: إلى أين نحن نسير وإلى أين تتجه البوصلة؟ وغالباً، لا أحد يجيب على هذا السؤال المصيري في هذه الحقبة المصيرية".
وأوضح أنّ "معرفةَ سَيرِ ومسارِ الأحداثِ السياسيةِ، والخططِ المرافقةِ لها، لا تعني بأيِّ حالٍ من الأحوالِ الاستسلامَ لها، فقدراتُ الشعوبِ العربيةِ هي قوةٌ لا يُستهانُ بها، وهي طاقاتٌ وقدراتٌ قادرةٌ، إذا تجمَّعت وتوحّدت، أنْ تُفشِلَ أعتى الصفقاتِ، وتاريخُنا، طوالَ المئةِ عامٍ الماضيةِ، يَشهدُ بذلك".
وقال عن "تأثير العوامل الخارجية" إنها الأساس في ما بتعلق بما يسمى صفقة القرن، وقال عنها: "ليس أمامنا، في وجه هذا الزخم الهائل من المتغيرات السياسية والعلمية والاقتصادية إلا أن نفكر بجدية في إعادة بناء الدولة الأردنية الحديثة القائمة على العلم والتفكير الحر.. إذ لم يعد في عالم اليوم مكانٌ لأمةٍ أو لجماعةٍ تعيش على فتات الأمم الأخرى".
وأضاف: "علينا أن نتذكّر أنّ فلسطين عندما رفضت بكاملها وبإصرار مبدأ مبادلة الوطن والمستقبل والهوية بالخبز، وهو ما هدفت إليه ورشة العمل الأمريكية في البحرين، فإنّ هذا الرفض معناه أن الفلسطينيين أخذوا زمام الأمور بأيديهم ونجحوا مع الأردن الرسمي والشعبي بإفشال مؤتمر البحرين، غير أن هذا الفشل لا يعني أن محاولات إعادة تشكيل المنطقة وخلق الشرق الأوسط الجديد قد انتهت".
اقرأ أيضا: بمباركة أمريكية.. نفق تهويدي بالقدس بعد أيام من ورشة البحرين
وتابع بالقول: "فمفردات الصفقة الخطيرة تتكشّف أخطارُها الاستراتيجية تباعاً علينا. فبعد أن أدركنا معنى ضمّ القدس الكبرى إلى إسرائيل وجعلها عاصمتها؛ وبعد أن أًصبح قانون يهودية الدولة جزءاً من النظام الأساسي الإسرائيلي؛ وبعد أن بدأت إسرائيل بضمّ بعض تجمعات المستوطنات إليها، جاء الاعتراف الأمريكي بالقرار الإسرائيلي بضمّ الجولان السوري إلى إسرائيل. وللأسف الشديد، فإنّ هذا العمل العدواني لم يلقَ إلا الاعتراض الخجول".
ولفت إلى أن "ضم الجولان يُسقطُ عسكرياً الجزء الأهمّ من حوض اليرموك في الجانب الأردني. وهي خطوة متقدّمة تهدّد في جوهرها قلب المشرق العربي".
وقال: "إذا ما حصلت إسرائيل على موافقة أمريكية لضم وادي الأردن من الجهة الفلسطينية إلى سيادتها، فإنّ الأردن سينعزل بريا تماما عن الأراضي الفلسطينية، وستتحول الضفة الغربية إلى معزل كامل، تحيط بها إسرائيل من جميع جهاتها. وهو ما يغيّر استراتيجياً في الموقع الجيوسياسي للأردن، إذا أخذنا بعين الاعتبار حال الأمة وضعف المجتمع الدولي أمام عدوانية الإدارة الأمريكية".
يشار إلى أن ورشة البحرين أقيمت الشهر الماضي، ومثلت بداية للشق الاقتصادي لصفقة القرن، ولم ينتج عنها شيء لافت، على الرغم من أنها سعت إلى فرض تسوية على الفلسطينيين، إلا أنهم قاطعوها في ظل مشاركة عربية وتصاعد في التطبيع العربي مع الاحتلال.