هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية مقال
رأي للكاتبة نازان أرمانيان، تطرقت فيه إلى الأسباب الكامنة وراء تشنّج العلاقات
بين السعودية وإيران وتصاعد حدة العداء بينهما، وهو ما لا يُعزى للنزاعات الدينية
فقط.
وقالت الكاتبة، في هذا المقال الذي ترجمته
"عربي21"، إن المملكة العربية السعودية تطالب الولايات المتحدة بقصف
إيران منذ سنوات. ولتحقيق غايتها، وساهمت السعودية في الحملة الانتخابية الخاصة
بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، واستثمرت ملايين الدولارات في الاقتصاد العسكري
الأمريكي، وجعلت إمدادات النفط من "أوبك" تُوائم مصالح واشنطن.
وأشارتوأشارت إلى وجود العديد من العوامل التاريخية
والمذهبية وراء العداء بين الطرفين مشددة على أن سقوط الشاه محمد رضا بهلوي،
"آخر إمبراطور" في إيران سنة 1979، وهو الحدث الذي مثّل نهاية أقوى حكم
ملكي في المنطقة يعود تاريخه إلى ألف سنة، تسبّب في إصابة الرياض بحالة من الخوف
والهلع لأنها كانت تخشى من تحقق نظرية الفوضى أو ما يسمى بتأثير الفراشة.
وقبل إيران، شهدت الكثير من البلدان انهيار
الملكية واستبدالها بنظام جمهوري، على غرار أفغانستان في سنة 1973، وليبيا سنة
1969، واليمن سنة 1962، والعراق سنة 1958. لكن إعلان إيران عن إرساء نظام سياسي
"إسلامي" كان بمثابة تحد جديد للسعودية، التي رأت في إيران الجديدة
منافسا لها. ولم يكن آية الله الخميني من مناصري تأسيس "جمهورية"، وإنما
كان تبينه لهذا النظام نتيجة الضغط الذي مارسه الملايين من الإيرانيين المُطالبين
بنظام جمهوري وانتخاب رئيس للدولة والتناوب على السلطة.
وأوضحت الكاتبة أن الخميني قدّم الدولة الجديدة
كجمهورية "إسلامية" وليست "شيعية". وفي الآن ذاته، اتهم
السعودية "بالعبث بالدين الإسلامي" واعتبر ساستها بمثابة "بيادق
بيد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية" ونعتهم "بغير المخلصين
والفاسدين والمجرمين".
إقرأ أيضا: الانتخابات تلجم حرب ترامب على إيران ونتنياهو على المقاومة؟
ويتجسد أحد أوجه الاختلاف بين المذهب الشيعي
المعتمد في إيران ونظيره السني في السعودية، في أن الأول يسمح بممارسة الفن،
وإجراء الانتخابات، وتمكين المرأة من بعض الحريات بغض النظر عن تاريخ البلد، في
حين أن الثيوقراطية السعودية عادة ما تُقدّم على أنها نظام أقل تطورا من النظام
السياسي الشيعي.
ونوهت الكاتبة بأن تنامي الحضور الإيراني
الفعال في المنطقة سيؤدي حتما إلى الحد من نفوذ السعوديين، خاصة أن السعودية تضم
نسبة من السكان الشيعة الذين يتمركزون في المناطق السعودية الغنية بالنفط.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر العمل على تطوير البرنامج الإيراني النووي من ضمن الأسباب
القوية التي أججت العداوة بين السعودية وإيران.
وأفادت بأن مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات قاسية
على إيران سنة 2002 بسبب برنامجها النووي. وتجدر الإشارة إلى أن النزاعات الدينية
بين المذهب السني والشيعي عمّقت الانقسامات بين دول المنطقة، ولعل فلسطين هي الضحيّة
الأبرز لهذا الصراع.
وذكرت الكاتبة أن السعودية لم تبق مكتوفة
اليدين أمام محاولة إيران بسط نفوذها في المنطقة. ولهذا السبب، عملت الرياض على
تمويل الحرب التي قادها الرئيس العراقي، صدام حسين، ضد إيران بين سنتي 1980 و1988،
كما أسست مجلس التعاون الخليجي سنة 1981 الذي كان بمثابة نظام أمني "مناهض
للشيعة"، وأشبه "بحلف ناتو سني". فضلا عن ذلك، عزّزت السعودية
سيطرتها على أسعار النفط ومنظمة "أوبك"، ومنعت، رفقة إسرائيل وتركيا،
إيران من تأسيس حكومة شيعية في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين.