هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
"يوم المؤامرة على الشعب الفلسطيني".. بهذه العبارة وصف الفلسطينيون "ورشة البحرين" التي بدأت الثلاثاء في المنامة على مدار يومين متتاليين بمشاركة عربية وإسرائيلية، وبرعاية أمريكية.
وهذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها مثل هذه الورشات بشكل علني وفي عاصمة عربية تحت مزاعم "تحقيق الازدهار الاقتصادي" للفلسطينيين.
وفي كل مرة يشعر الشعب الفلسطيني بأي خطر على ثوابته يلجأ إلى الشوارع لبدء حراك رافض؛ ودليل ذلك الانتفاضات التي اندلعت بين الحين والآخر في وجه الاحتلال والصمت العربي على جرائمه، وفي هذه المرة بدأ الحراك فعلاً في المدن الفلسطينية بالضفة الغربية لرفض مؤتمر البحرين باعتباره تمهيدا لتطبيق مراحل صفقة القرن التي من شأنها إنهاء القضية الفلسطينية مقابل مليارات الدولارات.
الحراك الوحدوي
وفي الوقت الذي تعبر فيه كل مكونات الشعب الفلسطيني عن رفض صفقة القرن، يجمع المراقبون على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الداخلية للتمكن من مواجهة هذا الحجم من المؤامرات.
ويعتبر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة أن الحراك الشعبي الفلسطيني الموحد الذي تتجانس فيه السلطة مع المقاومة والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني، من شأنه أن يوصل رسالة واضحة بأنه لا يوجد في الشعب من يقبل أن يوقع على وثيقة إنهاء القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضا: شعث لـ"عربي21": ورشة المنامة رشوة أمريكية لتصفية "القضية"
ويقول خريشة لـ "عربي21" إن كل المؤتمرين في المنامة هم بحاجة للقلم والعقل واليد الفلسطينية التي توقع وتوافق على ذلك؛ فلن يجدوا أحداً لأن الفلسطينيين متوافقون على رفض أشكال تصفية قضيتهم، ولذلك فإن الحراك الشعبي قادر على منع تطبيق أي من مراحل الصفقة على حد قوله.
ويؤكد على أن المطلوب من الشعب هو الحراك والتوجه للساحات والميادين العامة؛ بالتزامن مع ارتقاء السياسيين وقادة الفصائل الوطنية فوق الخلافات، وتغليب المصلحة العامة على الخاصة وأن يتم إنجاز وحدة وطنية حقيقية على مستوى القيادات تكون قادرة على تنفيذ كل قرارات الشعب الفلسطيني؛ ومن بينها إعلان إنهاء اتفاقية أوسلو بما تتضمنه الاعتراف بالاحتلال والتنسيق الأمني معه.
ويضيف: "الأهم هو أن يطبق هذا الأمر عمليا وليس فقط عبر التصريحات على وسائل الإعلام وأن ننتقل من الرفض اللفظي إلى الرفض العملي، ونفكر كيف نبقي الشعب محافظا على قضيته حية وكيف نحافظ على العمق العربي الذي يتسرب من بين أيدينا يوما بعد يوم".
من جانب آخر يرى خريشة بأن الولايات المتحدة نجحت في إغراء بعض الدول العربية بالانتعاش الاقتصادي والأموال، ولم يعلموا أن الرهان عليها خاسر لأن قضية فلسطين هي التي كانت تمدهم بالعزة والكرامة، معتبرا أن العرب إذا شاركوا في بيع قضية فلسطين فلن تكون لهم كرامة وسيبقون ذليليين وتابعين طوال الوقت"، وفق تعبيره.
وتابع: "لأول مرة في التاريخ يتم استخدام العرب والعواصم العربية للكيد ضد فلسطين وشعبها، فدائما كان التآمر يتم من تحت غطاء ولكن اليوم أصبح علنياً، وبالتالي لا نملك إلا وحدة شعبنا وغير ذلك كلام فارغ".
غير كاف
وفي الوقت الذي خرجت فيه مسيرات وفعاليات واعتصامات في مختلف مدن الضفة المحتلة لرفض صفقة القرن يرى بعض النشطاء بأنها لم تكن كافية بل تحتاج وقفة حقيقية من القواعد الشعبية للفصائل المختلفة.
من جانبه يعتبر الناشط الشعبي الفلسطيني منذر عميرة بأن تعريف الحراك الشعبي لا يرتبط بذلك الذي ينتهي بانتهاء الحدث ويستمر لفترة قصيرة فقط، بل هو مرتبط بحراك دائم فعال.
ويقول لـ "عربي21" بأن الحراك كي ينجح في إفشال الصفقة أو أي مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني، يحتاج لتنظيم وترتيب أكثر؛ وكذلك بفعاليات لها علاقة بفضح الممارسات والانتهاكات والمؤامرات الإسرائيلية والأمريكية التي تُحاك ضد القضية.
ويرى عميرة بأن الحراك ما زال حتى الآن متواضعا ولم يصل حجم الحدث، مبينا أن القضية بحاجة لحراك أوسع وأكبر وتمثيل من كافة شرائح المجتمع وتكاتف جهود أكبر ونبذ لفكرة أن يفكر أحد مجرد تفكير أن يكسر الموقف الفلسطيني.
اقرأ أيضا: إضراب شامل بغزة رفضا لـ"ورشة البحرين" (صور)
ويضيف: "حتى الآن المسيرات التي خرجت غير كافية ولكن كرة الثلج المتدحرجة تبدأ بكرة صغيرة ويجب أن تستمر حتى تصل لمستوى الحدث الكبير".
ويعتبر الناشط بأن المطلوب من الفصائل الفلسطينية أن تحرك قواعدها للمشاركة في المسيرات الرافضة لصفقة القرن؛ لأن المشاركة لم تصل حتى الآن أكثر من 20% بينما في احتفال انطلاقة أي من الفصائل الكبرى يشارك الملايين.
وتابع: "الخطر الحقيقي أن الشعب يتعرض لأخطر مؤامرة وليس هناك تحرك جدي، والأمر أنه ليست هناك لمسة سحرية أو شيء لحظي ينهي المؤامرة، فيجب أن تفكر بشكل جدي لإعادة بناء الحركة الوطنية واللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني". وأضاف: "الحراك جيد، ولكن غير كاف لمجابهة مؤامرة كبيرة يتعرض لها الشعب".