هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ديلي بيست" مقالا للصحافي كريستوفر ديكي، يقول فيه إن ترامب قام في عام 1987، بمهاجمة السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي وقتها رونالد ريغان، قائلا إن "العالم يسخر من سياسيي أمريكا.. بسبب (حماية سفن) لا نملكها وتحمل نفطا لا نحتاجه، وجهتها لحلفاء لا يقدمون المساعدة".
ويقول ديكي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "أكوام الصحف والمجلات القديمة المكدسة في إحدى المكتبات قد تدفع بك إلى زوايا تاريخية لم تكن تتوقعها، فقد كنت يوم الثلاثاء أقوم بالبحث عن مقالات عملت عليها قبل 30 عاما، حول نشر القوات البحرية الأمريكية في ثمانينيات القرن الماضي في الخليج؛ لحماية شاحنات النفط، فقلت لا بد من أن تكون هناك أهمية لهذه المقالات، خاصة أن الإدارة تتحدث الآن عن إرسال وحدات عسكرية وسفن حربية إضافية إلى المنطقة للهدف ذاته، لكن لم أتوقع أن تكون الأهمية بذلك الحجم الذي اكتشفته".
ويشير الكاتب إلى أنه "في طابق تحت الأرض من المكتبة الأمريكية في باريس سحبت نسخة من مجلة (نيوزويك) صادرة في تاريخ 28 أيلول/ سبتمبر 1987، وكان دونالد ترامب على غلافها".
ويقول ديكي: "كان عمره 41 عاما، ويلبس ربطة عنق حمراء، وكتب على الغلاف (إمبراطورية قيمتها مليار دولار وغرور يوازيها)، وعنوان المقال: (المواطن ترامب)، وحتى أن ترامب كان يفكر في وقتها في الترشح للرئاسة، ولإطلاق حملته المترددة كان قد دفع مبلغ 94801 دولار لنشر دعايات بحجم صفحة كاملة في (نيويورك تايمز) و(واشنطن بوست) و(بوستون غلوب)".
ويلفت الكاتب إلى أن ترامب هاجم في "رسالة مفتوحة" السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي وقتها رونالد ريغان فقال: "العالم يسخر من سياسيي أمريكا.. (بسبب حماية) سفن لا نملكها تحمل نفطا لا نحتاجه، وجهتها حلفاء لا يقدمون المساعدة".
ويعلق ديكي قائلا: "يبدو أن ترامب كان أكثر حكمة مما يبدو عليه الآن، على الأقل في هذه النقطة".
ويقول الكاتب: "طبعا قرأت المقال باهتمام شديد، وكنت سعيدا لأكتشف بأن النص الكامل للمقال موجود على الإنترنت، ويعطي فكرة عن تكتيك التفاوض الذي حاول ترامب تطبيقه على الشؤون الدولية، عندما أصبح رئيسا".
وينوه ديكي إلى أن "في القصة التي يفتتح المقال بها شيئا من المفارقة، حيث يريد بناء جدار بجانب بنايات الكازينو الخاصة به في أتلانتك سيتي، ويضغط على جيرانه، وهي مفارقة أيضا لأن فيها تلميحا إلى الفاشية، وقد وصفه محامي أحد المستأجرين لديه الذي خاض ضده معركة قضائية طويلة بأنه (رجل خطير)، بصفته زعيما سياسيا (من النوع الذي يجعل القطارات تمشي في وقتها) مثل موسوليني".
ويورد الكاتب نقلا عن متعهد لـ"نيوزويك" في 1987، قوله بأن ترامب "يقوم بأعماله من خلال التخويف، إنها جرأة وصدمة، قم بتخويفهم حتى ينهاروا، اطلب القمر وستحصل على شيء"، وهو تصوير لم ينفه ترامب، فقال: "إن كان الناس عادلين معي.. أكن عادلا معهم، لكن إن أساءوا لي فستكون إساءتي لهم أكبر".
ويقول ديكي: "الآن وقد أصبح ترامب رئيسا، وبدأت إدارته بنشر الكلام عن إمكانية قيام البحرية الأمريكية بحماية سفن لا نملكها، تحمل نفطا لا نحتاجه، متجهة لحلفاء لا يقدمون المساعدة، ما يجعل الأمر يستحق النظر إلى أحداث الثمانينيات التي كان يتحدث عنها، وليس فقط للمفارقة".
ويفيد الكاتب بأن "صدام حسين قد غزا إيران في عام 1980، ظنا منه بأن الثورة الإسلامية الوليدة ستكون سهلة الهزيمة، لكن الحرب امتدت لسبع سنوات من القتال البشع، ومات مئات الآلاف من الأشخاص على الأرض، ونقل الإيرانيون الحرب إلى الماء لمنع صدام من تصدير النفط، وقام الكويتيون بنقل نفطه، لكن الإيرانيين قاموا بمهاجمة السفن".
ويبين ديكي أن "الأمريكيين، الذين يريدون طمأنة السعوديين والكويتيين، وبسبب عدائهم لإيران، فإنهم (انحازوا) إلى صدام بخطة لرفع الأعلام الأمريكية على ناقلات النفط الكويتية، وقامت قوات صدام حسين بمهاجمة السفن الإيرانية، وضربت الفرقاطة الأمريكية (يو أس أس ستارك) بصاروخ إكسوسيت في أيار/ مايو 1987، فقتل 37 بحارا أمريكيا، بالخطأ على فرض، (لماذا؟ تساءلت مجلة (نيوزويك) على غلاف مجلتها الصادرة في 1 حزيران/ يونيو 1987)".
ويتساءل الكاتب: "ماذا كان رد أمريكا على هجوم صدام حسين الدموي؟ زادوا الضغط على إيران، ونشر القوات عام 1987 و1988 في الخليج كان كبيرا، ونشرت المجلة الصادرة في أيلول/ سبتمبر، التي حمل غلافها صورة ترامب، تقريرا عن وصول (أكبر أسطول شكلته البحرية الأمريكية منذ حرب فيتنام، للدفاع عن 11 سفينة كويتية، حيث جمع البنتاغون 29 سفينة حربية، و14 سفينة دعم، وحوالي 24 ألف رجل في الخليج وحوله) بتكلفة قدرها ثلاثة ملايين دولار في اليوم".
ويقول ديكي: "لم تكن هذه هي القصة كاملة، (بل كانت هناك ست سفن أمريكية أخرى في طريقها للمنطقة)، ومع حلول تشرين الأول/ أكتوبر 1987 كان من المفترض أن ينضم إليها (حوالي 30 سفينة من الاتحاد السوفييتي وخمس سفن من دول أوروبا الغربية)".
ويشير الكاتب إلى أن رد رئيس الوزراء الإيراني كان وقتها: "دخول الخليج أسهل من الخروج منه".
ويؤكد ديكي أنه "ليست هناك استراتيجية طويلة الأمد واضحة لتحقيق انتصار عسكري، كما أشار وزير البحرية وقتها، جيمس ويب، وكانت الأهداف (سياسية) لإظهار أن أمريكا ستبقي الممرات المائية مفتوحة".
ويلفت الكاتب إلى أن "ناقلات النفط والقوارب الحربية اصطدمت بالألغام المائية العائمة، وقصفت القوات الأمريكية منصات التنقيب عن النفط في المياه الإيرانية، حيث كانت بعض القوات الإيرانية الخاصة متمركزة، واستمر العراق، الذي كان متأكدا من الدعم الأمريكي بالدفع ضد إيران وحلفائها حينها، خاصة الأكراد، وفي آذار/ مارس 1988 استخدم الأسلحة الكيماوية لقتل الآلاف في بلدة حلبجة، ثم قامت سفينة (يو أس أس فينسينس) في صيف العام ذاته بإسقاط طائرة مدنية إيرانية فوق الخليج، قتل فيها 290 شخصا، بينهم 66 طفلا".
ويجد ديكي أنه "بالنظر بأثر رجعي، خاصة أن ما حصل كان في ذلك الوقت، فإن من الصعب القول ماذا تم تحقيقه من الحماية، المكلفة من أوجه عديدة، التي منحتها أمريكا لـ(سفن لا نملكها، تحمل نفطا لا نحتاجه، وجهتها حلفاء لا يقدمون المساعدة)".
ويتساءل الكاتب قائلا: "هل نسي ترامب رأيه الذي كلفه 94801 دولار حول هذا كله في 1987؟ لا أعتقد ذلك، وربما يكون ذلك هو أحد الأسباب بأنه قال لمجلة (تايم) هذا الأسبوع، وربما يكون ذلك أزعج دعاة الحرب، مستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته المتوعد، بأنه يعد هجمات إيران المزعومة ضد شاحنات النفط في الأسابيع القليلة الماضية (أمرا بسيطا جدا)".
ويعلق ديكي قائلا إنها "في الواقع هي كذلك، وهذه نظرة صحيحة، فبعد ما مرت به إيران خلال ثمانينات القرن الماضي، فإن نظامها يستطيع تحمل تهديد أكبر مما تحدث عنه أي شخص في واشنطن، بمن فيهم دعاة الحرب، فلم يعد عليها أن تحارب العراق؛ لأن أمريكا تخلصت من صدام، وجيشها لا يزال ضخما، وأمريكا متعبة من الحروب التي لا تنتهي".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "لا يزال تحذير رئيس الوزراء الإيراني صحيحا: (دخول الخليج أسهل من الخروج منه)".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)