هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رحم الله الدكتور محمد مرسي، الرئيس الشهيد، الذي تنطبق عليه عبارة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله التي أطلقها على الإمام الشهيد حسن البنا: غصن باسق في شجرة الخلود، فأضيف غصن جديد آخر لهذه الشجرة، وإطلاق لفظ الشهيد هنا على مرسي وأمثاله من المظلومين، ليس تأليا على الله تبارك وتعالى، كما يشيع أنصار الانقلاب العسكري.
نال الشهادة التي تمناها
إن إطلاق الشهادة على شخص مشهود له بالصلاح، لا تعني الحكم باليقين بأنه شهيد، بل هي دعاء له بالشهادة، فقولنا فلان الشهيد، أي: المدعو له بالشهادة، كما نطلق على آخرين: المرحوم، والمغفور له، هل نحن هنا نجزم له بالرحمة أو المغفرة؟ لا، بل هي صيغة دعاء، أي المدعو له بالرحمة، أو المغفرة.
لقد أراد الانقلاب العسكري وقادته إذلال مرسي، ولكن الله عز وجل كتب له العزة في الدنيا، وحتى وفاته، ونسأله تعالى أن يكتبها له في الآخرة، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) المنافقون: 8. فمهما نال الإنسان من تعذيب بدني، تظل عزة نفسه وقلبه، هي الأهم، فقد أراد الله له ختام حياته بالشهادة في سبيله.
منعوا الصلاة على محمد مرسي، ودفنه في جنازة يمشي فيها الناس، فأبدله الله بجمع لا حصر له في العالم الإسلامي
أعزه الله بصلاة الملايين
ويعلم مرسي أن العزة والهناء ليس في راحة في بيت، أو منصب، بقدر ما هو العيش والموت لأجل مبدأ، ولذلك كان يضع نصب عينيه نموذج عثمان بن عفان رضي الله عنه. لقد وقف الإمام حسن البنا رحمه الله يخطب في حشد من الصوفية في مصر، فقال: لقد كنت أقرأ كثيرا للإمام أبي الحسن الشاذلي هذا الدعاء: (اللهم ارزقني العيشة الحسنة، والموتة الحسنة)، ثم قال البنا: أتدرون ما الموتة الحسنة؟ أن يفصل هذا عن ذاك في سبيل الله، وأشار إلى رأسه وجسده.
لقد وضع الانقلاب العسكري الدكتور محمد مرسي في مصاف الشهداء العظام في تاريخنا الإسلامي، وأصبح غصنا باسقا في شجرة الخلود، بل تشابه في وفاته ودفنه مع كثيرين من شهداء الإسلام، فتشابه استشهاده مع عثمان بن عفان رضي الله عنه. وتشابه في منع جنازته، والسماح فقط لبعض أهله، مع حسن البنا الذي حمل نعشه نساء بيته وأبوه الطاعن في السن، ولم يجرؤ على تقديم واجب العزاء فيه إلا الزعيم المصري القبطي مكرم عبيد.
وضع الانقلاب العسكري الدكتور محمد مرسي في مصاف الشهداء العظام في تاريخنا الإسلامي
لقد منعوا الصلاة على محمد مرسي، ودفنه في جنازة يمشي فيها الناس، فأبدله الله بجمع لا حصر له في العالم الإسلامي كله، لهجت ألسنتهم بالدعاء له بالرحمة، وتصلي عليه صلاة الغائب. أرادوا طمس ذكره، فكتب الله له الذكر الحسن، والحب في قلوب الناس، والتعاطف بكل مستوياته من كل صاحب فطرة سليمة، وخلق قويم.
[email protected]