هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمعلق ديفيد إغناطيوس، يقول فيه إن رحيل باتريك شاناهان، الذي كان قائما بأعمال وزارة الدفاع، ترك أزمة للرئيس دونالد ترامب، الذي يعاني من مشكلة مصداقية في مواجهته الحالية مع إيران.
ويقول إغناطيوس في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس يعاني من أزمة مصداقية في وقت تتجه فيه مواجهته لإيران نحو اختبار خطير.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول دفاعي سابق، قوله: "لا يوجد رصيد في البنك" عندما يتعلق الأمر بالثقة من الحلفاء الأوروبيين والآسيويين، وأضاف: "استطعنا عزل أنفسنا بدلا من إيران، وهذه استراتيجية المنطقة الحرة".
ويجد الكاتب أن "ما زاد من حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها سياسة الدفاع الأمريكي، هو قرار شاناهان الانسحاب بصفته مرشح ترامب لوزارة الدفاع، وكان السبب الشكلي لانسحابه مرتبطا بقضية قديمة لها علاقة بابن شاناهان وزوجته السابقة، والعنف الذي مارسه ضدها، إلا أن السبب الأهم هو تردد ترامب في دعم القائم بأعمال وزارة الدفاع، الذي تركه معلقا لمدة خمسة أشهر قبل إعلانه عن ترشيح فاتر له الشهر الماضي، ولم يكن قد قدمه إلى مجلس الشيوخ".
ويرى إغناطيوس أن "رحيل شاناهان سيزيد من حالة الغموض في البنتاغون، في وقت تتزايد فيه مخاطر العمل العسكري، وسيتسع أثر رحيله ليزيد من توتر الحلفاء، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة يوم الاثنين أنها ستقوم بنشر ألف جندي إضافي في منطقة الخليج".
ويؤكد الكاتب أن "الشكوك الدولية من سياسة ترامب تجاه إيران شديدة على نطاق واسع، لدرجة أن الحلفاء المهمين اعترضوا في البداية عندما اتهم وزير الخارجية مايك بومبيو إيران بتنفيذ الهجمات على ناقلات النفط في خليج عمان، وتبدو العواصم الأجنبية أكثر خوفا من التهديد الذي يمثله ترامب على السلام والاستقرار في الخليج أكثر من إيران، وبدت الشكوك تخف قليلا عندما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يوم الثلاثاء إن هناك أدلة (قوية) على تورط إيران في الهجوم على الناقلتين الأسبوع الماضي".
ويستدرك إغناطيوس بأنه "لا تزال هناك فجوة ثقة واسعة في داخل أمريكا وخارجها، فالرئيس الذي أهان مرارا الحلفاء الرئيسيين، وندد بوكالات الاستخبارات الأمريكية، وجد أن كلماته قد قللت قيمة ما ينبغي أن يكون أفضل الأسلحة الأمريكية لاحتواء إيران، وفي ضوء عناد إيران وتدخلها في شؤون المنطقة يرى الكثير من حلفاء وأصدقاء أمريكا التقليديين أن واشنطن هي المشكلة هذه الأيام".
ويشير الكاتب إلى أن "الأزمة الإيرانية زادت عمقا عندما أعلنت طهران أنها ستقوم في غضون عشرة أيام بزيادة تخصيب اليورانيوم عن الحد المسموح به بحسب اتفاقية عام 2015، ولا يمكن لترامب فرض الحد المسموح به من خلال الدبلوماسية؛ لأنه قرر الخروج من الاتفاقية العام الماضي، في وقت التزمت فيه إيران ببنودها وبشكل كامل".
ويقول إغناطيوس إن "استراتيجية الإدارة قامت على فكرة قيام الدول الأوروبية بالتودد لإيران لتظل ملتزمة بالاتفاقية، رغم تمزيق الإدارة لها، وفرضها العقوبات من جديد، في محاولة منها للحصول على اتفاقية جديدة أكثر صرامة، وبدأت إيران تتبنى منذ أيار/ مايو استراتيجية المقاومة القصوى ضد حملة (الضغط الأقصى) التي تمارسها الإدارة عليها، وتشتمل الاستراتيجية على إنكار علاقتها بالهجمات على ناقلات النفط في الخليج، وربما كانت تأمل في تخويف الدول الأوروبية للحصول على تنازلات من ترامب".
ويجد الكاتب أن "مشكلة المصداقية عند ترامب تعود إلى دعوته للمواجهة حتى قبل أن يصبح رئيسا، دون أن يقدم استراتيجية واضحة لنهاية اللعبة، ولا تؤدي إلى تغيير النظام أو الحرب".
ويلفت إغناطيوس إلى أن "جذور هوس ترامب بإيران تعود إلى ثلاثة أعوام على الأقل، ويظهر فيها بعض اللاعبين الذين أصبحوا بارزين في التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر في علاقة حملة ترامب بالروس، وتدخلهم في انتخابات عام 2011، ومن الجيد مراجعة هذا التاريخ بشكل مختصر؛ لأنه يفسر خوف الكثير من الحلفاء من الزحف نحو الحرب مع إيران".
وينوه الكاتب إلى أن "الوسيط الذي نظم المناقشات الأولية مع فريق ترامب، حول ضرورة اتخاذ موقف متشدد من إيران، كان هو اللبناني الأمريكي جورج نادر، الذي قدم النصيحة لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، اللذين فضلا سياسة متشددة ضد إيران".
ويفيد إغناطيوس بأن "النقاشات الرئيسية بشأن زيادة الضغط على إيران في كانون الأول / ديسمبر 2016، جاءت بعد انتخاب ترامب، وفي لقاء عقد في فندق (فور سيزون) في نيويورك، وشارك فيه إلى جانب نادر مستشار الأمن القومي مايكل فلين، ومدير الاستراتيجيات في البيت الأبيض ستيفن بانون، ومستشار وصهر ترامب جارد كوشنر، (تم وصف اللقاء لي من مصدر مقرب من الذين شاركوا فيه)".
ويقول الكاتب إن "ترامب تحرك للوفاء بتعهداته في الحملة، ورفض الاتفاقية النووية بعد وصوله إلى البيت الأبيض، وعارضه في موقفه وزير الدفاع في حينه جيمس ماتيس، والحلفاء الأوروبيون، لكن ترامب تجاهل تلك التحذيرات، وأعلن الخروج من الاتفاقية في أيار/ مايو 2018، وبعد أشهر من خروجه قدم قادة الاستخبارات الأمريكية شهادات عن التزام إيران بها".
ويشير إغناطيوس إلى أن ترامب سعى في تصريحات لمجلة "تايم" للتهدئة وتخفيف المخاوف يوم الثلاثاء، فقال إن الهجوم على الناقلتين "ثانوي جدا"، وهناك "علامات استفهام" حول اتخاذ عمل عسكري من أجل حماية الناقلات.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "علامة الاستفهام في العواصم الأجنبية هذه الأيام تتعلق بسياسة ترامب الحقيقية بشأن إيران".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)