هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رفض رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا فايز السراج، مساء الأحد، التفاوض مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقوم بحملة عسكرية ضد العاصمة طرابلس وحكومة الوفاق.
ويأتي تصريح السراج على الرغم من تقديمه مبادرة للحل السياسي في البلاد، ولكنه لفت إلى أنه غير مستعد للجلوس مع حفتر، موضحا سبب ذلك بالقول: "لأنه أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يمكن أن يكون شريكا في أي عملية سياسية".
اقرأ أيضا: السراج يطرح مبادرة لإخراج ليبيا من أزمتها.. هذه تفاصيلها
وشدد على رفضه القاطع في مقابلة له مع وكالة "رويترز"، للتفاوض مع حفتر على إنهاء الهجوم على العاصمة طرابلس والمستمر منذ شهرين.
من جهة أخرى، رحب تركيا بمبادرة السراج التي دعا فيها إلى ترتيب ملتقى ليبي بين أطارف الأزمة بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وقالت تركيا في بيان لها، إنها ستواصل دعم الجهود البناءة القائمة على الحوار الشامل والمصالحة بغية تحقيق تقدم على صعيد العملية السياسية في ليبيا وضمان الاستقرار الدائم في البلاد.
ولا تزال قوات حفتر عاجزة عن التقدم في طرابلس، رغم القتال الذي أحدث دمارا في الضواحي الجنوبية للمدينة الساحلية وشرد عشرات الآلاف من الأشخاص بسبب حملة اللواء المتقاعد التي لقيت تنديدا دوليا.
وفي مقابلة بمكتبه في وسط طرابلس، قال السراج: "لن ألتقي بحفتر مرة أخرى فهو أثبت أنه لا يمكن أن يكون شريكا في أي عملية سياسية".
وسبق أن التقى السراج مع حفتر في ست مناسبات خلال السنوات القليلة الماضية.
وكان آخر لقاء بين الرجلين في شباط/ فبراير في مدينة أبوظبي، في إطار مساعي قوى أجنبية للتوصل لاتفاق لتقاسم السلطة بين حكومتي شرق ليبيا وغربها.
وقال السراج إن حفتر (75 عاما)، يحاول فقط كسب الوقت، مشيرا إلى أنه أرسل طائرات لقصف العاصمة.
"ديكتاتور جديد"
وقال السراج إنه يتوقع أن يتحول حفتر إلى ديكتاتور جديد مثل القذافي، الذي سبق أن خدم اللواء في جيشه قبل الإطاحة به ومقتله.
ووفقا لوكالة رويترز، فقد تحدث السراج بنبرة متحدية، وقال إن قواته التي تتألف من فصائل مسلحة من مدن في غرب ليبيا، ستواصل التصدي لحفتر.
وقال السراج: "هدفنا عسكري بالدرجة الأولى دفاعا عن العاصمة دفاعا على أهلنا وإبعاد حفتر... حققنا خطوات إيجابية ودخلنا في اليومين الماضيين في المرحلة الثانية من صد هذا الهجوم... وخلال أيام قادمة سنسمع أخبارا جيدة... هناك تقدم".
ووفقا لتقارير للأمم المتحدة، فإن مصر والإمارات تدعمان حفتر وتقدمان له السلاح منذ عام 2014.
وفي الآونة الأخيرة، أرسلت معظم الدول الغربية الداعمة للسراج وتركيا أسلحة لرئيس الوزراء. واقترحت فرنسا ودول أخرى وقفا غير مشروط لإطلاق النار لا يضع ضغوطا فعلية على حفتر ويسمح لقواته بالبقاء في غرب ليبيا.
لكن معسكر السراج رفض ذلك، وقال إنه لا يمكن مطالبة من يدافعون عن أنفسهم بوقف إطلاق النار.
اقرأ أيضا: ترحيب محلي وأممي بمبادرة السراج السياسية بشأن أزمة ليبيا
واقترح السراج في وقت سابق اليوم الأحد عقد ملتقى ليبي للإعداد لانتخابات بنهاية العام داعيا إلى ضرورة اجتماع الليبيين للتغلب على الصراع على السلطة.
ورحبت بالفكرة كل من الأمم المتحدة، التي اقترحت مؤتمرا مشابها قبل اندلاع الحرب، والاتحاد الأوروبي. لكن نواب برلمان شرق ليبيا المتحالفين مع حفتر رفضوا المقترح كما كان متوقعا.
مخاطر على النفط
وعبر رئيس الوزراء عن قلقه بشأن احتمال استخدام المنشآت النفطية في الصراع.
وكان وزير الاقتصاد الليبي في حكومة طرابلس أبلغ رويترز الأسبوع الماضي، بأن إنتاج ليبيا من الخام يبلغ نحو 1.25 مليون برميل يوميا.
وقال السراج: "نحن بالفعل نخشى على أماكن إنتاج النفط... حريصون على إبعاد الإنتاج عن مجال أي خصومة أو مواجهات... هناك محاولات لعسكرة هذه الموانئ، وقد حذرت المؤسسة الوطنية للنفط من ذلك لأننا طالبنا منذ البداية بإبعاد العسكريين عن المنشآت النفطية".
وحذرت المؤسسة الوطنية مرارا من احتمال استخدام منشآت النفط في الصراع. وقالت المؤسسة يوم الخميس إن لواء بقوات شرق ليبيا دخل ميناء رأس لانوف النفطي بشرق البلاد على رأس 80 جنديا.
وتسيطر قوات حفتر على كل حقول النفط الرئيسة ومعظم الموانئ.
وقال السراج إن قواته ستتجنب مهاجمة أي منشآت نفطية حتى إذا تمركزت بها وحدات لقوات حفتر.
وأضاف أن الحرب تضر بالتنمية وبالخدمات الأساسية، في ظل تحويل الأموال لتجهيز الجنود وعلاج الجرحى مشيرا إلى احتمال حدوث انقطاع للكهرباء على مستوى البلاد في أي وقت.