هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سيطر الوضع الأمني في قطاع غزة على النقاش الدائر في إسرائيل، لاسيما في ظل أجواء انتخابية حامية، وصدور تعليقات تتهم الحكومة ورئيسها بالتقاعس أمام حماس.
الجنرال بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض، قال إن "الحل مع غزة يتمثل بوضع قادة حماس على أجندة الاغتيال، لأن الانشغال بتوسيع مساحة الصيد أو إدخال الأموال القطرية لا تحل الأزمة القائمة في غلاف غزة، والنتيجة ما نراه أمامنا على أرض الواقع".
وأضاف غانتس، القائد السابق للجيش الإسرائيلي في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمتها "عربي21"، أن "الحل يكمن في سلسلة خطوات أولها توجيه ضربات قاسية موجعة وغير مسبوقة إلى حماس في غزة، ثانيها استغلال الهدوء الذي سينشأ لتقديم مبادرة سياسية مع روافع اقتصادية، ومشاريع لتحلية المياه والكهرباء، والحد من البطالة لآلاف العمال، وخبراء الهايتك في إسرائيل ورام الله".
وختم بالقول بأنه "يجب أن يكون وقف إطلاق النار بوساطة دولية، وليس منح حماس فرصة أن تحدد مواعيد الالتزام بها أو خرقها، على إسرائيل القيام بكل شيء من أجل استعادة زمام المبادرة لأيديها، وإعادة الحياة لظروفها الطبيعية للمستوطنين في النقب الغربي".
الجنرال عاموس غلبوع قال إن "المشكلة تكمن في إسرائيل لأن حماس مستعدة أن تخاطر وتواصل سياسة شفا الهاوية، وتدرك العقبات التي تمنعها من الذهاب لمواجهة عسكرية شاملة أمامها، والحركة لا تحتاج لكثير من المعلومات الاستخبارية، فهي تستمع لذلك في كل لحظة".
وأضاف غلبوع، عميد الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "حماس تطلق القذائف الصاروخية وقت الحاجة، وتزيد من مظاهراتها الاحتجاجية، رغم أنها لا تريد الوصول بهذه الممارسات للحرب الشاملة".
وأشار إلى أن "لغة الأرقام تكشف أن حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 شهدت إطلاق حماس وشركائها 3852 قذيفة، وفي 2015 أطلقت 15 قذيفة فقط، وفي 2016 أطلقت 15 أخرى، وفي 2017 أطلقت 29 قذيفة، لكن منذ آذار/مارس 2018 حيث انطلقت مسيرات العودة على حدود غزة بدأت سياسة جديدة كليا، فقد شهد 2018 إطلاق 1119 قذيفة، وحتى حزيران/يونيو 2019 أطلقت 784 قذيفة".
وأكد غلبوع، المستشار السابق بمكتب رئاسة الوزراء للشؤون العربية، وألف كتبا عن المخابرات الإسرائيلية، ويكتب بشكل دوري في الصحافة، أن "هذه أحد مركبات سياسة حماس الجديدة المتمثلة بممارسة ضغوط عنيفة على إسرائيل، من خلال استهداف المستوطنين في غلاف غزة بمظاهر البالونات الحارقة، والإرباك الليلي، والمسيرات، وإطلاق القذائف، حماس لم تسم ذلك حرب استنزاف، لكننا أمام حرب استنزاف فعلية".
وأوضح أن "السياسة الواضحة لحماس أنها لا تريد فعليا الذهاب لحرب شاملة مع إسرائيل، لكن ذلك في الوقت ذاته لا يمنعها من التعامل بمنطق تهديدها، والإعلان في كل لحظة أنها ستواصل ممارساتها الميدانية، مما يعني أنها لم تعد مردوعة، بدليل إطلاق القذائف الصاروخية، والمخاطرة في وجه إسرائيل".
وختم بالقول بأن "السبب في سياسة حماس، أنها ترى أمام إسرائيل جملة من العقبات والعراقيل التي تمنعها من الذهاب لحرب واسعة ضد الحركة، ومن أهمها خشيتها من فقدان جنودها في المواجهة البرية، بمعنى أنها باتت تخاف من ذلك".
الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" قال، إن "عدم استعدادنا للقتال أمام حماس فتح شهيتها لمواجهتنا، ولذلك لا أمل بتحقيق تسوية شاملة دون مواجهة عسكرية حيوية جوهرية يتم استهداف حماس فيها بصورة نوعية".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21" أن "الحديث عن بالونات حارقة ومسافات الصيد مسائل تكتيكية، لأنها تعني أن إسرائيل ليس لديها سياسة استراتيجية أمام غزة، مع أن الأخيرة لديها سياسة واضحة تجاه إسرائيل، حماس شخصت جملة وقائع تعيشها إسرائيل، أهمها أن سلطتها ليست في خطر، وأن إسرائيل ليس بوارد أن تسقطها، وغير معنية بحرب واسعة، مما جعلها تدرك الهامش المتاح أمامها".
وأكد أن "إسرائيل مطالبة بتحديد سياستها الجديدة تجاه حماس من خلال المفاضلة بين عدة خيارات، أولها الانفصال النهائي والكامل عن غزة، واعتبارها دولة معادية، وهذا له ثمن يتمثل بتعاظم قوة القطاع العسكرية، أنا أعارض هذا الخيار، لكنه يحمل وجاهة منطقية تجعلنا نتحلل من أي مسؤولية من القطاع اليوم، فنحن ندفع لغزة أموالا، ونوفر لها الكهرباء، ونفتح أمامها المعابر، وهي في المقابل لا تعطينا شيئا".
وأشار يادلين، الرئيس الحالي لمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن "الخيار الإسرائيلي الثاني أمام حماس هو إزالة القيود أمام إسقاط سلطتها، والخروج للحرب بفرضية أنها ستسقط بضربة واحدة، أما الخيار الثالث فهو إعادة السلطة الفلسطينية للقطاع، مع أن السلطة جزء من المشكلة في بعض جوانبها، لأن وقفها لأموال غزة شكل ضغطا على حماس".
وختم بالقول بأنه "من الواضح أن إسرائيل تفضل التعامل مع سلطتين فلسطينيتين ضعيفتين: واحدة في غزة والأخرى في الضفة، تتبع مع الأولى النهج العسكري، ومع الثانية المقاطعة السياسية".