هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "قرار الانسحاب من قطاع غزة عمل على تحسين الأمن الإسرائيلي، رغم أن هذا ليس كلاما شعبيا في إسرائيل، ورغم أن الانفصال عن غزة بالطريقة التي تمت جاء في أسوأ صوره".
وأضاف النائب السابق لرئيس هيئة
أركان الجيش الإسرائيلي يائير غولان في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل اليوم"
وترجمتها "عربي21": "إنني لست مشتاقا للسير في موكب عسكري في الطريق
لمستوطنة غوش قطيف، وعلى جانبي الطريق تنتشر العبوات الناسفة، أو من يلقي علينا
الحجارة في مخيمات الشاطئ وجباليا".
وأشار إلى أن "السنوات الخمس
الأولى من الانتفاضة الثانية شهدت قتل 147 إسرائيليا في غزة، ومنذ 2005 حتى اليوم
قتل 121 إسرائيليا في جميع الحروب والمواجهات العسكرية".
وأوضح قائلا: "إننا نقاتل اليوم في غزة
بصورة سيئة، ولا نقوم بما يجب القيام به، وكان لدينا ثلاث فرص لتنفيذ تسوية كاملة
هناك، لكننا تنازلنا عنها، لأننا خائفون من القتال، ومن الخسائر البشرية في صفوف
الجيش، وليس بالضرورة أن تصل أعداد قتلاهم إلى 500 جندي، نحن نمنح العدو مزيدا من
النقاط، القتال في غزة ليس مجانيا، لأنه سيكون في منطقة سكنية وعلى الأرض، يجب
علينا القيام بذلك لأننا مطالبون به".
ولفت إلى أن "الاعتقاد بأننا إن
دخلنا عزة فسنتورط فيها سنوات طويلة ليس صحيحا، لأنه يمكن اجتياح القطاع بعض الوقت
ثم ننسحب منه، فالأمر حصل قبل حملة السور الواقي بالضفة الغربية في 2002-2003، لم
ننسحب من مدن الضفة كي نعود إليها، لأننا ذهبنا إليها وفيها انتحاريون يحملون
أحزمة متفجرة، ويفجرون أنفسهم في المدن الإسرائيلية، عرفنا كيف ندخل ثم نخرج منها،
واليوم هذه المدن تحت مسؤولية فلسطينية".
اقرأ أيضا: دعوة إسرائيلية للتعجيل بإسقاط السلطة الفلسطينية
وأكد غولان المرشح السابق لقيادة
الجيش الإسرائيلي، أن "الجيش اليوم ليس في حالة جيدة، المسؤولية المهنية
ملقاة على عاتقه للتعامل مع غزة، في حال خاطب رئيس هيئة الأركان خلال حرب غزة
الأخيرة 2014 الحكومة، بأننا مطالبون بدخول غزة، وأعرف كيف أدخل هناك، فلا تقلقوا،
أعتقد أن الحكومة حينها ستصادق على العملية، لكنها لم تستطع أن تقف بمواجهة الجيش".
غولان كشف أن "هناك أربعة
تحديات أساسية تواجه إسرائيل في هذه المرحلة تتطلب حذرا ويقظة كبيرين، أولها بقاء
بنيامين نتنياهو زعيما للدولة الأمر الذي يتطلب تغييره، والثاني أزمة الجيش في
التعامل مع مشكلة حماس في غزة، والحاجة لتنفيذ عملية عسكرية برية، والثالث سوء
الجهاز البيروقراطي في الدولة، والحاجة لإجراء نقلة نوعية في التعامل معه، والرابع
المستوى التاريخي القومي فبعد أن عاشت إسرائيل حقبة زمنية من إيمانها بالسلام، فإن
هذا الأمل لم يعد قائما".
وكشف غولان أنه "بدأ التحضير
لدخول العملية السياسية والحزبية من خلال إجراء مشاوراته مع العديد من الشخصيات
الحزبية في إسرائيل، وفي ظل حالة الفوضى السياسية التي تعيشها الدولة، فإن ذلك
يزيد لدي الدافعية للقفز في الماء عبر البوابة الحزبية".
وأضاف أنه "يمكن تشكيل حكومة
إسرائيلية مستقرة من خلال إحضار شخصيات جيدة من الليكود وأخرى من حزب أزرق-أبيض،
من خلال هذه التوليفة نشكل حكومة بوزراء أقل، ونوفر على الدولة موازنات مالية، لأن
الفوارق الأيديولوجية بين الحزبين تقريبا صفرية، أعلم أن هذا الجيل من السياسيين
ليس فيهم أريئيل شارون، شمعون بيريس، إسحاق شامير، ممن عرفوا كيف يتفقون رغم
خلافاتهم الكبيرة بينهم، لكن اليوم ما تشهده إسرائيل هو صراع قوى مدمر ومهدد
للدولة".
اقرأ أيضا: جنرالات إسرائيليون يصدرون تقديرات أمنية حول غزة ولبنان وسوريا
وأوضح أنه "كيف تحول المجلس
الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية من مكان مغلق للنقاشات الجدية زمن غولدا
مائير وليفي أشكول إلى منتدى للاستقطاب الحزبي وتبادل الاتهامات والمزاودات، لا
أستطيع الحديث في الكابينت بحرية كاملة، ولا يستطيع أعضاء الكابينت الحديث عن
قناعاتهم الكاملة، مع أن العكس هو الصحيح، لأن الكابينت صمم أساسا لرعاية وحفظ
مصالح وأمن الدولة".
ونوه إلى أنه "كانت هناك أجسام
حكومية ووزارية قوية وجدية مثل السباعية والثمانية، فيها أناس جديون ومسؤولون، لم
يكن فيها تسريبات أو الإدلاء بتصريحات للسبق الإخباري، لكن في اللحظة التي دخل فيها الفساد للكابينت، وتحول إلى جسم سياسي حزبي حصلت التسريبات، ولم يعد رئيس الحكومة
والوزراء يتحدثون بحرية، هذا تطور خطير على صعيد آلية اتخاذ القرارات في
إسرائيل".
وأكد أنه "من الأهمية أن يكون
لرئيس الحكومة مؤسسة يشعر بالراحة في العمل معها، والثقة فيما يتحدث بها، وعدم
الخشية من تسريبات أمنية لهذه المداولات، قد يقدم اقتراحات مجنونة دون أن يتم
تسريبها".
غولان كشف عن بعض مواقفه السياسة
قائلا إنه "كان بالإمكان الانسحاب من جنوب لبنان قبل خمسة أعوام من العام
الذي حصل فيه وهو صيف 2000، لأن الفلسطينيين آنذاك بزعامة ياسر عرفات شعروا أن
المجتمع الإسرائيلي ضعيف، وهذا الشعور كان أحد أسبابه رفض خطة إيهود باراك في
مفاوضات كامب ديفيد عام 2000".
ورفض غولان "إجراء أي تنازل عن
هضبة الجولان، لأن أي كلام عن توقيع اتفاق سلام مع سوريا مقابل إعطائها الجولان،
لإخراجها من المحور الإيراني كلام عبثي لا جدوى منه، أنا أعارض أي تسوية في مستقبل
الجولان، ولو على سنتيمتر واحد، الأمر الوحيد الذي يجب أن يقلقنا هو السيطرة على
سكان غريبين، وهذا الأمر ليس متحققا في الجولان، ولذلك فإنه يجب على إسرائيل أن تبقى
فيها، ولا تنسحب منها".