هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت شبكة "بي بي سي" تقريرا عن اجتماع منظمة "بيلديربيرغ"، الذي تبدأ اجتماعاته الخميس
وراء أبواب مغلقة في منتجع فخم في مونترو بسويسرا، لمدة أربعة أيام، لأكثر منظمة سرية ومثيرة للجدل في العالم.
ووفقا للشبكة، فقد دعي حوالي 130 شخصا من كبار السياسيين، والشخصيات المرموقة في مجالات الصناعة، والمال، والجامعات، والعمل، والإعلام.
وأشارت الشبكة إلى أن جميع وسائل الإعلام محظورة من التواجد في هذا الاجتماع شديد السرية. وليس للمنظمة إلا موقع هزيل، يبدو كأنه صمم في التسعينيات.
ومن بين الضيوف الأمريكيين، مثلا، زوج ابنة الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، والرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا، ورئيس غوغل السابق، إريك شميت، ومؤسس "باي بال" الملياردير بيتر ثييل، ووزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري كيسنجر.
أما المدعوون من البلدان الأخرى، فهم أيضا على نفس المستوى من التميز.
ولا توجه دعوة الحضور كل عام إلى من يتربعون على قمة المجتمع فحسب، بل أيضا إلى من هم في طريق الصعود إلى القمة.
وتطرح الشبكة سؤالا "ل المؤتمر دبلوماسية أو تآمر"؟ قائلة: "هل جماعة بيلديربيرغ ببساطة هي فرصة لصفوة العالم كي يتحدثوا على انفراد بطريقة منفتحة ومريحة، أو هي، بحسب ما يقول كبار منتقديها، عصبة منغلقة تسعى إلى تقويض الديمقراطية في العالم؟".
وأضافت: "اتهم دعاة نظرية المؤامرة، الذين يتبنون وجهة النظر الثانية، الجماعة بكل شيء، من التدبير المتعمد للأزمة المالية، إلى التخطيط لقتل 80 في المئة من سكان العالم.
وقاطع أليكس جونز، المناوئ للجماعة منذ أمد، ومقدم أحد البرامج الحوارية الصاخبة في أمريكا، اجتماعها عبر مكبر للصوت، قائلا: "نعلم أنكم قساة. نعرف أنكم أشرار".
من رماد الحرب
من السهل لمن يطالع تاريخ جماعة بيلديربيرغ الغامض أن يعرف السبب وراء الاتهامات الفظيعة التي توجه إليها.
وكان أول اجتماع للجماعة في عام 1954، وكان يهدف إلى تدعيم العلاقات الأمريكية الأوروبية. ولا تزال طرق العمل التي تستخدمها الجماعة سرية.
مكان للحديث
وبالرغم من أن جماعة بيلديربيرغ تصور نفسها -كما يبدو- على أنها ناد خاص للأعضاء فقط، ممن يشبهون أشرار جيمس بوند، فإن معلقي التيار السائد يقولون إنها أقل شرا مما يظهر.
ويقول دايفيد آرونوفيتش، الصحفي في صحيفة التايمز البريطانية، إن الغضب المثار بشأن بيلديربيرغ أمر سخيف.
ويضيف: "إنها نادي مناسبات راق للأغنياء وأصحاب النفوذ"، وهذا أمر ربما يرى فيه بعض الناس فائدة لنا جميعا.
ويقول مؤيدو جماعة بيلديربيرغ إن سريتها تسمح للناس بحديث كل منهم إلى الآخر بود وبصراحة، دون أي قلق من تأثير ما يقوله سياسيا، أو تحوير وسائل الإعلام له.
سلطة حقيقية
وتقول "بي بي سي": لكن هذا لا يعني أنها بلا سلطة. وعلى الرغم من أن دعاة نظرية المؤامرة ربما يكونون شديدي التحمس في كلامهم، فإن لديهم -كما يقول بروفيسور أندرو كاكابادسي، أحد مؤلفي كتاب (أفراد بيلديربيرغ)- وجهة نظر.
وتتمتع المجموعة بسلطة حقيقية، تتجاوز -كما يقول كاكابادسي- المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يجتمع في دافوس. ومع فقدان الشفافية فمن السهل أن نفهم قلق الناس من نفوذها. وجدول أعمال الجماعة هو أن تجمع بين صفوة السياسيين من اليمين واليسار، وتجعلهم يختلطون في أجواء مريحة وفخمة مع كبار رجال الأعمال، وتفتح المجال للأفكار لتتوالد.
وقد يبدو الأمر كأنه حفل عشاء فاخر، لكن هذا التصور يغفل النقطة الأساسية.
ويقول كاكابادسي: "عندما ترتاد حفلات عشاء بالقدر الكافي، سترى أن هناك فكرة تربطها".
والفكرة الرابطة في بيلديربيرغ -في رأيه- هي دعم اتفاق الآراء حول سوق رأسمالية غربية حرة ومصالحها في أنحاء العالم.
ويضيف: "لكن هل يؤدي هذا إلى فكرة التحكم في العالم؟ والجواب هو، نعم إلى حد ما. وهناك تحرك قوي مؤيد لوجود حكومة واحدة للعالم، في هيئة سوق رأسمالية غربية حرة".
خوف
وفي الولايات المتحدة، يكمن الخوف الشديد من جماعة بيلديربيرغ في أنها عصبة خفية يديرها الاتحاد الأوروبي، وأنها تهدد الحريات الأمريكية.
أما في أوروبا، فوجهة النظر تجاهها هي أنها صفوة تؤمن بالسوق الحرة، وتسعى إلى دفع أجندة يمينية.
ويقول ماكوناتشي: "هناك تفسير آخر أكثر خطورة. وهو أنها جماعة تسعى إلى إيجاد نظام في عالم يتسم بالفوضى. وهذا صحيح، لكن فيه مبالغة".