هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تجدد الجدل حول شخصية العقيد البارز في قوات النظام السوري سهيل الحسن، المعروف بـ"النمر"، وذلك مع احتدام المعارك بين قوات النظام والمعارضة السورية في شمال غربي سوريا.
ومرد هذا الجدل ظهور الحسن مجددا بنسخة جديدة خلال جولة ميدانية أجراها برفقة ضابط روسي في بلدة قلعة المضيق، بريف حماة الشمالي.
— Rob Lee (@RALee85) January 17, 2019
وأعادت النسخة الأخيرة التي ظهر فيها الحسن إلى الأذهان، الروايات عن مقتله في معركة جسر الشغور في نيسان/أبريل عام 2015.
وكانت مصادر إعلامية معارضة أكدت في حينها مقتل "الحسن" في معركة استعادة مشفى جسر الشغور، حيث ظهر في شريط فيديو تم تناقله على شبكة الإنترنت وهو يشكو من نقص الذخائر الذي اضطره إلى سحب رجاله من المنطقة.
وبعد غياب دام نحو نصف عام، ظهر الحسن أواخر العام 2015 بنسخة جديدة في سهل الغاب، متوجها إلى قتال تنظيم الدولة في مدينة تدمر الأثرية.
اقرأ أيضا: "عربي21" تستعرض ملفات أبرز جنرالات النظام السوري
ومنذ ذلك الحين، والجدل لا يتوقف حول الشخصية الحقيقية للحسن، ففي حين ترجح روايات مقتله، واستبداله بشخصية شبيهة له من قبل النظام والروس، حرصا على الروح المعنوية لقوات النظام، والطائفة العلوية على وجه التحديد، بدا القيادي في الجيش السوري الحر النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أقرب إلى الرواية التي تشير إلى إصابة الحسن في معركة جسر الشغور، وتعرضه من بعدها لعمليات التجميل بسبب الحروق والإصابات البالغة التي تعرض لها.
وفي حديثه لـ"عربي21" أضاف عبد الرزاق، أن ما يؤكد دقة هذه الرواية، هو التغيير الطفيف بشكل الحسن، مقابل ثبات الأسلوب الخطابي المفكك وغير المفهوم وكذلك الغباء بين كل الشخصيات التي ظهر فيها الحسن.
ورأى أن أهمية الحسن بالنسبة للنظام وروسيا تكمن في صناعة المثل والقدوة، أي الشخص المنقذ، لافتا إلى تسخير الإمكانيات النارية له ولمجموعاته في كل الجبهات التي يتواجد فيها، وذلك لإحداث فارق أينما وجد.
ووفق عبد الرزاق فإن شخصية الحسن هي "عبارة عن شخص جاهل، لا يجيد حتى القراءة بشكل صحيح".
ومتفقة مع عبد الرزاق، أرجعت خبيرة في مجال التجميل، التغيرات في معالم وجه الحسن، إلى خضوعه لعمليات تجميل عدة.
وأوضحت في حديثها لـ"عربي21"، أن حقن الوجه بـ"البوتوكس" يعطي الوجه نضارة وإشراقا.
ولدى عرض الصور المختلفة المعالم للحسن عليها، قالت بعد أن طلبت عدم الكشف عن اسمها: "غالبا إن التغيير يعود بسبب مادة البوتوكس، لأن امتلاء الوجه يختلف بحسب مدة إجراء عملية الحقن"، موضحة أن "العملية تجرى لمرتين في العام الواحد".
اقرأ أيضا: تشكيلات عسكرية يعتمد عليها النظام وروسيا في معارك إدلب
وإلى جانب البطش والوحشية التي يعرف بها، يشتهر الحسن بعلاقاته القوية مع روسيا، إلى الحد الذي يوصف فيه بأنه "رجل روسيا الأول"، وما يؤكد ذلك تكريمه من الروس ثلاث مرات على التوالي، في الأعوام 2016، 2017، 2018.
والحسن (48 عاما) ابن ريف مدينة جبلة، من أبناء الطائفة العلوية، كان ضابطا في الاستخبارات التابعة للقوات الجوية، قبل أن يقود مع بداية الثورة السورية الحملات العسكرية للنظام ضد المعارضة في غالبية المحافظات السورية، من حلب إلى دمشق، والساحل السوري، ودرعا، ودير الزور.