هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة
"الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن بعض المعلومات التي قد
تساعدك على فهم الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على شركة هواوي، الدي فاجأ
الصين، على الرغم من أنها كانت نتيجة منطقية لتصعيد الحرب التجارية بينها وبين
الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد الفيتو الذي فرضته إدارة ترامب
على شركة هواوي، قررت غوغل التوقف عن منح الشركة المصنعة الصينية إمكانية الوصول
إلى أندرويد، وهو قرار غير مسبوق محمل بعواقب غير متوقعة. وعلى ما يبدو أن الحرب
التجارية بين الولايات المتحدة والصين تعيش فصلا جديدا يركز على مجال الاتصالات.
وفي الواقع، من المرجح أن تؤثر هذه المعركة على جميع عملاء العلامة التجارية
الآسيوية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إسبانيا، بما أنها العلامة التجارية
الأكثر مبيعا في تلك الدولة.
ونقلت الصحيفة أن هذا القرار يعد بمثابة نتيجة للحرب التجارية القاسية بشكل
متزايد التي نشبت بين الولايات المتحدة والصين منذ أشهر، والتي لن تؤثر فقط على
هذين الشركتين وإنما أيضا على شركات أخرى على غرار إنتل وكوالكوم، اللتين أعلنتا
بالفعل أنهما ستنضمان إلى قرار وقف التعاملات مع العملاق الأسيوي. لذلك، إذا كنت
تملك إحدى منتجات هذه الشركة الصينية، فمن الأفضل الاطلاع على هذه المعلومات
وإدراك ما يمكنك مواجهته خلال الأيام أو الأسابيع أو الأشهر القادمة.
وأوردت الصحيفة أن
الحرب بين الصين والولايات المتحدة، وبالتحديد بين هواوي وشركة زد تي إي تعود إلى
بداية هذا العقد عندما بدأت الوكالات الأمريكية في الترويج لاستخدام هذه الشركات
لمنتجاتها من أجل التجسس على عملائها وتقديم المعلومات إلى حكومتهم. وفي السادس
عشر من شهر أيار/مايو الحالي، أعلن ترامب عن حالة طوارئ وطنية لمنع الشركات في
بلده من استخدام المعدات المصنعة من قبل سلسلة من الشركات الأجنبية التي، بحسب
ادعاءاته، تتجسس على الولايات المتحدة.
وبعد فترة وجيزة، تلقت الصين ضربة أخرى، حيث قامت الولايات المتحدة بتضمين
شركة هواوي في قائمة تجارية سوداء تمنع الشركات الأمريكية من التعامل مع الشركة
الصينية. وإذا واصلوا التفاوض مع هذه الشركات دون الحصول على إذن صريح من وزارة
التجارة، فإنهم يخاطرون بدفع ملايين الدولارات في شكل غرامات.
وأشارت الصحيفة إلى
كيفية تأثير هذه القرارات على الأشخاص الذين يملكون هواتف هواوي. ففي إسبانيا،
تعتبر شركة هواوي رائدة بالفعل في قطاع الاتصالات الهاتفية المتنقلة. لدلك، تعدّ
هذه الأخبار بمثابة ضربة قاسية لأعمال العلامة التجارية داخل هذا البلد. وفي هذا
الصدد، لا يزال بإمكان الأشخاص الذين لديهم هواتف هواوي الوصول إلى خرائط غوغل أو
"جي ميل" أو "جوجل درايف"، فضلا عن متجر التطبيقات "غوغل
بلاي". في المقابل، تكمن المشكلة في أن مستخدم هذه الهواتف لن يتلقى المزيد
من التحديثات من نظام التشغيل أندرويد، ما من شأنه أن يؤثر على كل من أمان الهاتف
نفسه والتطبيقات في متجر غوغل والتطبيقات الرئيسية الخاصة بك.
اقرأ أيضا: مؤسس "هواوي" متحديا أمريكا: لا يمكن عزلنا عن العالم
كنتيجة لذلك، ستتوقف شركة غوغل عن تقديم الدعم الرسمي لشركة هواوي، ودونها
لن يكون استخدام هذه الأجهزة آمنا. بالإضافة إلى ذلك، مع مرور الوقت ومع إصدار غير
محدث من نظام التشغيل والتطبيقات، لن يكون أداء الهاتف كما كان عليه، بل سيصبح
أبطأ، ويستهلك المزيد من شحن البطارية.
على الرغم من فتح شركة
ماونتن فيو المجال أمام شركة هواوي لاستخدام برمجياتها مفتوحة المصدر، إلا أنها لا
تحتوي على العديد من الخدمات التي تقدمها الشركة الأمريكية في إصداراتها الكاملة.
لذلك، قد تواجه هواوي مشاكل في استخدام جميع الخدمات التي يقدمها أندرويد، في حال
لم تخترع أي بديل أو لم تتراجع الولايات المتحدة عن قرارها.
وأضافت الصحيفة أن سحب الترخيص والدعم لغوغل بلاي سيركز على الأجيال
الجديدة من العلامة التجارية. من جهة أخرى، ستعاني جميع الهواتف النقالة المعروضة
بالفعل للبيع من نفس القيود التي ستواجهها الهواتف التي تعدّ قيد الاستخدام من قبل
مالكيها. في المقابل، سيكون الأمر مختلفا بالنسبة للإصدارات القادمة. فبحسب
المعلومات الأولية، لن تتمكن هواتف هواوي التي سيقع اصدرها مستقبلا سوى من الوصول
إلى الإصدار مفتوح المصدر؛ مما سيحد من الخدمات التي يمكن أن تقدمها.
والجدير بالذكر أن الحل الوحيد الذي يجب الإشارة إليه بالفعل هو إنشاء
إصدار معين من النظام يكون فيه المصدر المفتوح هو الشركة التي تنشئ
"تطبيقاتها" الخاصة بها، على غرار تطبيق خرائط أو متجر لتطبيقاته
الخاصة. علاوة على ذلك، تعمل هواوي على تطوير نوع من نظام التشغيل الخاص بها
لسنوات، المعروف باسم "كيرين"، وذلك في حالة حدوث شيء من هذا القبيل.
وأفادت الصحيفة أنه في
الوقت الراهن، لا شيء يشير إلى أن كلا من شركتيْ شاومي ووان بلس، إحدى الشركات
العملاقة في مجال الهواتف الذكية، سيتأثران بهذه المشاكل. في المقابل، قد تعود
إمكانية إدراج ترامب لهذه الشركات في القائمة السوداء إلى التأكد من أن استخدام
منتجاتها من شأنه أن يشكل خطرا على الأمن القومي. وفي الوقت الراهن، لا توجد شكوك
واضحة حول هذه الشركات المصنعة ومنتجاتها.
وفي الختام، أكدت
الصحيفة أن العديد من الأشخاص يتساءلون عما إذا كان الأمر مجرد مسألة عابرة أو
نهاية للعلاقة بين هواوي وغوغل. وعموما، لا يزال الوقت مبكرا لمعرفة ما إذا كان
هذا القرار نهائيا أم سيتمّ التراجع عنه. فضلا عن دلك، يتمثل الشيء الوحيد المعروف
حتى الآن في أن حكومة الولايات المتحدة يمكن أن تمنح تمديدا لمدة تصل إلى 90 يوما
للشركات التي تتعامل مع هذه الشركات المصنعة حتى تتمكن من التكيف مع التشريعات
الجديدة.