وصف نقاد رياضيون
مصريون
تصريحات نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، أحمد شوبير، حول قيام التلفزيون
المصري بإذاعة كل مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية على القنوات الأرضية المصرية،
بأنه كلام غامض ويثير الشكوك حول جدواه وأهدافه.
واستدل المختصون الذين
تحدثوا لـ"
عربي21" بالبيان الصادر عن قناة "تايم سبورت"
المملوكة للهيئة الوطنية للإعلام، المقرر أن تقوم بنقل مباريات الفريق المصري
بالبطولة، حيث أكدت القناة أن المفاوضات بين الحكومة المصرية واتحاد الكرة
والاتحاد الأفريقي وشركة لاجاردير الفرنسية، المالكة لحقوق بث كأس الأمم
الأفريقية، ما زالت جارية من أجل تحديد عدد المباريات التي ستنقلها القناة عبر
شاشتها.
وتناقلت وسائل الإعلام
المحلية المصرية تصريحات لمصادر عديدة (لم تسمها) باتحاد كرة القدم المصري، تفيد
بإذاعة كل مباريات البطولة التي ستنطلق بالقاهرة في 21 من حزيران/ يونيو، وتستمر
حتى 19 تموز/ يوليو المقبلين، على التلفزيون الأرضي المصري، وليس مباريات الفريق
المصري فقط.
وهي التصريحات التي أكدها
شوبير في برنامجه الذي يقدمه بإحدى القنوات الرياضية المملوكة للمخابرات المصرية،
مشيرا إلى أن مباريات نهائيات
أمم أفريقيا 2019، ومباريات إعداد المنتخب المصري
ستذاع بالكامل على "تايم سبورت".
وحسب تصريحات شوبير، فإنه
يحق للتلفزيون المحلي الحصول على حق إذاعة أي مباراة في البطولة في أثناء استضافة
أحداثها، مقابل مبلغ بسيط يحصل عليه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"
عن كل لقاء.
من جانبه، يؤكد الناقد
الرياضي عادل محسن لـ"
عربي21" أن اتحاد الكرة دخل بالفعل في مفاوضات مع
الاتحاد الأفريقي من أجل إذاعة مباريات البطولة على قناة "تايم سبورت
الأرضية"، مقابل مبالغ مالية يتم دفعها للشركة الفرنسية التي ستقوم بعملية
التصوير والنقل وبيع إشارة البث للشبكات الراغبة في ذلك.
ويضيف محسن أن الاتحاد
الأفريقي استخدم اللائحة التي تمنح الدولة المضيفة للبطولة إذاعة مباريات فريقها
في كل الأدوار، ومباراتي الافتتاح والنهائي على البث الأرضي وليس الفضائي، ولكن
الحكومة المصرية تضغط باتجاه إذاعة كل المباريات، لتحقيق مكاسب على حساب قناة
"
بن سبورت" القطرية، صاحبة حقوق البث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في
إطار الصراع المصري القطري.
ويشير الناقد الرياضي المختص
بأخبار اتحاد الكرة المصري، إلى أن الاتحاد المصري حصل على وعد من رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد
أحمد، بتسهيل عملية إذاعة مباريات البطولة على الشبكة الأرضية خلال المفاوضات التي
جرت بين الطرفين؛ لإقناع مصر باستضافة البطولة بعد سحبها من الكاميرون.
وحسب تأكيد محسن، فإن المسؤولين
بمصر أعلنوا بعد فوزهم بتنظيم البطولة أن التلفزيون المصري سوف يذيع كل مباريات
البطولة، إلا أن الاتحاد الأفريقي فاجأهم في شهر نيسان/ أبريل الماضي، ببيان رسمي
أعلن فيه أسماء الشبكات والقنوات الناقلة للبطولة بالقارة الأفريقية وباقي قارات
العالم، وفيما يتعلق بمصر، أكد البيان أن المفاوضات جارية لتحديد عدد المباريات
التي سيتم نقلها على الشبكة الأرضية.
"أهداف سياسية"
ويتفق الناقد الرياضي محمود
حلمي، في حديثه لـ"
عربي21"، مع أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين
المصريين لها أهداف سياسية في المقام الأول، وأن التحرك المصري يأتي في إطار
المكايدة مع دولة قطر وشبكة "بن سبورت"، موضحا أن المجلس الأعلى
للإعلام سبق أن أعلن قبل مونديال روسيا الصيف الماضي أنه سيقوم بنقل 24 مباراة
على التلفزيون الأرضي، ومن بينها مباريات مصر في الأدوار الأولى للمونديال.
ويضيف حلمي قائلا:
"التلفزيون المصري بعد أن جهز استوديو تحليلي وقبل بدء مباراة الافتتاح بين
السعودية وروسيا بأقل من دقيقة، أوقف البث كاملا بما فيها الاستوديو التحليلي، بعد
تلقي اتحاد الكرة تحذيرات صارمة من الفيفا، بتعرض مصر لعقوبات في حال أصرت على تجاوز
حقوق البث الممنوحة من الاتحاد الدولي للشبكة القطرية".
ويشير الناقد الرياضي إلى أن
الوضع في البطولة الأفريقية مختلف بالتأكيد عن كأس العالم، باعتبار أن مصر هي
الدولة المنظمة للبطولة القارية، ولكن ما جرى في البطولة الأفريقية عام 2006، ثم
كأس العالم للشباب في 2009 بمصر، يضع تصريحات المسؤولين المصريين محل شك، حيث لم
يسمح لمصر في البطولتين إلا بنقل مباريات المنتخب المصري، ومباراتي الافتتاح
والنهائي.
ويحذر حلمي من استغلال حرص
الجماهير المصرية على متابعة البطولة لتحقيق مكاسب اقتصادية، مشيرا إلى أن الهيئة
العامة للإعلام أعلنت أنها سوف تقوم بطرح أجهزة خاصة لاستقبال البث الرقمي للقنوات
الأرضية، وأنه جرى التعاقد بالفعل مع إحدى الجهات المعنية لاستيراد أجهزة استقبال
أشبه بالريسيفر، لإتاحة بث القنوات الأرضية بجودة جيدة تساعد في مشاهدة
المباريات.
ويوضح حلمي أن هذه الإجراءات
المتداخلة من الأجهزة المصرية، سواء بإطلاق قناة أرضية خاصة للبطولة، ثم الإعلان
عن طرح أجهزة الاستقبال بمقابل مادي، يثير الشكوك والتساؤلات عن النوايا الحقيقية
للمسؤولين المصريين، واستغلال شغف الجماهير لمتابعة البطولة التي تقام على
أراضيهم.