هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حول قدر من البطاطس المطهوّ للتو، يتزاحم العشرات من الأطفال والنسوة وكبار السن، كل واحد منهم يحمل إناء بيده، يمده لذاك الشاب اليافع، الذي يمسك بمغرفة يحرك بها الطعام، ويضع لهم في كل إناء، ما مقداره صحن واحد.
وقبيل أذان المغرب بحوالي ساعتين أو أقل بقليل، تصل مركبات
محملة بأوعية كبيرة (قدور)، ممتلئة بالطعام، إلى "تكية إغاثة فقراء غزة"،
بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، والتي تستهدف الأحياء العشوائية والريفية الفقيرة.
ويكشف مشهد تهافت الناس بشكلٍ كبير، على الحصول على الطعام،
نسبة العوز التي ترتفع يوما بعد يوم في قطاع غزة، المحاصر منذ أكثر من 12 عاما.
وقال المشرف على التكية خالد شيخ العيد (50 عاما)، إنها
تعمل في شهر رمضان، للعام الثالث على التوالي.
وأضاف لوكالة الأناضول أنه "للعام الثالث نقوم بشكلٍ
تطوعي، على افتتاح تكية طيلة أيام شهر رمضان، لإطعام الأسر المعوزة، في ظل الضيق والفقر
والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ نحو 12 عاما".
اقرأ أيضا: تكية رفح.. مبادرة لتوفير وجبات إفطار لأسر فقيرة بغزة
وأردف شيخ العيد قائلا: "نحاول من خلال هذا العمل المساهمة
لو بشيء قليل، في التخفيف من المعاناة القائمة، والتخفيف عن كاهل أهل غزة المكلومين، الذين يتعرضون لعدوان دائم من الاحتلال الإسرائيلي، عدا الحصار المُطبق، وما ترتب عليه
من تداعيات على كافة مناحي الحياة".
وتابع: "الناس هنا يحتاجون للغذاء، والدواء، والملابس،
والحياة الكريمة؛ وبالتالي فنحن نحاول من خلال التكية الرمضانية أن نقدم وجها من وجوه
عمل الخير، عبر تقديم وجبة الإفطار والسحور يوميا لتلك الأسرة، التي تشتهي تلك المأكولات،
ومنها: البازلاء، الفاصوليا، البطاطس، اليقطين، الأرز باللحم، الكفتة، وأكلات شهيرة
أخرى".
وأشار شيخ العيد، إلى أنهم يعملون بجهد تطوعي دون مقابل،
ويوزعون يوميا الطعام على نحو 400 أسرة، لافتا إلى أن ممولي التكية هم من
"فاعلي الخير في الخارج والداخل".
أما خالد الملالحة (37 عاما)، الذي يعتبر واحدا من سكان
الأحياء المهمشة برفح، فيقول أثناء انشغاله بمساعدة الناس في تعبئة أوانيها بالطعام:
"هذا عمل خيري مميز، ويستهدف منطقة مهمشة شمال رفح"، موضحا أن "سكان المنطقة بدوا سعداء بالمشروع وجودة ونوعية
الطعام".
وأضاف الملالحة لوكالة الأناضول أن "البعض منهم
ربما تمضي عليه فترات طويلة لا يستطع شراء بعض المأكولات التي تقدم من خلال التكية،
لسوء الوضع المادي"؛ مشيرا إلى أن "الناس يتمنون أن تبقى التكية طوال العام، وهذا يعكس
حاجتهم له".
وارتفعت نسبة البطالة في غزة في الوقت الحالي، إلى نحو
52 بالمئة، وتخطت نسبة الفقر الـ80 بالمائة، حسب كل من المركز الفلسطيني للإحصاء (حكومي)،
واللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة (غير حكومية).
ووفقا لتقرير أصدره برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم
المتحدة، 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، فإن نحو 70 بالمئة من سكان غزة يعانون من
انعدام الأمن الغذائي.