هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
احتشد آلاف الجزائريين اليوم الجمعة بوسط العاصمة وميادين أخرى، للمشاركة في تظاهرات جمعة جديدة، دعت لها حراكات شبابية
للمطالبة برحيل ما يسمونه بقايا نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وذكر تلفزيون النهار
الجزائري أن المتظاهرين وصلوا إلى ساحة البريد المركزي في الجزائر العاصمة
لـ"المشاركة في الحراك الشعبي ضد النظام"، مضيفا أنهم توقفوا "دقيقة
صمت ترحما على الشهداء".
ولفتت صحيفة الخبر إنه "لأول مرة منذ بداية الحراك الشعبي لم تشهد العاصمة إنزالا أمنيا وكانت مصالح الأمن غائبة تماما صبيحة اليوم في ساحة أول ماي فيما لوحظ تواجد مكثف لأعوان الشرطة بالزي المدني".
ولفتت إلى أن المظاهرات اليوم كانت تحت عنوان "جمعة
الصمود للتأكيد على أن المطالب لم تتحقق كلية".
وغصت شوارع عدة حول ساحة البريد المركزي بالمحتجين الذين هتفوا "قايد ارحل، بدوي ارحل، بن صالح ارحل" في اشارة الى قائد أركان الجيش احمد قايد صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي والرئيس بالوكالة عبد القادر بن صالح.
ليست ثكنة
وكانت التعبئة قوية ومستقرة في وهران وقسنطينية وعنابة ثاني وثالث ورابع أكبر مدن البلاد وكذلك في تيزي اوزو في منطقة القبايل (شمال) بحسب جامعيين وصحافيين في المكان.
وبحسب موقع "كل شيء عن الجزائر" وشبكات التواصل الاجتماعي، سجلت أيضا تظاهرات مهمة في بجاية والبويرة (القبايل) وبرج بو عريريج وسطيف والمسيلة وباتانة وسعيدة وام البواقي وسيدي بلعباس وتيارت وريليزان ومستغانم وتلمسان والمدية.
ولاول مرة منذ شهر لم ينقل التلفزيون الحكومي مشاهد مباشرة من التظاهرات في البلاد.
وكان رئيس أركان الجيش الفريق احمد قايد صالح اعتبر لفترة حليفا لحركة الاحتجاج وذلك بعد تخليه عن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ما دفعه للاستقالة بعد عشرين عاما في الحكم.
غير انه كان اليوم كما يوم الجمعة الماضي موضع استهداف بشكل خاص من المتظاهرين الذين هتفوا الجزائر "جمهورية ماهيش (ليست) ثكنة" و"الجيش جيشنا والقايد خاننا".
وترفض حركة الاحتجاج ان تنظم الانتخابات شخصيات من الجهاز الذي تركه بوتفليقة والذي يجسده خصوصا بن صالح وبدوي وقايد صالح الذين كانوا لسنوات مخلصين لرئيس الدولة حتى استقالته.
صراع أجنحة
وقال سمير عسلة (58 عاما) الذي كان يحتمي من الشمس بظل شجرة في انتظار بدء التظاهرة "الطقس حار جدا، من الصعب السير عندما لا يمكنك أن تشرب الماء".
أما بية (41 عاما) فقالت إنها قدمت مع ابنتيها رغم "خشيتها ان لا يأتي الناس للتظاهر بسبب الحرارة ورمضان".
وبعد توقيف العديد من رجال الاعمال والاثرياء كان توقيف سعيد بوتفليقة الذي كان نافذا جدا حتى استقالة شقيقه، موضع ترحيب المحتجين.
ويرى الكثير من الجزائريين ان سعيد بوتفليقة كان له دور في جهود ابقاء شقيقه بأي ثمن في الحكم، رغم الجلطة الدماغية التي تعرض لها في 2013.
كما تم حبس اثنين من كبار قادة جهاز المخابرات الفريق محمد مدين المكنى "توفيق" وعثمان طرطاق المكنى "بشير". واتهما مع سعيد بوتفليقة بالاساءة الى سلطة الدولة والجيش.
رغم ان المتظاهرين تلقوا بارتياح هذه الانباء، لكن انطباعا تكون لديهم أن هذه الاعتقالات التي يرى فيها الكثيرون بصمات قايد صالح، تشكل خصوصا فرصة لعملية تطهير في هرم السلطة في اطار صراع أجنحة داخل النظام.
كما رأت منظمات تنشط ضمن الاحتجاج في توقيف لويزة حنون الامينة العامة لحزب العمال (تروتسكي-11 نائبا) الخميس، محاولة لفرض العملية الانتقالية الدستورية الجارية "بالقوة".
اقرا أيضا : رغم الرفض الشعبي الكبير.. ابن صالح يتمسك برئاسيات 4 يوليو
إلى ذلك علق رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، على توقف الجنرال توفيق وطرطاق والسعيد بوتفليقة بالقول إن ذلك كان منتظرا.
وقال مقري في تصريح لقناة "البلاد" الجزائرية، أنه بعد تصريحات قائد الأركان التي ذكر فيھا رئيس دائرة الاستعلام والأمن السابق كان يعني المتابعة القضائية، مضيفا أن التھم الموجھة إليه خطيرة وتستدعي المسائلة القضائية.
وبخصوص سجن الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، قال رئيس "حمس" إنه لا يمتلك المعطيات
الخاصة بملفھا، لكنه أكد أن رؤساء الأحزاب السياسية ليسوا فوق القانون، وإن كانت ھناك قضايا يذكر
فيھا اسمھم فطبيعي أن يتم استدعائھم.