هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصفت دمشق تنظيم قوات "قسد" الكردية، المدعومة من واشنطن وباريس، مؤتمرا للعشائر بمدينة عين عيسى (شمال البلاد) بـ"الخيانة".
و بحسب ما أوردته وكالة سانا الرسمية التابعة للنظام، فقد هاجم القائد العام لقوات "سوريا الديمقراطية"، مظلوم عبدي، خلال المؤتمر، الذي عقد أمس الجمعة، أسلوب "المصالحات" الذي تقترحه دمشق من أجل تحديد مصير مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، مبديا في الوقت ذاته استعداده للحوار مع الحكومة السورية".
وقال المصدر المسؤول في وزارة الخارجية السورية لوكالة سانا، إن المؤتمر الذي انعقد في منطقة "تسيطر عليها مليشيات مسلحة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى (...) مني بالفشل بعد مقاطعة معظم العشائر العربية الأصيلة له"، واصفا بالمؤتمر بأنه "التقاء العمالة والخيانة والارتهان".
وأضاف المصدر أن "مثل هذه التجمعات تجسّد بشكل لا يقبل الشك خيانة منظميها، مهما حملوا من انتماءات سياسية أو إثنية أو عرقية".
وكانت مصادر خاصة كشفت لـ"عربي21" عن جهود تبذلها فرنسا للتقريب في وجهات النظر بين قطبي السياسة الكردية في سوريا "حزب الاتحاد الديمقراطي" و"المجلس الوطني الكردي".
وأوضحت حينها أن وفدا من "الوطني الكردي" زار باريس قبل أيام، وذلك بالتزامن مع زيارة كان يجريها وفد من قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
اقرأ أيضا: تفاهم تركي أمريكي لإبعاد الوحدات الكردية عن حدود تركيا
وبحسب المصادر، فإن باريس تعمل على إتمام اتفاق كردي- كردي، يبحث في تشكيل إدارة مشتركة لمناطق شرق الفرات، وذلك لقطع الطريق على أي تدخل تركي في المنطقة، وذلك عبر العمل على إقناع "الوطني الكردي" بتغيير موقفه القريب من تركيا.
وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا منذ العام 2012، بعدما ظلوا لعقود مهمشين، مقابل تقلّص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية، وبعد تمكنهم لاحقا من طرد تنظيم الدولة من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا.
وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي القامشلي والحسكة، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية لا تعترف بها دمشق.
اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": جهود فرنسية لعقد اتفاق بين أكراد سوريا
وأكد عبدي، الجمعة، الاستعداد "للحوار مع النظام السوري"؛ للتوصل إلى "حل شامل". وشدد على انه لا يمكن بلوغ أي "حل حقيقي" من "دون الاعتراف بحقوق الأكراد كاملة ".
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد وضع قوات سوريا الديمقراطية أمام خيارين؛ "إما اتفاقات مصالحة أو الحل العسكري".
وأبرمت دمشق خلال السنوات الماضية، وإثر عمليات عسكرية، اتفاقات تطلق عليها تسمية "مصالحات" في مناطق كانت تسيطر عليها فصائل معارضة.
وتنص هذه الاتفاقات على إجلاء رافضي التسويات إلى مناطق خارج سيطرة قوات النظام، على أن تعود كافة مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية إليها.
ويصف معارضون للنظام هذه الاتفاقات بـ"التهجير القسري". وتحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون عن قيام قوات النظام بحملات اعتقال لمدنيين ومقاتلين بقوا في مناطقهم رغم موافقتهم على التسويات.