صحافة دولية

BBC: هل أصبح السودان الساحة الجديدة للنزاع الإقليمي؟

بي بي سي: هناك مخاوف من أن يتحول السودان إلى ساحة نزاع إقليمي جديدة- جيتي
بي بي سي: هناك مخاوف من أن يتحول السودان إلى ساحة نزاع إقليمي جديدة- جيتي

نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مقالا للمحرر الدبلوماسي جوناثان ماركوس، يتساءل فيه عن ما إذا كان السودان سيتحول إلى ساحة نزاع إقليمية جديدة.

ويقول ماركوس في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "المنطقة دخلت مرحلة تغير جذري من اندلاع ما أطلق عليه الربيع العربي قبل ثماني سنوات".

ويشير الكاتب إلى أن "الحكم الديكتاتوري ظل في بعض الدول كما هو، دون أن يتعرض لخطر، وعاد في دول أخرى بسرعة، كما في مصر، فيما كانت عودته في سوريا بطيئة وبشكل جزئي، وتسببت التدخلات الخارجية في الحالة السورية بالفوضى وسفك الدم". 

ويلفت ماركوس إلى أن هناك مخاوف من أن يتحول السودان إلى ساحة نزاع إقليمي جديدة، بعد نجاح المحتجين بالإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير، منوها إلى أن هذا الكلام لا يشير إلى مضي السودان بالطريقة الفصائلية والنزاع الطائفي المر الذي أصاب سوريا. 

ويجد الكاتب أن "الخوف على السودان نابع من أن القوى التي تتنافس على تشكيل صورة الشرق الأوسط هي ذاتها التي تؤدي دورا فيه، خاصة الدور المتنامي للسعودية مع حلفائها في دول الخليج، التي تشن معركة متعددة الجبهات للحصول على التأثير ضد قطر وتركيا على وجه الخصوص". 

ويرى ماركوس أن "التنافس الإقليمي واضح، وسهله غياب الحضور الأمريكي القوي في المنطقة، وتقلص الدور الدبلوماسي الأمريكي بسبب روسيا، التي استغلت وجودها في سوريا وسيلة لإعادة تأكيد نفسها على الطاولة الدبلوماسية في الشرق الأوسط". 

 

ويعتقد الكاتب أن "السعوديين استغلوا، إلى حد كبير، المبادرة الدبلوماسية وسيطروا عليها، وخصصوا مع الإماراتيين مساعدات مالية لتوفير الدواء والوقود والطعام، وتوفير المال لدعم العملة السودانية، التي تراجعت قيمتها بسبب التضخم، وعقدت الإمارات محادثات مع عدد من الجماعات المسلحة حول مستقبل الترتيبات السياسية". 

وينوه ماركوس إلى أن مصر، حليفة الرياض، أدت دورا في استعراض العضلات الدبلوماسية في الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يبدو فيه السعوديون قريبين من الجنرالات في البلاد، فإن قطر وتركيا تدعمان الإسلاميين هناك. 

ويقول الكاتب: "يجب الإشارة بوضوح إلى أن أيا من هذه القوى الخارجية ليس مهتما بالاستماع لأصوات المحتجين على الأرض، ولا حتى بناء حكم ديمقراطي في البلاد، ويريد كل طرف، ولأسباب خاصة به، رؤية استقرار في البلد، وما هو موجود بالفعل هو (ماركتان) من الاستبداد، تطمح كل منهما لدفع أنصارهما للتأثير على مستقبل الخرطوم". 

ويستدرك ماركوس بأن "السودان قرر تغيير تحالفاته في الماضي، فقد كان صديقا للثورة الإسلامية في إيران، لكن السعوديين نجحوا لاحقا في إقناع البشير في دعم التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، حلفاء إيران". 

ويجد الكاتب أنه "ليس غريبا انضمام قوات سودانية للحملة الإشكالية في اليمن، لكن السودان حصل على هدايا أخرى، ففي آذار/ مارس 2018، وقع السودان مع قطر وتركيا على عقود تطوير ميناء سواكن، الواقع على البحر الأحمر، وإمكانية بناء قاعدة بحرية تركية فيه".

ويفيد ماركوس بأن "قطر كانت هي المحطة الأولى للبشير بعد اندلاع التظاهرات في كانون الثاني/ يناير، إلا أنه يبدو الآن أن محور السعودية هو الصاعد". 

 

ويرى الكاتب أن "الوضع في السودان شبيه في أوضاع أخرى في المنطقة، وهو غياب اللاعبين المهمين، فالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي تقوم بجهود لكن بدرجة محدودة".

ويقول ماركوس: "أما أمريكا دونالد ترامب، فهي ببساطة ليست مهتمة بالسودان، فإدارته تريد تخفيض حضورها الدبلوماسي، وليست مهتمة بالمنطقة بشكل عام، وأطلقت الإشارة تلو الأخرى بالرغبة بفك علاقتها مع المنطقة". 

ويستدرك الكاتب بأنه "رغم وجود قوات أمريكية في سوريا، لكن واشنطن ليست المحرك الرئيسي في عمليات تشكيل مستقبل المنطقة، فيما يرى معلقون أن غياب الاهتمام الأمريكي بالسودان يعد فرصة ضائعة يقود فيها الأمريكيون الجهود الدبلوماسية لتشكيل وجهة المستقبل في السودان". 

ويختم ماركوس مقاله بالقول إن "الموقف الأمريكي الصامت قائم على حسابات أخرى، فترامب لا يريد أن يتصادم مع مصالح حليفته السعودية".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)