هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار قصف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، للعاصمة الليبية طرابلس بالطيران الحربي، وإسقاط قتلى مدنيين، تساؤلات حول مصدر هذه الطائرات، وطرق وصولها لحفتر، على الرغم من أن الحكومة لاتملك أي طيران، وما إذا كانت المعادلة ستتغير بعد هذا التطور في المواجهة.
وشنت طائرات حربية عدة غارات على طرابلس أسفرت عن مقتل ما يقرب من خمسة مدنيين وجرح العشرات، في حين قالت قوات حفتر إنها استهدفت معسكرات للقوات التابعة لحكومة الوفاق".
"طيران أجنبي"
من جهتها، أكدت حكومة الوفاق الليبية أن "الغارات التي تمت مساء أمس السبت تمت بطيران أجنبي يستعين به "حفتر" لقصف المدنيين والعزل بالعاصمة، محملة "مجلس الأمن والبعثة الأممية لدى ليبيا مسؤولية سكوتهم وتهاونهم تجاه ما يقوم به "حفتر".
وطالب بيان للحكومة، وصل "عربي21"، نسخة منه "المجتمع الدولي بضرورة "كشف حقيقة الطائرات التي تدعم حفتر في عدوانه على طرابلس، واصفة ما حدث بأنه "جريمة حرب" تضاف إلى سلسلة جرائم الحرب المرتكبة من بداية العدوان وتؤكد الحكومة بأنها مستمرة في تطهير المدن من قوات حفتر"، وفق البيان.
في المقابل، يؤكد الناطق باسم قوات حفتر، أحمد المسماري أن "قواتهم تستهدف فقط معسكرات لمسلحين، وأنها استطاعت تدمير قوة القوات التي تواجهها في طرابلس (قوات الحكومة)، بحسب زعمه.
وبعد القصف بالطيران الحربي، يأتي التساؤلا: من أين حصل حفتر على هذه الطائرات؟ ولماذا تقف حكومة الوفاق مكتوفة الأيدي تجاه هذه الغارات؟
"طيران إماراتي"
من جانبه، أكد عضو المكتب الإعلامي للمنطقة العسكرية الوسطى (حكومة)، محمد الشامي، أن "الطيران الحربي هو جزء من المعركة لكنها لن يحسمها، وأن "الدولة الليبية لاتملك طائرات دقيقة وأغلبها قديمة ومتهالكة نظرا للحظر الجوي على ليبيا بعد الثورة"، بحسب معلوماته.
اقرأ أيضا: "الوفاق الليبية" تندد بـ"سكوت وتهاون" مجلس الأمن مع حفتر
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "حفتر يملك قاعدة تسمى "الخروبة" يديها ضباط من المخابرات الإماراتية، وهي من تسير الطيران الحربي لحفتر لذا هو يستعمل طائرات إماراتية بدون طيار، ولعل رسو باخرة حربية فرنسية منذ يومين في ميناء يسيطر عليه الأخير هي من غيرت من كفاءة الطيران لديه".
وتابع: "هذا تطور كبير في معركة "غزو" طرابلس وتدخل سافر ضد سيادة الدولة الليبية، أما السلاح الجو التابع للحكومة فيقوم بجهود مضاعفة رغم قلة الإمكانيات مثل استهداف قواعد تابعة لحفتر كالوطية والجفرة وغريان، لكن أغلبها غير دقيق لضعف الطائرات وقدمها"، وفق قوله.
"لن تغير المعادلة"
وقالت الناشطة من الشرق الليبي، هدى الكوافي، إن "المشير حفتر" يعيد إلى ليبيا مشهد القصف الذي حدث في 2011 بقصف المعسكرات وأماكن أخرى داخل العاصمة، لكن لا أعتقد أنه بهذه التصرفات يمكنه تغيير المعادلة كون الكثيرين في الغرب الليبي يرفضون العودة لحكم عسكري، ناهيك عن تراجع قواته على الأرض".
اقرأ أيضا: حكومة الوفاق: هذه حصيلة قتلى طرابلس ودول عربية شاركت بالقصف
وأضافت: "لا أظن أن عجز حكومة الوفاق سيطول برغم أنها تستخدم سلاح الجو في بعض الأوقات لدعم المعركة على الأرض، وبخصوص القصف نفسه أظنه طيران أجنبي فعلا كون القصف تم ليلا واستهدف أماكن ومعسكرات فعلا، وهذا يؤكد وجود أياد عربية وأجنبية في المعركة"، وفق تقديراتها.
"طيران حكومي قوي"
وبدوره، رأى رئيس منظمة "ليبيا للإعلام"، نبيل السوكني أن "حفتر لايملك قوة الآن على الأرض وقواته في تقهقر وهزيمة يوميا، لذا لا أظن أن هذا القصف الجوي سينهي المعركة لصالحه أو يغير اللعبة، وبخصوص هوية الطيران فهي معروفة ولم تعد سرا، هو طيران إماراتي بامتياز".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" من طرابلس أن "قوة السلاح الجوي التابع للحكومة لا تزال قائمة وسبق أن كبدت "ميليشيات" حفتر خسائر كبيرة في العتاد والأفراد، أما المجتمع الدولي فلم يعد أحد يثق فيه الآن إلا أن يغير منهجه في التعاطي مع ما يحدث من عدوان على عاصمة البلاد"، بحسب كلامه.