هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تجاهلت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، مخاوف أسواق النفط الدولية من تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم تمديد الإعفاءات التي تتيح لبعض مستوردي النفط الإيراني مواصلة شراء النفط الإيراني، وانعكاساتها على الإمدادات العالمية.
وانخفضت، أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بنحو 0.4 بالمئة، حيث بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 74.24 دولار للبرميل، منخفضة 27 سنتا، مقارنة مع سعر الإغلاق السابق.
وسجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 66.05 دولار للبرميل منخفضة 25 سنتا أو 0.4 بالمئة مقارنة مع التسوية السابقة.
وأثار إعلان الولايات المتحدة، الإثنين الماضي، أنها ستُنهي جميع الاستثناءات من العقوبات المفروضة على إيران اعتبارا من مايو أيار، مخاوف من نقص الإمدادات في أسواق النفط العالمية، ما دفع أسعار الخام إلى الصعود لأعلى مستوى في ستة أشهر.
اقرأ أيضا: ترامب يشعل أسواق النفط.. هل تخضع الصين للقرار الأمريكي؟
واستبعد خبير النفط العالمي الدكتور ممدوح سلامة، في حديث سابق لـ "عربي21"، تأثير عدم تجديد الإعفاء الأمريكي لمشتري النفط الإيراني على أسواق النفط العالمية بشكل كبير في المستقبل أو على إمدادات النفط.
وقال إن الإعلان الأمريكي لم يكن متوقعا، موضحا أن الدلائل كلها كانت تشير إلى أن إدارة الرئيس ترامب كانت ستمدد هذه الإعفاءات.
وأشار إلى أن الدول التي كانت أعطيت إعفاء مثل الصين والهند والاتحاد الأوروبي وتركيا وكوريا الجنوبية واليابان كانت (باستثناء اليابان وكوريا الجنوبية) ستستمر بشراء النفط الإيراني سواء كانت هناك إعفاءات أو لم تكن.
وأرجع سلامة ارتفاع أسعار النفط في تعاملات الإثنين إلى نحو 3 بالمئة عقب الإعلان الأمريكي إلى عامل المفاجأة، قائلا: "ارتفاع الأسعار كانت نتيجة للمفاجأة وليس كأثر دائم على الأسعار، ولكن في المدى البعيد سنجد أن الأسعار ستستقر".
وتوقع سلامة أن يكون تأثير عدم تجديد الإعفاءات على ارتفاع أسعار النفط في المدى البعيد بسيطا جدا، إن لم تكن قد تبدأ الأسعار في الانخفاض، بحسب تعبيره مضيفا: "كما أن تأثيرها على إمدادات النفط في العالم شبه معدومة، لأن سوق النفط العالمي لم يصل بعد إلى مرحلة التوازن، وهناك تخمة صغيرة قد تقوم تمنع الأسعار من الارتفاع كثيرا".
وتابع خبير النفط العالمي قائلا: "إلغاء الإعفاءات الأمريكية لن يؤثر على صادرات إيران النفطية، والعقوبات الأمريكية ككل لن تؤدي إلى خسارة إيران ولو برميلا واحدا من صادراتها النفطية، ولذلك فإن قرار عدم تجديد الإعفاء الأمريكي لن يؤثر كثيرا على إيران ولا على كبار مشتري النفط الإيراني كالصين والهند اللتين ستستمران في شراء النفط الإيراني وبكميات كبيرة سواء كانت هناك إعفاءات أولا".
اقرأ أيضا: البيت الأبيض: لن نمدد لـ"إعفاءات عقوبات نفط إيران"
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات في نوفمبر/ تشرين الثاني على صادرات النفط الإيراني، بعد أن أعلن ترامب في مايو/ أيار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المُبرم في عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية. وبعد تجديد العقوبات، منحت واشنطن إعفاءات لثمانية مشترين كبار لمدة ستة أشهر، تنتهي في مايو/ أيار.
والدول التي حصلت على إعفاءات لاستيراد النفط الإيراني دون الوقوع تحت طائلة العقوبات الأمريكية هي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان.
وقالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية في تقرير ترجمته "عربي21" إن صادرات النفط الإيرانية لـ 5 دول من كبار مشتري النفط الإيراني بلغت خلال شهر مارس الماضي نحو مليون ونصف المليون برميل يوميا.
وجاءت الصين في مقدمة كبار مشتري النفط الإيراني بـ 613 ألف برميل يوميا، تلتها كوريا الجنوبية بـ 387 ألفا، والهند بـ 258 ألف برميل يوميا، واليابان بـ 108 آلاف، ثم تركيا بـ 97 ألف برميل يوميا.
وأكدت "بلومبرغ" أن الإعلان الأمريكي بشأن عدم تمديد الإعفاءات أزعج أسواق الطاقة وبخاصة كبار المستوردين مثل الصين والهند.
اقرأ أيضا: بالأرقام.. هذه أكبر 5 دول تستورد النفط من إيران (إنفوغراف)
وقبل إعادة فرض العقوبات، كانت إيران رابع أكبر منتج للنفط في أوبك بإنتاج نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا، لكن الصادرات في أبريل/ نيسان انكمشت إلى ما دون المليون برميل يوميا، وفقا لبيانات تتبع السفن وبيانات محللين من رفينيتيف.
وما زالت طهران تتحدى قرار واشنطن، إذ قالت إنها مستعدة لإنهاء الإعفاءات، في حين كرر الحرس الثوري تهديده بإغلاق مضيق هرمز وهو ممر رئيسي لشحن النفط في منطقة الخليج، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية.
وفي ظل انخفاض حاد مرجح لصادرات النفط الإيرانية في ظل انصياع معظم الدول للضغط الأمريكي، قال جولدمان ساكس وباركليز هذا الأسبوع، لرويترز، إن من المتوقع أن تشهد أسواق الخام العالمية شحا في الأمد القصير.
وعلى الرغم من شح السوق الفورية، يقول المحللون إن أسواق النفط العالمية مازالت تتلقى إمدادات كافية بفضل وفرة الطاقة الإنتاجية الفائضة من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تهيمن عليها دول من الشرق الأوسط، فضلا عن إنتاج روسيا والولايات المتحدة نفسها.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في بيان أمس الثلاثاء إن الأسواق تتلقى إمدادات كافية وإن الطاقة الفائضة تظل عند مستويات مريحة.