نشرت صحيفة "
ميرور" البريطانية خبرا، أشارت
فيه إلى أن دراسة كشفت بأن تعاطي المراهقين للقنب يمكن أن يزيد احتمالية تعرضهم
للاكتئاب في سن الشباب، إضافة لزيادة احتمالية محاولتهم الانتحار مقارنة بمن لم
يتعاطون هذه المادة المخدرة.
ولفتت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة أكسفورد
البريطانية إلى أن المراهقين الذين يتعاطون
القنب هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب،
وأيضا يمكن أن يكونوا معرضين لمحاولة الانتحار أكثر بثلاث مرات من الذين لم
يتعاطوا القنب، إضافة إلى أنه يمكن ربط واحدة من 14 حالة
اكتئاب لدى الشباب بتعاطي
الحشيش في سن المراهقة.
وقالت الصحيفة إن حوالي واحدا من بين كل 13 طفلا تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عاما يتعاطون الحشيش،
ويصل عددهم إلى واحد من بين كل ستة شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عاما.
وذكرت بأنه منذ فترة طويلة تم الربط بين المكون
الكيميائي النشط في القنب "THC" وبين الأذى الذي يمكن أن
يسببه للدماغ عند الشباب في مرحلة حاسمة من التطور والنمو.
كما تم ربط المخدرات بزيادة خطر
الإصابة بالذهان عند المتعاطين بخمس مرات أكثر من غير المتعاطين، ولكن لم يتم إثبات
وجود علاقة بالاكتئاب من قبل، إلا هذه الدراسة وهي الأولى من نوعها وجدت هذه العلاقة
بين تعاطي القنب وبين الإصابة بالاكتئاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الباحثين حللوا 11 دراسة نظرت في بيانات عن 23000 شخص.
ووجدوا أن أولئك الذين تعاطوا القنب قبل سن 18 كانوا أكثر عرضة بنسبة 37% للإصابة
بالاكتئاب في سن 32 من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، وكانوا أيضا يلجؤون لمحاولة
الانتحار أكثر بثلاث مرات من غيرهم.
وقال "أندريا سيبرياني"، وهو أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ مشارك في
قسم الطبي النفسي بجامعة أكسفورد: "قد يكون هناك تأثير بيولوجي للقنب خاصة بالنسبة
للمراهقين، أيضا مع بعض العواقب النفسية والسلوكية التي قد تكون مدمرة، لهذا يجب أن
يكون الشباب على دراية بالمخاطر".
في المقابل، قالت الصحيفة إن ما يسمون أنصار القنب يزعمون أن هؤلاء
الشباب معرضون بالفعل للإصابة بالاكتئاب قبل تعاطيهم القنب، وهذا ما يدفعهم
للجوء إليه وليس العكس، ومع ذلك يجب أن يكونوا على دراية بمخاطره، بحسب قولهم.
من جهته، أكد اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان الدكتور أحمد يوسف عبد
الخالق صحة نتائج هذه الدراسة، موضحا أنه "من الناحية العلمية هناك أثر نفسي
سلبي "للقنب" الحشيش".
وقال عبد الخالق لـ"
عربي21": "لفهم التأثير النفسي للحشيش
يجب معرفة أن الشباب المتعاطين يقسمون لفئتين، أفراد الفئة الأولى يكون تعاطيهم
نتيجة لمرض نفسي، وبالتالي تؤدي هذه المادة بالمتعاطي لإظهار هذا المرض
وزيادته".
وتابع: "أما أفراد الفئة الثانية فهم في الأصل أصحاء نفسيا وبدنيا،
ولكنهم يبدؤون في تعاطي المواد المخدرة مثل الحشيش، وهذا النوع تحديدا يحوي مادة
مثبطة للجهاز العصبي، وبالتالي تزيد عندهم فرص الإصابة بالاكتئاب".
وأشار إلى أن "متعاطي الحشيش "القنب" بشكل عام يلجأ إلى العزلة، ولا يحب الاختلاط بأحد، ويخلق أجواءه الخاصة بعيدا عن الناس، وكل ذلك بسبب هذه المادة، وبسبب تثبيطها للجهاز العصبي، وبالتالي يصاب بالاكتئاب".
وحول الفرق في درجة التأثير النفسي السلبي بين مادة مخدرة وأخرى، قال
اختصاصي الطب النفسي: "هناك فرق في الأثر النفسي بين الحبوب المخدرة وبين
البودرة، فمثلا هناك مواد مثل الكبتاجون تؤدي لإصابة الشخص بحالة ذهانية، بينما
مادة الجوكر نتيجة لخلطها بأكثر من مادة مخدرة، يكون الأثر النفسي لها شديد الخطورة".
وأردف: "تختلف درجة حدة الأثر النفسي، فهناك حالات تستدعي دخول المستشفى، وأخرى يمكن علاجها في المنزل وبمساعدة الأهل، ولكن هناك حالات تؤدي للإصابة بمرض نفسي
مزمن، مثلا مادة أمفيتامين يمكن أن يصاب متعاطيها بحالة نسيمها ذهان، ويمكن أن
تتطور الحالة لانفصام عقلي، وأحيانا الحشيش يؤدي للإصابة باكتئاب مزمن".
وختم حديثه بالقول: "الإدمان على المواد المخدرة بشكل عام يؤدي لإصابة
المتعاطي بمرض نفسي، بغض النظر عن نوع المادة المخدرة".