هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عندما تناهى إلى الأسماع، وثورة الشعب السوداني ضد دكتاتورية عمر البشير مستعرة الأوار، أن ضابطا يحمل اسم عبد الفتاح البرهان مرشح لقيادة البلاد في المرحلة الانتقالية، كتب مصري في تويتر: عبد الفتاح عندكو برضو؟ راحت عليكم يا ثوار.
في مساء الخميس الماضي شهدت الخرطوم حشودا غير مسبوقة في ميدان الاعتصام، قبالة القيادة العامة للقوات المسلحة، بمناسبة مرور أسبوع على عزل البشير، ولكن هذه المرة للمطالبة برحيل الجنرالات الذين يريدون شغل كرسي البشير لعامين، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
سوء ظن بالعسكر
والأمر لا يتعلق بالشك في وطنية البرهان، بقدر ما هو سوء ظن بالعسكر عموما، وتوجس من استنساخ التجربة المصرية، وتكرار أخطاء ثورة 25 كانون الثاني/ يناير المصرية، عندما رفع الثوار اعتصامهم في ميدان التحرير في القاهرة، بحسبان أن المجلس العسكري الانتقالي بقيادة المشير حسين طنطاوي، سيدير دفة التغيير المنشود وصولا إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة تأتي بحكومة يرتضيها المواطنون.. (راجع عدد 23 كانون الأول/ يناير 2018 من عربي21 لمعرفة تفاصيل التكتيكات العسكرية في مصر للالتفاف على الحكم المدني وإسقاطه ثم عسكرته، بدءا بـإقالة طنطاوي وانتهاء بصعود الفريق عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع ثم...).
لا يعرف التاريخ حكما عسكريا احترم حقوق الانسان، أو حقق لبلد ما قدرا من الرفاه،
يهتدي بالسيناريو المصري
ما يشي بأن المجلس العسكري الانتقالي في السودان يهتدي بالسيناريو المصري السيساوي، هو انقلابه على رئيسه الأول الجنرال عوض بن عوف، الذي كان النائب الأول للرئيس البشير، ووافق زملاءه على استحسان الانقلاب على البشير، ثم إحالته إلى التقاعد، ثم تصعيد عبد الفتاح البرهان لرئاسة المجلس الذي هو الجسم الممثل لرئاسة الدولة.
ما يشكك في نوايا عسكر السودان في حقبة ما بعد البشير، هو أنهم يريدون البقاء في السلطة لعامين، بينما هم يزعمون أنهم انحازوا للثوار ويريدون تشكيل حكومة مدنية، ولا يرون غضاضة في أن تحمل الحكومة المرتقبة صفة المدنية، بينما رأسها الذي بيده الحل والربط عسكري، مما يشي أيضا بأنهم لا يثقون بقدرة المدنيين على إدارة البلاد خلال فترة انتقالية، وإذا كان الأمر كذلك، فالمدنيون لا يصلحون أيضا لقيادة البلاد بعد فترة الانتقال، وبالتالي فمبرر استمرار العسكر في السلطة "جاهز"، وإن لم يكن قد أعلن صراحة لأنه أمر سابق لأوانه.
ما يشكك في نوايا عسكر السودان في حقبة ما بعد البشير، هو أنهم يريدون البقاء في السلطة لعامين، بينما هم يزعمون أنهم انحازوا للثوار