هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ظل تواصل اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الصيادين بغزة، أكدت حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي، أن الاحتلال أمام "اختبار حقيقي"، والمقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي، أمام جرائمه المستمرة بحق شعبنا.
معدات ممنوعة
ورغم دخول تفاهمات تثبيت وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية بغزة والاحتلال حيز التنفيذ عبر الوسيط المصري، إلا أن اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين تتواصل سواء داخل البحر ضد الصيادين، أو شرق القطاع ضد المزارعين.
وأكد نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش، أن "ممارسات بحرية الاحتلال العدوانية، تتواصل بشكل يومي ضد الصيادين خلال عملهم في المناطق المسموح فيها بالصيد".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن الاعتداءات تشمل؛ إطلاق الرصاص الحي والمطاطي وضخ المياه العادمة والاعتقالات ومصادرة أو تدمير مراكب الصيادين، منوها إلى أن هذه الاعتداءات تتركز في المناطق الحدودية؛ سواء في الشمال أو الجنوب أو الغرب.
وبشأن المساحة المسموح بها للصيد من قبل بحرية الاحتلال فهي كما يلي؛ من الحدود الشمالية لقطاع غزة (إيرز) وحتى ميناء الصيادين بغزة؛ المساحة المسموح بها هي 6 أميال بحرية فقط، ومن ميناء الصيادين بغزة وحتى ما قبل مسافة 2.5 كم من الحدود المصرية المساحة المسموح بها هي 12 ميلا بحريا، أما المراكب الكبيرة فمن منطقة دير البلح وسط القطاع وحتى الحدود الجنوبية ذاتها مع مصر، مسموح لها الصيد في مساحة 15 ميلا بحريا، بحسب عياش.
اقرأ أيضا: صيادو غزة: توسعة مساحة الصيد لا تكفي لزيادة كميات الأسماك
وحول إمكانية الوصول لهذه المسافات في عمق البحري، ذكر أنه في بعض الأيام وصلت مراكب كبيرة لمسافة 15 ميلا، وفي أيام أخرى قام الطراد الإسرائيلي بإبعاد المراكب التي اقتربت من منطقة 12 ميلا بحريا، مؤكدا أن "مضايقات واعتداءات قوات الاحتلال على الصيادين لن تنقطع مع كل التفاهمات السابقة واللاحقة؛ فالاحتلال هو الاحتلال".
من جانبه، أوضح الصياد فؤاد العامودي من سكان خان يونس جنوب القطاع، أن "الحدود البحرية غير مستقيمة، وهي متعرجة مما يتسبب أحيانا بدخول الصياد في المناطق الممنوعة دون أن يعلم"، لافتا إلى أن "الصياد يعيش طول فترة عملة داخل البحر في رعب وخوف، خشية الاعتداء عليه أو اعتقاله أو تدمير مركبه من قبل بحرية الاحتلال".
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "معظم المراكب الكبيرة (لانشات الجر) المسموح لها بالصيد في مسافة 15 ميلا، غير مهيئة للصيد في هذه المسافة، لأنها تفتقد للكثير من المعدات نظرا لتوقفها لفترة طويلة بسبب الحصار"، مؤكدا أن "الاحتلال ما زال يمنع حتى اللحظة دخول هذه المعدات".
حماس والجهاد
وحول تجاوزات قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصيادين، أكدت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، أن "الاحتلال الإسرائيلي الآن في حالة من الاختبار، والمقاومة الفلسطينية وحركة حماس مع الفصائل، تتابع عن كثب مجريات ما يجري".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنه "سيتم التواصل مع الأشقاء المصريين، فيما يتعرض له الصيادون في عرض البحر"، منوها إلى أن "صيادي غزة يمارسون أعمالهم في مساحة الصيد المتفق عليها، التي وصلت في بعض المناطق إلى 15 ميلا".
وذكر القانوع، أن "الاحتلال يتعمد أن ينغص على شعبنا الفلسطيني وعلى أي أمر يتم إنجازه لصالح شعبنا"، مؤكدا أن "الاحتلال أمام اختبار حقيقي في ظل هذه التفاهمات".
اقرأ أيضا: إصابة صياد فلسطيني برصاص بحرية الاحتلال الإسرائيلي
وبشأن سير العمل بما تم التوصل إليه مع الاحتلال عبر مصر، نوه القانوع، إلى أن "التفاهمات التي تمت والتي يعتبر توسعة مساحة الصيد جزءا منها، لا زالت قائمة مع الاحتلال بالرعاية المصرية، كما أن الجهود الأممية مستمرة لتغطية عدد من المشاريع".
بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، على لسان القيادي أحمد المدلل، أن "العدو الصهيوني، عدو مجرم لا يعرف تفاهمات ولا اتفاقيات، وهو لا يعيش إلا على القتل والدماء".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "كل اعتداءات الاحتلال المستمرة في البحر والبر ضد أبناء الشعب الفلسطيني تحصيها المقاومة، وهناك تواصل مستمر مع الأخوة المصريين للضغط على العدو الصهيوني لوقف هذه الاعتداءات ضد شعبنا؛ سواء كانت في البحر أو البر قرب السياج الفاصل".
وشدد المدلل، على أن "المقاومة الفلسطينية لا يمكن لها أن تقف متفرجة أو مكتوفة الأيدي أمام تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المستمرة بحق شعبنا"، منوها إلى أن "المقاومة تتعامل مع العدو الصهيوني بحكمة بالغة، وتعرف كيف ترد على هذه الجرائم".
ونوه القيادي إلى أنه "لا بد من الضغط على العدو من أجل تنفيذ التفاهمات التي تم الاتفاق عليها"، محملا الاحتلال الإسرائيلي "مسؤولية أي تجاوز لهذه التفاهمات".