هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "الغارديان" إن عشرات من المرشحين العسكريين السعوديين تلقوا تدريبا في بريطانيا بعد التدخل السعودي في اليمن، الذي تسبب بكارثة إنسانية واسعة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أكثر من 40 تلميذا عسكريا، بمن فيهم أكثر من عشرة العام الماضي، تلقوا تدريباتهم في كلية ساند هيرست، ومدرسة سلاح الجو الملكي في كرانويل وكلية البحرية الملكية ومنذ عام 2015.
وتفيد الصحيفة بأنه تم الكشف عن هذه المعلومات بعد رفض وزارة الدفاع طلبا تقدمت به "الغارديان" للوزارة، إلا أن الصحيفة استأنفت وربحت الاستئناف.
ويستدرك التقرير بأن وزارة الدفاع رفضت الكشف عن حجم الأموال التي حصلت عليها من عقود التدريب؛ خشية استخدام هذه المعلومات من شركات ودول أخرى للتنافس مع بريطانيا لتدريب المرشحين العسكريين السعوديين.
وتلفت الصحيفة إلى أن الكشف عن هذه المعلومات جاء في وقت يتعرض فيه وزير الخارجية جيرمي هانت للنقد؛ بسبب ضغطه على ألمانيا لتخفيف حظر بيع الأسلحة للسعودية، مشيرة إلى أن قائد الحركة الحوثية في اليمن شجبه الشهر الماضي، قائلا إن بريطانيا لا يمكنها أن تكون عرابا نزيها للسلام في اليمن وتؤدي في الوقت ذاته دور بائع السلاح.
وبحسب التقرير، فإن غالبية المرشحين العسكريين، وعددهم حوالي 43، تلقوا تدريباتهم في الكلية البحرية الملكية في دارتموث، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تم التركيز فيه على أعمال القوات الجوية والبرية، فإن البحرية الملكية السعودية متهمة بقتل الصيادين اليمنيين الذين خاطروا بحياتهم وخرجوا إلى البحر.
وتذكر الصحيفة أن السفن السعودية قامت بشن غارات على مناطق في الوقت الذي قالت فيه لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة إن البحرية السعودية فاقمت من الأزمة الإنسانية، حيث قامت بفرض حصار على الموانئ اليمنية.
وينقل التقرير عن النائب العمالي لويد راسل-مويل، قوله إن تدريب بريطانيا لقوات سعودية هو "طرف كرة الجليد للتورط البريطاني في آلة الحرب السعودية التي تدمر الشعب اليمني".
وتقول الصحيفة: "تناقش الحكومة أن مساعدة السعودية في مواصلة جرائم الحرب تعني تحقيق الاستقرار في الخليج، وهو نقاش يخدم المصلحة الذاتية، ويعبر عن إفلاس أخلاقي، وأهم من هذا هو موقف خاطئ، للحصول على المال على حساب المعاناة الإنسانية".
ويورد التقرير نقلا عن الباحثة في "هيومان رايتس ووتش" بريانكا موتاباثي، قولها إن "هذه الكشوفات تؤكد مرة أخرى أن الجيش البريطاني يعمل مع السعوديين، ويزعم جيرمي هانت أن الحفاظ على العلاقات العسكرية وقراره المثير للجدل لتسليح الجيش السعودي يعني حفاظ بريطانيا على تأُثير في الحرب الكارثية التي يقودها التحالف السعودي، لكن لا يوجد أي دليل على أن هذا التأثير ساعد المدنيين".
وتضيف موتاباثي: "في الحقيقة تقوم منظمة (هيومان رايتس ووتش) بالتحقيق في الهجمات البحرية لقوات التحالف ضد المدنيين في البحر، بينهم الصيادون، وتأتي هذه الحوادث بعد الهجوم البشع عام 2017 على اللاجئين الذين كانوا يحاولون الهرب من اليمن بالقارب، وتم ضربهم في عملية مشتركة شاركت فيها مروحية وبارجة حربية، ما أدى إلى قتل 32 لاجئا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن بريطانيا باعت السعودية منذ بداية الحرب ما قيمته 5.7 مليار دولار من الأسلحة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)