هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "وايرد" الأمريكية في نسختها البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن وجود الآلاف من الألعاب ذات المحتوى الصادم والعنيف والمبتذل في متجر غوغل بلاي للتطبيقات في قسم الألعاب الموجهة للأطفال، وهو ما يعكس ضعف الرقابة على المحتوى الذي يقدمه المطوّرون في أكبر منصة تطبيقات للهواتف الذكية والألواح الرقمية في العالم.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن لعبة "ماد ماكس زومبي" -على سبيل المثال- تقدم محتوى دمويا عنيفا للغاية، على الرغم من تصنيفها في فئة ألعاب الأطفال، ما يعني إمكانية تحميلها دون تراخيص إضافية. وتمثل هذه اللعبة واحدة من العديد من الألعاب التي يفترض إما حذفها أو إعادة تصنيفها مع تراخيص أكثر صرامة.
الجدير بالذكر أن غوغل بلاي يمثل عملا تجاريا كبيرا لشركة غوغل. وعلى الرغم من صعوبة تحديد مقدار ما تحققه هذه الشركة من أرباح من خلال هذا المتجر، إلا أن إحصائيات تطبيق "سانسر تاور" توضح أن إيرادات الألعاب لأجهزة الأندرويد المحمولة أضافت أرباحا بقيمة 21.5 مليار دولار في سنة 2018.
وأوردت المجلة أن شركة أبل تعتمد سياسة صارمة لتصنيف الأعمار والموافقة على جميع التطبيقات. في المقابل، لا تستثمر غوغل أرباحها في بناء نظام رقابة فعال وصارم. في الواقع، لا يوجد تحكم كبير على الإطلاق في تقييمات الألعاب التي يمكن تنزيلها من قبل الأطفال من خلال متجر غوغل بلاي.
وفي جميع أنحاء أوروبا، يتم إصدار تصنيفات الألعاب من قبل نظام معلومات الألعاب الأوروبية (بي إي جي آي). لكن، عندما يتعلق الأمر بإدارة الآلاف من التطبيقات المقدّمة يوميا من قِبل المطورين، تعتمد عملية التصنيف على استبانة تم إنشاؤها وإدارتها بواسطة منظمة دولية للتصنيف العمري للألعاب الإلكترونية تدعى (أي آي أر سي). ومن خلال هذه العملية، يجدر بمطوري الألعاب أن يملؤوا الاستبانة دون كذب، لكن غوغل لا تتحقق أبدا من دقة التقييم المدرج على أي لعبة.
وأفادت المجلة بأن مهمة وكالات التصنيف العمري المحلية، من قبيل "بي إي جي آي"، تتمثل في مراقبة الدقة في المعلومات المقدمة باستخدام التقنيات التي تمنحهم إياها. وأفاد متحدث باسم "أي آي أر سي" بأنه "نظرا إلى العدد الكبير للألعاب والتطبيقات المنشورة، فإن هيئات التصنيف المشاركة غير قادرة على مراقبة كل إصدار على حدة". في المقابل، تتحقق هذه الهيئات في الغالب من التطبيقات الأكثر مبيعا فقط.
وأوضحت المجلة أن متجر تطبيقات أبل يستخدم أيضا استبانة لتصنيف التطبيقات حسب الفئات العمرية، ولكن على عكس غوغل بلاي، تستغرق عملية المراجعة التابعة لأبل يوما أو يومين عادة. وكذلك، يُطلب من المطورين تصنيف مدى تكرر المحتوى العنيف، بما في ذلك أنواع مختلفة من العنف والمقامرة والمحتوى الجنسي في تطبيقاتهم.
وفي الآونة الأخيرة، سارعت غوغل و"بي إي جي آي" إما لإزالة التطبيقات المثيرة للقلق، أو لإعادة تقييمها، على الرغم من أنها أبقت بعض الصور الواقعية للأسلحة النارية وألعاب المقامرة. في هذا الصدد، صرّحت مفوضة شؤون الأطفال في إنجلترا، آن لونغفيلد، بأنه "ينبغي عدم استخدام العدد الهائل للألعاب التي يتم تحميلها كذريعة للسماح بتصنيف الألعاب بشكل خاطئ. وعلى الأغلب أن أي نظام يعتمد كليا على تقييم مطوري الألعاب سيفشل؛ نظرا لأن الشركات تسعى لتمكين أكبر عدد ممكن من الناس من استخدام تطبيقاتهم والمشاركة في ألعابهم".
ونقلت المجلة عن مدير عمليات نظام معلومات الألعاب الأوروبية، ديرك بوسمانس، أن المشكلة تكمن في عدم انسجام معظم الألعاب من هذا النوع مع أي فئة من فئات تصنيف "بي إي جي آي". علاوة على ذلك، يتضمن التصنيف العديد من المناطق الرمادية، كما هو الحال مع ألعاب محاكاة عمليات التجميل الجراحية، والتي تقدم محتوى قد يكون غير مناسب للأطفال، لكنها لا تفي بالمعايير التي تجعلها تصنف لغير الأطفال فوق 3 سنوات.
وأشارت المجلة إلى أن هناك ألعابا تتضمن إطلاق وميض الهاتف وسطوع شاشة شديد عند اللعب لمحاكاة أصوات الأسلحة، على غرار لعبة "إلكتريك ستان غان" التي حمّلها ما يزيد على 5 ملايين شخص. ويمكن إيجاد العديد من تطبيقات الرهانات والقمار في متجر غوغل للتطبيقات، ولعل ما يثير الريبة تجاهها هو كونها مصنفة كألعاب أطفال.
وأضافت المجلة أن معظم هذه الألعاب تحتوي على شخصيات كرتونية ولطيفة تشجع اللاعبين على شراء العملات النقدية فور نفادها، على غرار لعبة "بينغو وسلوتس" ولعبة "بايرت ماستر".
على صعيد آخر، أظهرت نتائج مسح قامت به لجنة المقامرة في المملكة المتحدة أن 13 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 سنة يلعبون ألعاب القمار والرهانات على الإنترنت.
وذكرت المجلة أن ألعاب الزومبي الشهيرة على متجر غوغل للتطبيقات كانت تتضمن مراحل يقوم فيها اللاعبون بقطع أوصال الموتى الأحياء، وسط مشاهد دموية مرعبة، بواسطة أسلحة قاتلة على غرار البنادق والسكاكين.
من جهتها، أفادت الأستاذة المساعدة في جامعة سانت آن الكندية، كارولين فيتزباتريك، بأن التعرض للأفلام والمحتوى الرقمي العنيف خلال الطفولة المبكرة مرتبط بعدد من الآثار المعرفية والعاطفية والسلوكية، ويشمل ذلك ألعاب الرماية من منظور الشخص الأول، التي تؤثر على نمو الأطفال.
وخلصت المجلة إلى القول إن هناك طريقة لجعل متجر غوغل للتطبيقات أكثر أمانا، مثل خدمة "فاميلي لينك" التي تسمح للوالدين بتحديد نوع البيانات التي يريدون تخزينها حول طفلهم، لكن ذلك يأتي على حساب إنشاء حساب له، والسماح بتتبع أنشطته.