هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف عضو لجنة التفاوض بدرعا، المحامي عدنان المسالمة، في حديث خاص لـ"عربي21" بعض تفاصيل الاجتماع الذي عقد بدمشق، الثلاثاء الماضي، بين رئيس مكتب الأمن القومي التابع لنظام الأسد، اللواء علي مملوك، وبين وفد ممثل لمحافظة درعا (جنوب سوريا).
ولفت المسالمة، عضو الوفد، إلى أن من بين الحاضرين من جانب النظام، كان العماد وزير الدفاع علي عبدالله أيوب، ورئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء كفاح ملحم، وعدد من الألوية البارزين، إلى جانب مملوك.
وعن المطالب التي تم بحثها خلال الاجتماع، قال إن الوفد حمل مطالب من الأهالي متعلقة بالتسوية الأمنية، والمعتقلين، وبيان مصير المفقودين، والتخفيف من القبضة الأمنية، والحد من تغوّل الأجهزة الأمنية.
وإلى جانب تلك المطالب، أكد المسالمة أن الوفد طالب أيضا بحل قضية المجندين المنشقين عن الجيش، وتسريحهم من الخدمة العسكرية بسبب الظروف التي كانت سائدة، وكذلك تمت مناقشة عودة الموظفين الحكوميين إلى عملهم، وانسحاب الجيش من مدن وبلدات درعا.
وحول الرد على كل هذه المطالب من جانب النظام، نوه إلى أن "أجواء الاجتماع كانت إيجابية، ولمسنا تجاوبا إلى حد ما مع المطالب، حيث تم اعتبار هذه المطالب مطالب محقة".
وأشار المسالمة إلى أن الوفد تلقى وعودا من النظام بالعمل على تنفيذ هذه المطالب، مستدركا بقوله: " لكن تنفيذ كل هذه المطالب، وعلاجها، لن يتم خلال أيام، وإنما يحتاج لوقت".
وتابع قوله: "لقد ركزنا بشكل أولي على حل قضية المعتقلين والمنشقين، لأنها مواضيع أمنية تحتاج إلى حل فوري، للانتقال من مرحلة التسوية إلى مرحلة المصالحة، والوصول إلى تلك المرحلة يحتاج إلى إعطاء الأهالي حقوقها، وتنفيذ مطالبها".
اقرأ أيضا: فورين بوليسي: كيف أصبحت حرب سوريا الأهلية 3 حروب أهلية؟
من جانبه، أشار الباحث السياسي، نصر فروان، من درعا، إلى دور روسي وراء عقد الاجتماع الهادف إلى تخفيف الاحتقان السائد في درعا.
وفي حديثه لـ"عربي21" اعتبر أن "النظام لا يملك قرار نفسه في كل المناطق السورية، والجنوب على رأس تلك المناطق، قائلا إن "الكلمة الأخيرة هي لروسيا أولا، وثانيا لإيران".
ووفق فروان، فإن الوضع في درعا لن يهدأ ما لم يتحقق مطالب الأهالي، وتحديدا إطلاق سراح المعتقلين، والكشف عن مصير المعتقلين، إلى جانب كف عبث الأجهزة الأمنية برقاب الأهالي، على حد تعبيره.
وفي آذار/ مارس الماضي، كانت المظاهرات المناوئة للنظام عادت على نحو مفاجئ، إلى مدينة درعا، جنوب سوريا، مع هتافات تطالب بإسقاط نظام الأسد، وذلك بعدما فجرها إعادة تمثال رئيس النظام السوري السابق، حافظ الأسد، إلى مكانه في ساحة "تشرين" وسط المدينة.
يذكر أن الاتفاق بين فصائل المعارضة وروسيا الذي تم التوصل إليه، مطلع شهر تموز/ يوليو الماضي، بعد انتهاء العمليات العسكرية في الجنوب السوري، كان قد نص على تشكيل "الفيلق الخامس" الذي يتبع لقاعدة حميميم الروسية بشكل مباشر، وانضمام هذه الفصائل له بعد تسليم سلاحها الثقيل والمتوسط على أن تبقى ضمن مناطقها بسلاحها الخفيف.