هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ناقش مركز بحثي إسرائيلي الأربعاء، الخلاف المتصاعد بين الولايات المتحدة وتركيا، على خلفية تصميم أنقرة على شراء أنظمة صواريخ إس400 الروسية.
وقال "مركز بحوث الأمن القومي" التابع
لجامعة "تل أبيب" في تقدير استراتيجي، إن "قرار تركيا تنفيذ صفقة
أنظمة أس400 مع روسيا رغم التهديد الأمريكي بأن هذه الخطوة سيتم الرد عليها
بعقوبات، يتوقع أن يكون خط فاصل في العلاقات بين أنقرة والولايات المتحدة وحلفائها
الآخرين في المنطقة".
وأضاف المركز أنه "من المعقول أن رد الإدارة
الأمريكية والكونغرس على هذه الخطوة سيكون شديدا"، متوقعا أن "تكون خطوة
تركيا لها تداعيات جيوسياسية سواء في سياق علاقات القوة بين أمريكا وروسيا أو في
سياق قدرة التنسيق والتعان مع تركيا بخصوص الوضع في سوريا والعراق والسياسات إزاء إيران".
وتابع التقدير الإسرائيلي قائلا: "المواجهة
المتزايدة بين الولايات المتحدة وتركيا على شفا الغليان"، لافتا إلى أن
العلاقات بين البلدين كادت أن تعود لمسارها الإيجابي بعد إطلاق سراح القس
الأمريكي، لكن تصميم أنقرة على التمسك بصفقة أنظمة الدفاع الجوي الروسية، شكل
مسألة خلاف رئيسية بين الدولتين.
ولفت إلى أن تركيا مستاءة من الدعم الأمريكي
للمسلحين الأكراد في سوريا، والدولتان تجدان صعوبة في التوصل إلى تفاهمات حول طرق
العمل المناسبة بعد هزيمة تنظيم الدولة وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب
معظم قواته من سوريا، مؤكدا أن "الخلاف بين واشنطن وأنقرة حول مستقبل القوات
الكردية".
اقرأ أيضا: تركيا تتمسك بـ(إس400): الصفقة أبرمت وانتهى الأمر
وذكر التقدير الإسرائيلي أن هناك عوامل عدة تساهم في
زيادة التوتر بين البلدين، منها التطورات الداخلية التركية وسياسات الرئيس رجب
طيب أردوغان، إلى جانب الخطوات الدراماتيكية التي تتخذها إدارة ترامب لصالح
إسرائيل، وعلى رأسها اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية
إليها، وأخيرا الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السوري المحتل.
وبين أن الولايات المتحدة تتخوف من تمتين العلاقات
بين روسيا وتركيا ومن خطر استكمال صفقة شراء أنظمة إس400، وما سيؤدي إلى تسرب
تكنولوجيا حساسة في أعقاب الانكشاف المحتمل لروسيا على أنظمة يستخدمها "الناتو".
واعتبر أن "تصميم تركيا على تنفيذ صفقة الشراء
يعزز في الولايات المتحدة وفي أوساط حلفائها في الناتو التقدير بأن الخطوات التي
يقودها أردوغان تعبر عمليا عن نية تغيير توجه تركيا من الغرب نحو علاقة أكثر قربا
مع روسيا، أو على الأقل اختيار تركيا الذهاب في مسار مستقل عن الغرب".
وتابع: "في كل الأحوال من الواضح أنه بالنسبة
لروسيا فإن بيع وسائل قتالية متطورة لتركيا يعبر عن نجاحها في دق أسفين بين أنقرة
وحلفائها في الغرب، ويعتبر تعزيز آخر لنجاحها في ترسيخ نفوذها في المنطقة".
وختم المركز الإسرائيلي تقديره الاستراتيجي بالقول
إن "تنفيذ صفقة إس400 سيؤدي إلى تمسك الإدارة الأمريكية بموقفها الحالي،
وسيكون ذلك خط فاصل في العلاقة بين واشنطن والحلفاء الآخرين في الناتو وبين تركيا".